ثقتنا بالله أولاً ثم بأنفسنا وبقدرات انسان هذه الارض ليس لها حدود، ودولتنا خلال المائة عام المنصرمة انهمكت في بناء كيان سياسي اجتماعي وحدوي، فاجتمعنا بفضل الله تحت رآية واحدة هي نفس الراية التي رفعها اجدادنا الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام والتابعين لهم ونحن امتدادهم مع الاختلاف لتغير الظروف وتقادم الزمن. ووحدتنا الحالية هي أحد انجازات الانسان السعودي التي بناها بعرقه ودمه ويجب تدريس ذلك لأطفالنا. ولقد مرت بلادنا السعودية منذ توحيدها بأحداث ومخاطر فاق فيها صبر انسانها وقادتها اكثر مما يتحمله أي حليم، ففهم الأعداء صبرنا بغير ما نحن، وتجهمنا البعيد، واستهان بنا العدو القريب، وظن بنا الشقيق. وفجأة انتفض الحليم بحكمة المؤسس الموحد وصلابة الأجداد المجاهدين معه،وفي الساعات الأولى لفجر الخامس من جمادى الثانية لعام 1436هـ. المصادف 26 /مارس 2015م، انطلقت عاصفة الحزم اليعربية ضد مشاريع ايران الاستعمارية. ولو لم تُهب في ذلك التوقيت لحلت بنا وبالمنطقة كارثة طويلة الأمد، فالحمد لله قبل وبعد…لقد اعتقد الأوغاد في طهران وعملاءهم بدمشق وجنوب لبنان وغيرهم من العرب المفلسين اننا غير قادرين على خوض الحروب دفاعاً عن وجودنا وحدودنا ومقدساتنا وحماية اطفالنا، وبوضوح أكثر ظنوا اننا مُرَفهِين ومُترفين،وأن المقاتل السعودي لا وجود له أصلاً ناهيك أن يُنازلهم بالسلاح ويقصفهم بعنف واحتراف من البر والجو والبحر.. ظن الخائبين اننا لا نُجِيد إلا طبخ الكبسة، ولطالما نعتونا بذلك، فطبخنا جلودهم والعظام بالقنابل والرعب، وكبسناهم جُثثاً في كهوفهم كحبيبات الأرز ليصبحوا طعاماً للنمل ولدينا المزيد بفضل الله.. اعداءنا صدَّقُوا نصائح الحاقدين الطفيليين كالصحفي عبدالباري عطوان وقبله الهالك محمد حسنين هيكل ممن قالوا لهم إن السعوديين لن يستطيعوا اطلاق رصاصة واحدة وهم عاجزين عن دخول أي حرب ولو ليومين، فكانت القاصفات والمدمرات والمدفعية بفرسانها العظماء الشجعان تعصف بهم وتمطر اللهب والحميم فوق رؤوس الغزاة وعملاءهم في اليمن واماكن أخرى بأعالي شمال الجزيرة العربية وهم نفس العدو.. أما عطوان وأشباهه فقد تعلموا الدرس القاسي ولهم الصغار، ولا اباً لهم… لقد ظن البعض أننا شعب همه السفر والسياحة والرفاهية وحسب،ولن نُقدِم يوماً على ردع العدو بقوة السلاح وسلطان الحجة وسحر البيان، فكان الملك الشجاع والشعب القوي والقوات الشامخة في سفر وسهر ورِبَاط على طول الحدود وخارجها منذ بزوغ الفجر الأول لا للسياحة بل لدك حصون المعتدين عملاء ملالي الشر الحاقدين، وسنبقى كذلك حتى ننتصر، والنصر والله قريب جدا.. صَوَّرَ عملاء ثورة ايران من العرب أن السعودي يهاب المواجهة ويَجْبُن عند اللقاء، فمزقنا المعتدين على حدودنا وقرانا كل ممزق وحولناهم الى اشلاء في كهوفهم وخنادقهم وعرباتهم، وضربنا بقوة من الجو ولا نزال في الرقة بالشام وفي كل وكر آخر للإرهاب، بينما ابن الخليج العربي المراسل الحربي (البحريني) محمد العرب وطاقمه ينقل الصورة والحدث مباشرة تحت القصف متنقلا بين سهول تهامة وصحراء حضرموت عبر جبال وعرة يعيش بين الحفر بأسفلها من لا يستطيع صعودها. قبل العاصفة تندر أو وشى بنا الشقيق القريب فقال للقذافي انهم {السعوديين} منهارين! ففاجأناه والعالم بأننا قوم لا نستكين للذل ولا نساوم على كرامتنا وأمن حدودنا. قبل العاصفة كان الملايين الوافدين من العرب والأجانب يظن اغلبهم أن طيبتنا وتسامحنا تعني اننا شعب خامل يسهل العبث ببلاده، فأوقفنا في ظل العاصفة عبث العابثين وقطعنا دابر المخربين والإرهابيين، وفاجأنا هؤلاء الضيوف الوافدين وغيرهم بقيام العاصفة وقيادة تحالفين عربي واسلامي وتسيير ملايين الحجيج وخدمتهم وحمايتهم وكل ذلك بوقت واحد. تناسى بعض الاشقاء من العرب والمسلمين تضحياتنا السابقة معهم ومن أجلهم وكأننا هامشيين، فقالت لهم العاصفة على رسلكم أيها الأشقاء فنحن دماؤنا لا تزال ندية معكم على ثرى الجولان ورمال سيناء وهضاب القدس وغور الصافي وأرض الكويت، وها نحن من جديد نُسطر معكم تاريخ جديد عنوانه عاصفة الحزم بتحالفها العربي الأول من نوعه.
إن المواطن السعودي الحالي يعيش على ارضه بأمن وسلام ويعايش عمليات العاصفة وظروفها فيراها جزء طبيعي من يومياته، لكنه لا يعلم مدى احترام الآخرين له واعجابهم بشجاعته وإقدامه، ومدى تقديرهم لإعادته لعزم وحزم إفتقدهما العربي طويلاً، وقد لا يعلم هذا المواطن الكريم حجم الغصة والقهر والحسرة والغيظ التي اصابت العدو بطهران وجنوب لبنان والحشود الطائفية والانقلابيين بكهوف صعدة وغيرها بفعل العاصفة ورجالها وقائدها وتحالفها العربي القوي المتماسك. قبل يوم العاصفة تَوَهَّمَ الأعداء والاصدقاء وبعض الأشقاء أننا أهل دعة ونوم لكن عاصفة الحزم قالت لهم هل غاب عنكم أن انسان هذه الأرض لا سواه هو من كان حول النبي الأمين،ولم يهزم قط،ولم ولن يقبل الضيم.. فالحمدلله.
التقدير والمحبة لأشقاءنا الصادقين من دول مجلس التعاون، ولدول التحالف العربي وشعوبهم وقواتهم. والتحية والسلام للنجباء حماة الديار رجال عاصفة الحزم الأبطال ولعائلاتهم المرابطين خلفهم. والذل والصغار لمن خانوا اوطانهم وباعوا ضمائرهم.
02/04/2017 12:05 م
مالم يُقال عن عاصفة الحزم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6338529.htm
التعليقات 11
11 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
مشاري التركي
02/04/2017 في 12:45 م[3] رابط التعليق
انا اسميه مقال الحزم .. ابدعت سعادة اللواء
(0)
(0)
ابوعبدالله
02/04/2017 في 1:47 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي وصديقي الغالي ابو منصور
اسال الله لك التوفيق والسداد وان يكثر من امثالك وان يعينك على تحمل المسؤوليه الملقاه على عاتقك
والى الامام انت فخر لزملاءك ولجماعتك ولقحطان
عامه
مع خالص تحياتي
محمد عبدالله يعن الله القحطاني
(0)
(0)
ابومعتز الحقوي
02/04/2017 في 3:05 م[3] رابط التعليق
لا فض فووووك
(0)
(0)
مشاعل العيسى
02/04/2017 في 6:24 م[3] رابط التعليق
مقال ينبغي أن يدرس قي المدارس والجامعات
شكراً سعادة اللواء
بأمثالكم نفتخر
(0)
(0)
محمد الاحمري
02/04/2017 في 6:53 م[3] رابط التعليق
مقال شمل الكثير من الحقائق…
نحن شعب متساهل وكريم مع الكرماء…قوي وعنيف ضد كل لئيم…
من ينصر الحق كان الله معه… ومن يعتمد على الله ثم على ايمانه بالله ينصره الله..
نحن شعب السلم والكرم… ونحن الأسود الضاربة اذا غزتنا الأغواد..
قوتنا بالله اولا ثم بتوكلنا عليه سبحانه ، ثم بوحدتنا قيادة وشعبا….
وصدق الله القائل : واعدوا لهم ما ستطعتم من قوة…
اللهم احفظ لنا ديننا وامننا ومقدساتنا ووحدة قيادتنا وشعبنا…
(0)
(0)
حسن الشهري
02/04/2017 في 7:36 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك يابو منصور وسلمت يمينك
(0)
(0)
عبدالله بن سعيد
02/04/2017 في 10:21 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم. اشكر سعادة اللواء المتقاعد. عبدالله بن غانم القحطاني.
على طرح هذا الموضوع الكبير. ان عاصفة الحزم التي قادتها قوة التحالف الخليجي والعربي. لمن حاولو المساس بأمن هذا البلاد الكريم. او العبث في حدوده.فان عاصفة الحزم تكون له بالمرصاد وان عقابه يكون من أشد العقاب وان المواطن والجندي السعودي معروف عنه ألقوه والشجاعه التي جعلت منه درعا أمن لحفاظ أمن وحدود البلاد الكريم. وان الجندي السعودي عين ساهره. ليبات الناس في أمن وامان. فيارب لك الحمد ولَك الشكر اللهم احفظ خادم الحرمين الشرفين. الملك سلمان بن عبدالعزيز. وحفظ ولي عهده الأمين الامير محمد بن نايف. وولي عهده الامير محمد بن سلمان
(0)
(0)
طلال القحطاني
03/04/2017 في 5:58 م[3] رابط التعليق
مقال جدا رائع سلمت اناملك على . مقالاتك كالرماح في خاصرة الأعداء المندسين بيننا
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
03/04/2017 في 10:30 م[3] رابط التعليق
عاصفة الحزم اذهلت العالم كله
سددت لكمه سريعه و هي الضربه القاضية التي انهت قضية النفوذ الايراني في اليمن
وذالك بتوفيق الله وحكمة الملك سلمان حفظه الله ورعاه وايده بنصر من عنده………
*اشملت ابا منصور لك التحيه والتقدير*
(0)
(0)
سفر بن سيف آل عادي
04/04/2017 في 12:16 ص[3] رابط التعليق
اسعد الله جميع اوقاتك بكل خير ابامنصور
بيض الله وجهك
انت يا سعادة اللواء صوت العاصفه ولسانها وبندقيتها
(0)
(0)
فهد بن عبدالله داهم
04/04/2017 في 5:51 ص[3] رابط التعليق
وفقك الله وهداك سواء السبيل وسدد قولك وصوب رايك. احسنت في المقال واوجزت وبلغت وبلغت المكان. ولا نقول الا كما قال الشاعر
نحن اللذين اذا دعوا لصلاتهم والحرب تسقي الارض جاما احمرا
جعلوا الوجوه الى الحجاز وكبروا. في مسمع الروح الامين فكبرا،.
لم بعرفنا المنحرفين ولا العلمانيين والليبراليين والمهاجرين.
ان هذه الامه هي احفاد محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام واهل بدر وحنين واجدادنا ابطال القادسيه. نحن اهل سنة رسول الله لا تتولى يوم الزحف.
وفقك الله سعادة اللواء
(0)
(0)