مرة أخرى اكتب عن ادارة تعليم صبيا وفروعها بمحافظات جازان ليس لأنها الوحيدة التي تقوم بأعمال ومهام موفقة وناجحة فالخير متوفر بالجميع مع التفاوت في المستوى وفن القيادة، بل لأنها الوحيدة التي تشرفت بزيارتها ضمن فعالياتها الوطنية المتنوعة التي تتناسب وظروف المنطقة الحدودية في ظل عاصفة الحزم وهو ما تؤكده هذه البرامج القوية التي تسعى الى تعزيز معنويات المجتمع هناك وترسيخ مفهوم المواطنة من خلال وزارة التعليم، وهذه المناشط التي يتم الإعداد لها بشكل مُتقن مخرجاتها تدعم روح التحدي لدى إنسان هذه المنطقة لخلق حياة جميلة في السهول والمناطق الجبلية التي تنعم بالأمن والرخاء.
وكان ضمن برنامج عمل ادارة تعليم صبيا الدعوة لزيارة الأقسام التابعة لها في بعض المحافظات الجبلية القريبة من الحدود الجنوبية لتكون محافظة الداير هي المحطة الأولى فكان اللقاء هناك شاملاً بشكل يدل على قوة العلاقة بين التعليم وبين الموسسات الحكومية والمواطنين وقد تجسد ذلك في حضور ومشاركة مشائخ القبائل وهذا أمر في غاية الأهمية وله فوائد لا حصر لها على كافة الجوانب بمنطقة حدودية هامة خلفها عمليات عسكرية، وقد شارك بحضوره الرسمي لهذه الفعالية محافظ الداير الاستاذ نايف بن لبده ومدراء وقادة المحافظة بجهود رئيس مكتب التعليم ومساعديه وادارتهم بصبيا وكان الجميع يتحدث عن الوطن وعن أمنه ووحدته وعن جهاد الموسس باني هذه الدولة العظيمة بِقِيمها وتاريخها ومقدساتها. ومن أجمل الصدف أن التقيت زميلاً وقائداً قديماً هو اللواء الطيار الركن فرحان بن حسين الكبيشي المالكي الذي أصبح بعد تقاعده شيخ شمل قبائل بني خالد بني مالك، ولنا أن نتصور رجلاً بهذا التأهيل والمستوى الفكري والقيادي الرفيع وقد أصبح شيخ شمل قبائل وتأثير ذلك الإيجابي ولكن هذا يتناغم مع تميز سكان هذه المحافظات في شتى المجالات ومع ذكاء انسانها وتفوقه في التحصيل العلمي ضمن المسار الوطني.
ومن ضمن تميز ادارة تعليم صبيا استقطابها للموظفين الإداريين الأكفاء وتكليفهم بالاعمال التي تمكنهم من الإبداع الوظيفي ومنهم مدير مكتب “وفاء لأبناء الشهداء” الأستاذ جبريل العثاثي الذي لا يكل ولا يمل من المتابعة والتنسيق والتواصل مع الجميع بروح وطنية صادقة ومخلصة وقد ذكر لي ونحن نغادر محافظة الداير الى فيفا أن انسان هذه المحافظات متميز بكل شيء وصبور بلا حدود ويتمتع بذكاء فريد.
وفي محافظة فيفا كان مكتب التعليم مَعلماً رائداً بشبابه النشطين وبوجود مكتبة اهداها للتعليم بفيفا الشيخ القاضي السابق علي قاسم ال طارش، وبتلك الحجرة الجميلة التي جمعت تراث فيفا بين جنباتها، ناهيك عن همة هؤلاء الموظفين الذين يحملون فكراً وثقافةً وطنية عالية وهذا يؤكد أن تعليمنا بخير ومستقبله مبشر مهما كان النقد وملاحظات الناس.
وكما في محافظة الداير وجدنا جميع مؤسسات فيفا الرسمية واعيانها ومشائخها يترنمون بالوطن ويشيدون بشجاعة قيادته وبصلابة مواقفها في مواجهة الأعداء ويتحدثون بفخر عن بطولات جيوشنا على الحدود وخلفها وبصمود شعبنا تحت ظل شريعتنا السماوية الوسطية وعدالة قيادتنا، قال أحدهم لقد سافر اجدادنا من هنا من قمم هذه الجبال رغم صعوبة الظروف آنذاك الى الرياض لتقديم البيعة والولاء والوفاء للمؤسس الملك عبدالعزيز.
فيفا مكان مختلف في بلادنا السعودية ولم تأخذ حقها في جوانب التنمية المختلفة بناء على طبيعتها الجغرافية الفريدة وحاجتها لطرق تحمي حياة الانسان الجبلي وافتقارها لمساكن سياحية خاصة، ومن هنا اتمنى على معالي وزير النقل زيارة فيفا والإطلاع على مسالك الأقدام والسيارات هناك وجميعها منحدرة وغير آمنه ولا تمثل مستوى الوزارة الرائع.
واذا لم تنهض هيئة السياحة بهذا المورد المهم في جازان فلا مكان آخر سيكون افضل منه وأسهل وخاصة بمحافظة فيفا الفريدة بالشرق الأوسط.
شكراً لوزارة التعليم التي قامت بهذه الجهود الوطنية على حدودنا الجنوبية من خلال جهود ادارتها بصبيا وجميع فروعها بجازان.
وستبقى عاصفة الحزم مشروع نهضوي سعودي عربي كبير جعلنا نتعلم الكثير ونتحسب للأكثر.