حسناً جداً وخطوة موفقة أن استضاف الأمير محمد بن سلمان برؤية مختلفة ونهج جديد مشائخ قبائل اليمن الوطنيين المخلصين لوطنهم وحسب، وليس المشائخ المخادعين الغادرين السابقين تجار التهريب والمخبرين لدى المخلوع علي عبدالله صالح. أن هذا اللقاء بشفافيته واستراتيجية ابعاده مع عدد كبير من مشائخ اليمن جاء في وقت مهم وحاسم وخلال عمليات عاصفة الحزم. إن هذا الاجتماع يعتبر بداية لمرحلة مختلفة في علاقاتنا مع المكون الأهم في الحياة السياسية اليمنية رسميا وشعبيا المتمثل في زعماء القبائل. إن مخاطبة الأمير لهم بكلمات غلب عليها الطابع القومي هي في الواقع تأكيد للشعب اليمني بأننا معهم ولن نتخلى عنهم، وهذا سياسياً يعني أننا لن نسمح لأي طرف خارجي باللعب على ارض اليمن ومن حاول ذلك للتخريب فسنقطع يده. وجاءت كلمات الأمير للمشايخ لتحمل في طياتها رسوخ الموقف السعودي الحازم وعدم التهاون مع من يحاول استعمار اليمن من الخارج بطرق مختلفة او استعباد قبائله من الداخل. وحينما قال الأمير إن العدو اختار المكان الخاطئ وهو ارض اليمن الذي يعتبر اصل العرب ومنبع قوميتهم فهو يؤكد لليمنيين أن القدر جعل مصيرنا وبلادهم مرتبط ببعضه ولا يمكن فصله. ومن تابع صور اللقاء فسيرى ان من كانوا على يمين ويسار الأمير هم مساعد وزير الدفاع ورجال القوات المسلحة، ورجال الاجهزة الأمنية وهذا يقول بوضوح أن المملكة لن تتردد في استخدام القوة الرادعة بأي وقت لمنع خلط الاوراق أو العبث بمصير اليمن. كما أن استخدام الأمير لمفردة العدو تضع النقاط على الحروف وتشير بصراحة الى الخطر مباشرة وهنا يجب أن نتوقع ان ذلك العدو سيبقى عدواً حتى تسقط ثورته بطهران. وقبل كتابة هذا الكلام تحدثت مع زميل قديم معروف بحكمته وخبرته وقد تابع لقاء الأمير بالمشائخ من خلال الإعلام، فقال لي ان هذا اللقاء بمثابة تشكيل فرقة مدرعة وهو يشبه عمليات التحريم الجوي في العمق، وكلامه هذا صحيح ومنطقي، وسيكون فعالاً وناجحا اكثر على هذا النحو إذا خُصّصَ له قسم فرعي بمختصيه للمتابعة والتقييم والتصحيح.
لقد عانت بلادنا طويلا من نتائج غض الطرف والتغافل المتعمد سابقاً خلال التعامل مع كثير من مشائخ قبائل اليمن مع ان دولتنا تفهمهم جيدا وتعلم كل تفاصيل الاعيبهم للإنتفاع من وراء ذلك. أما الآن فقد بادرت قيادتنا الى تغيير المسار وحصرت التعامل فقط مع المشائخ الوطنيين الحقيقيين وليس مع أمثال السابقين هواة جمع الأموال للسياحة في اوروبا فإذا ما خوت جيوبهم كانوا يتصلون بالرئيس المخلوع لينسق لهم زيارات تسول الى دول الخليج وفي نفس الوقت يوجه اولئك المشائخ الغادرين اتباعهم لتهريب المخدرات والاسلحة والبشر الى المملكة!. الآن قِيل لهم كفى ولا يشرفنا معرفتكم ولا استقبالكم. إن ماقاله المشائخ مباشرة في كلماتهم وهم يخاطبون الأمير محمد بن سلمان دليل جيد على ان الوضع قد تغير في ظل عاصفة الحزم وأن هؤلاء المشائخ يدركون دورهم الوطني لخدمة بلادهم أولاً، ودورهم في بناء علاقات مصالح مشتركة مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي بكل وضوح، لقد قالوا للأمير لا تتركونا فريسة لعدو لا يرحم ولا تتخلون عن اليمن فهو ونحن أمانة في أعناقكم، لقد رفعوا الصوت وخفضوه بمجلس الأمير لغرض واحد هو أن اليمن وقبائله مهددين وتدخلكم بعاصفة الحزم انقذنا لكن القادم اهم وهو حمايتنا من الفاسدين وعملاء ثورة ايران الارهابية. قالوها صريحة مدوية يا اخواننا وربعنا ابناء الملك عبدالعزيز يا حماة الجزيرة العربية وأسيادها نحن امانة في رقابكم فلا تتخلون عن حمايتنا ورعاية بلادنا فأنتم المسؤولين عن اليمن وشعبه امام الله.
وإذا ما اردنا العودة للتاريخ لنفهم لماذا الإهتمام بزعماء القبائل في اليمن فالواقع ان اليمنيين انفسهم مقتنعين أن بلادهم وشؤونها الداخلية ترتبط وثيقاً على الدوام بالمملكة، ويرون أن الرياح المتجهة لليمن سواء كانت محملة بالمطر او بالغبار فلابد انها قادمة من الرياض وهذا على المستوى الشعبي!!، أما رسميا فكل رؤساء وحكومات اليمن يدركون انه بدون دعم ومساندة ورضى المملكة فلا بقاء لهم! هذه هي الحقيقة الكامنة في اليمن دون استخدام لأي اسلوب آخر للتوصيف. والجميع يعلم ان القبيلة في اليمن هي العامل الأقوى في هيكل الدولة وفي تعيين الرئيس منذ قيام الجمهورية. وسابقاً كانت دول مجلس التعاون تتعامل مع مشايخ القبائل باليمن بإسلوب غير مُجدي جعل كثير منهم يتذاكى ويلعب ادوار تخريبية بتدبير الرئيس المخلوع صالح وأجهزته الأمنية الى درجة أن بعضهم يعتبر نفسه شخص مزدوج مع أن هذا ليس من سياسة المملكة ولا تسعى اليه كونه اسلوب عصابات لا يمكن قبوله، لكن هذه عقلية المتخلف المخلوع علي صالح الذي استخدم كل الحيل والأساليب الإجرامية.
إن استقبال الأمير لزعماء قبائل اليمن الشرفاء وطمأنتهم بأن المملكة والعرب يقفون معهم في السراء والضراء، وانتهاج استراتيجية جديدة لتفعيل القبيلة في اليمن لصالح اليمن وحمايته لا غير، لهو نهج ايجابي متقدم ومختلف جداً عما سبق، ويطمئن الجميع باقتراب مستقبل مستقر باليمن، وهذا اللقاء الدقيق في اعداده سيحقق النجاح بإذن الله، شرط فهم واستيعاب مؤسسات الدولة لهذه الاستراتيجية الحازمة وعدم العودة لما كان سابقاً، وهذا أهم مخرجات لقاء الأمير بالمشائخ.
التعليقات 2
2 pings
محمد الجـــــــابري
07/04/2017 في 4:04 م[3] رابط التعليق
لقاء شبيه العود معّرب الجدين وزير الدفاع سموالامير/ محمد بن سلمان مع شيوخ القبائل اليمنيه العربيه الاصيله له ما بعده من تأسيس علاقة البلدين لما بعد الحوثي والمحروق في جميع النواحي التكامليه المنظبطه ولن يكون للخونه فيها نصيب..
(0)
(0)
محمد الاحمري
07/04/2017 في 7:30 م[3] رابط التعليق
?الموقف ومصداقيته يتوقف اولا وآخرا على رجال اليمن الأوفياء مشائخ واعيان والعآمة….
?فإن كان همهم الحفاظ على اليمن وعروبته وأمنه واستقراره وأمن جيرانه الأوفياء. فسيكون ذلك بإذن الله …
?وإن كان همهم الخداع والمصالح الشخصية .. فالأمر سيكون مؤسفا…
?وتخاذلهم في السابق هو ما أوصل الأمور اليه…
?ستعرفنا الأيام القادمة مصداقية وجدية هؤلاء المشائخ.
(0)
(0)