جسد مهرجان سفاري بقيق أصالة الكرم التي اتصف بها من عاش في صحاري الجزيرة العربية منذ القدم ، وذلك من خلال خيمة ثقافية أقيمت لتستقبل جميع الزوار بشبة النار والقهوة والروايات والقصيد وصوت الربابة والحداء و ألون شعبية أخرى.
ففي الأيام الأولى لمهرجان سفاري بقيق الذي يحكي تراث الصحراء وجد الزوار لا سيما عشاق الصحراء وكبار السن ومحبي القصيد، الحفاوة والترحيب من المنظمين والعاملين في الخيمة الثقافية مستمتعين بأجواء الصحراء في خيمة مفتوحة على نار تحيط بها دلال القهوة و”المحماس” وصوت دقات “النجر” مع أنغام الربابة في أجواء شتوية ممتعة .
ويشير المشرف على الخيمة الثقافية محمد بن يحيى المحيريق، بأن الخيمة تتسع في الداخل لأكثر من 200 شخص وصممت على الطريقة التقليدية الشعبية “بيت شعر” مفتوح على الساحة ليستفيد منها جميع الزوار من هم في خارج الخيمة، مبيناً بأن الخيمة الثقافية ستقيم عدد من الفعاليات التراثية الصحراوية حيث تستضيف عدد من الشعراء من المملكة ودول الخليج العربي ورواة القصص الشعرية ومنشدين وفرق شعبية وفعاليات فلكلور ثقافية وموروث شعبي متنوع يقام لأول مرة في المهرجانات ، فيما تم اضافة لون الربابة التي اختفت منذ عقود ، كما أن للأطفال نصيب من تلك الفعاليات الثقافية التي روعي فيها أن تكون مناسبة لجميع أطياف وفئات المجتمع السعودي والخليجي بشكل عام والتي ستستمر مدة تسعة أيام وهي الفترة المحددة لإقامة فعاليات المهرجان.
وقال المحيريق بأن الخيمة الثقافية تم تجهزها بأسلوب بسيط يتبادر إلى ذهن الزائر ذلك الإنسان البسيط الذي عاش وسط الصحراء مع إبله بعيداً عن حياة التحضر والتمدن، لافتاً إلى أنه في الوقت الحاضر ومع تقدم حياة الناس وتحضرهم أصبحوا يعشقون الجلوس في بيوت الشَعر والاستئناس بطابعها الجميل، مؤكداً بأن مرتادي الخيمة يشعرون بالمتعة وقد أشاد المسؤولون الذين زاروا الخيمة بالموقع المميز وبما احتوته من مكونات تنقل الزائر إلى الصورة التي عاشها سكان البادية في السابق.
وبين بأن الخيمة جهزت بالسدو الذي غالبا ما تصنع منه الأقمشة الداخلية للخيام كما تم اقتناء عدد من الحيوانات المحنطة التي عاشت في الجزيرة العربية من الوضيحي والغزلان والصقور والحبارى وغيرها ووضعها في جزء من الخيمة الثقافية كرمز ليتعرف الزائر على أشهر الحيوانات التي عاشت في صحاري المنطقة الشرقية والمملكة بشكل عام .