أتيت يارمضان مجيئ الحبيب الغائب الذي اشتقنا له، اشتاقت له قلوب ثكلى وأفئدة محزونة وأبدان انهكها التعب وحرارة القيض وعطش الارواح، نلقاك بفرحة المسافر الذي حط راحلته ليتزود ويكمل مسيرته ولكن المقام هنا نحن من نقتات منك من نفحاتك الطاهرة وروحانياتك العذبة وتهاليل القلوب وتعبد الابدان والجوارح.
امساكيةٌ مهذبه تهذب النفس من أدران ذنوب علقت بها وزلات ساقتنا لها لحظات غفلة،
أتيت لنقف مع أنفسنا وامامها فنطهر دواخلنا وألسنتنا من الغيبة والنميمة واجل من ذلك نجلي القلوب من الحقد والحسد والضغينة التي هي أدهى وأمر من داء عضال يفتك بنا وبمجتمعنا.
عدت لتعود معك صلة الرحم وزيارة القريب والعطف على المسكين ومد يد العون للمحتاجين.
شهر كريم وسخي تضاعف فيه الحسنات وترتفع الدرجات ما أكرمك وما أجود سخائك.
من جمال عطائك يا شهر الخير إن زيارة بيت الله في أجواءك تعادل حجة واللوذ ببيته والصلاة تغشي الجسد سكينة وهدوء لامثيل لها.
العطاء فيك ياشهر الهبة والمنح الجليلة له معنى في النفوس يرقيها ويعليها ويسعدها أنت فرصة وغنيمة لمن اغتنمك وبادر بالعلو بالحسنات والمكارم، فمرحبا بك بقلوب وجله ترجو غنائمك بعشر رحمتك وعشر مغفرتك وعشر عتق رقابنا من النار ، اللهم أتممه علينا بوافر خيرك وجزيل عطائك وامنن علينا بالأمن والإيمان وقوي عزيمتنا على اغتنامه وتحقيق حكمتك من هذا الشهر الفضيل واغفر لمن لايوجد بيننا غير عطر ذكراهم واشفي من حال المرض بينه وبين فرض صيامه.
وانصر جنودنا واخواننا على الحد، نعلم أنهم مشتاقون لأهلهم وذويهم، لكن عهد أخذوه على أنفسهم بالدفاع عن وطنهم، فلهم منا جزيل الامتنان وصدق الدعاء فرج من عندك يالله لكل مكلوم ومحزون أضناه اأالم وزاد عليه الحنين واثقل كاهله شوق لغائب وفقيد.
التعليقات 3
3 pings
Majed
18/05/2018 في 10:35 ص[3] رابط التعليق
كعادتك المعهودة تنساب الكلمات والعبارات كجريان الأنهار أظهرت روحانية هذا الشهر الفضيل فملأت قلوبنا بنسمات إيمانية جلية
(0)
(0)
احمد الاسعدي
18/05/2018 في 11:00 ص[3] رابط التعليق
سلم بنانك على هذه العبارات الجميله والمشاعر
الجياشه قلمك رشيق وكلماتك معبره وافكارك هادفه كأنك تتحدثين بألسنتنا وتعبرين عما تكنه ضمائرنا
(0)
(0)
ابو محمد
18/05/2018 في 1:38 م[3] رابط التعليق
شكراً لك يا استاذه آل جبار
لقد وضعتي اليد على الجرح بل الجروح التي تعاني منها مجالسنا وفي نفس الوقت لم تفقدي الامل بوجود شهر الخير ان كل افراد المجتمع من الجنسين ان يعودوا الى تطهير الانفس كي يكون مجتمعنا مجتمع متعاون على حب الخير
(0)
(0)