عبدالله غانم القحطاني 

حينما ينهض القادة بمسوولياتهم المختلفة ويستشعرون أدوارهم الوطنية فليس للعطاء حدود وعندها يصبح النجاح العادي ليس له أي معنى لأن النهوض بكامل المسؤوليات بعيداً عن حدود الوظيفة سيتجاوز حدود النجاح وهو بالضرورة موشر على دقة معايير وصفات القائد الخاصة به وعلى استراتيجية التفكير لديه.

والتُميز وإن لم يكن غاية بذاته لدى القليل من القيادات الميدانية فهو بالنهاية ثمرة لتفكير متقدم يتعدَّى هموم الوظيفة الى ماهو أبعد ليتناغم بالضرورة مع التوجهات والإستراتيجيات العليا للدولة وهنا تكمن القوة في الاستيعاب والعمق في التفكير لدى القائد أياً كان موقعه ومسمى تخصصه، وحتى وإن كانت صلاحياته محدودة فهو لن يعجز عن فهم وترجمة الغايات النهائية التي وجد هو ووظيفته من اجلها وعندها سيفكر ويخطط بناءً على ذلك، وهذا بحذافيره ما رأيته عياناً في ادارة تعليم صبيا بمنطقة جازان الغالية وأقسامها في المحافظات الأخرى بالقرب من الحدود الجنوبية، هناك قائد لعمل ميداني لا يُجَير النجاح لنفسه بل يؤكد ويُصر على انه فقط يشجع على التفكير لدى مرؤوسيه ثم يطلق لهم العنان للعمل والتطبيق ثم التقييم بعد ذلك، وهذا تواضع قيادي حقيقي وصادق ولكن الواقع أنه لا يوجد نجاح غير عادي بغير قيادة استراتيجية واعية تحمل همّ وطني غير قابل للتأويل أو حتى للتأجيل.

عندما تقوم ادارة تعليم صبيا بقيادة مديرها بحمل رسالة وزار التعليم بمفهوم وطني وبجهد فوق العادة لتوظيف مهام ورسالة الوزارة السامية لمساندة المجهود الوطني على حدودنا الجنوبية بدعم مباشر من سمو أمير منطقة جازان لتأكيد اهمية وحدتنا الوطنية وتعزيز الولاء والإنتماء للوطن وقيادته لدى مايقارب مائة وخمسين ألف طالب وطالبة ودعوة جميع المؤسسات الوطنية الحدودية للحضور والمشاركة في عدة فعاليات ولقاءات للتأكيد على أن الوقوف خلف قيادتنا التاريخية والصمود في وجه حملات الأعداء المختلفة يأتي ضمن مسؤولياتنا الشرعية والاخلاقية والوطنية كما كان اباءنا وأجدادنا من قبل منذو توحيد بلادنا بقيادة وجهاد مؤسس وحدتنا الملك عبدالعزيز رحمه الله، فهذا تفكير مُتقدم وفهم واسع للتوجيهات العليا ومضامينها وتفعيل منطقي لدور التربية والتعليم.

تحية وتقدير لمدير إدارة التعليم بصبيا أحد القادة الميدانيين بوزارة التعليم الأستاذ ضيف الله بن علي الحازمي ذو التفكير الاستراتيجي، ولإدارة التعليم بصبيا التي تُشكل عنواناً مشرفاً للوزارة في هذا الموقع الجغرافي المهم للغاية.. وشكراً لأطقم الإدارة القيادية والفنية والإدارية الميدانية الرائعة بصبيا وخارجها.