تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز بدأت صباح الأحد الأول من أبريل 2018م وعلى مدى يومين اعمال المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل في نسخته الخامسة، بحضور ستة آلاف مشارك من الداخل والخارج، وبدأ بعقد العديد من ورش العمل والمحاضرات العلمية للخبراء والعلماء المتخصصين من ثمان عشر دولة.
وقام معالي الدكتور علي بن ناصر الغفيص وزير العمل والتنمية الاجتماعية بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي احتوى على معرض مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة والعديد من الجهات الداعمة للمؤتمر والمشاركة، كما احتوى المعرض على منتجات ومستلزمات ذوي الإعاقة، وشهد المعرض اقبالا كبيراً من الزائرين والمشاركين في المؤتمر وأولياء الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما تخللت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر جلسات وحوارات ونقاشات بالغة الأهمية في مجال البحث العلمي، ودراسات الخبراء في المجال، وضمن ورشة عمل “دور المؤسسات غير الحكومية” أثرت الخبيرة في مجال الخدمات الاستشارية في الأمم المتحدة نورة السديري ورشة العمل بحديثها عن جمع التبرعات بوصفها أنه علم وفن في نفس الوقت، وأن ثمانون في المئة هو نصيب الإعاقة من الدعم الخيري عالمياً، ويجب على العاملين في المنظمات اللاربحية أن يتعلموا كيف يثيروا اهتمام المتبرعين من المنظمات الربحية وأفراد المجتمع وكيفية الحفاظ على استمرار علاقة الشراكة معهم، كونهم المفتاح الأساسي للمنظمات الخيرية، ومن جانبها أوضحت مديرة العطاء المؤسسي في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتورة فيرا لوكسنر بأن المنظمات الخيرية تقدم ثمانون في المئة من خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم وفقاً لأحدث الدراسات، كما تتركز خدماتهم بشكل كبير على التعليم والتوظيف وكبار السن، وأن من أكبر التحديات التي تواجه المنظمات الغير ربحية هي إيجاد الشركاء والقدرة على تدريب المدربين وتغيير العقليات في المجتمع نحو الإعاقة، وجذب عدداً أكبر من المتبرعين وتكوين شراكات معهم.
وأشار مؤسس معهد one mind الأستاذ غارن ستاغلين إلى أن الإصابات العقلية أكثر من الجسدية على مستوى الأشخاص في العالم، وأن الإصابة بالأمراض النفسية قد تصل إلى إصابة شخص واحد من كل أربعة أشخاص في جميع انحاء العالم، وهو أثر هائل ومعقد على الأسر والمجتمعات والاقتصادات، فتكلفة الأمراض النفسية تصل إلى أكثر من تسع مئة مليار دولار للرعاية المتخصصة والمزمنة في الولايات المتحدة الأميركية، كذلك ارتفاع تكاليف خدمات الرعاية والمساندة، بالإضافة إلى ضعف الإنتاج الوظيفي للمصاب بهذه الأمراض، وأضاف بأن مرض انفصام الشخصية أصاب أكثر من 26 مليون شخص حول العالم، كما يصيب مرض الزهايمر 74.5 من الأشخاص حول العالم.
وقال مستشار المنظمات الغير ربحية في الولايات المتحدة الأمريكية دوج وايت أن المجتمع له دور في تفعيل الأعمال الخيرية عبر تقديم الخدمات التي يحتاجها المجتمع، وأن العمل الإنساني لا يقوده أية جهة أو دولة بل يسير بحب الإنسانية، وفي المقابل يجب دراسة ما تقدمه المنظمات الغير ربحية لمعرفة الأثر الحاصل على أرض الواقع من طعام وسكن وغيرها لتحقيق أفضل فعالية وشفافية وتوفير قاعدة بيانات لها، وأشار إلى أن الثقة مهمة جداً في عمل هذه المنظمات، وأن عالمنا بدونها مروع وفظيع.
وعن العمل التطوعي، ذكرت سيدة الأعمال من نيويورك شوزان وايت أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق 390 بليون دولار على الأعمال التطوعية، مؤكدة بأنه من أفضل الوسائل لتطوير العلاقة بين المتبرعين والمنظمات الغير ربحية، وأن تدريب الأطفال وتطوير مهاراتهم في العمل التطوعي أمر يدعو للفخر. مبينة بأن هناك العديد من الأسباب التي تدفع المنظمات والشركات الربحية إلى التبرع للمنظمات الخيرية، ومنها تفعيل جانب المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع وتكوين موقف إيجابي عنها لدى أفراد المجتمع وغيرها، ولابد من إدارة عملية التبرع بشكل فعال.