بأكمله الشعب الكُردي في هذه المنطقة يتعرض للظلم والقهر والتهجير، والأسوأ هو حرمانهم من إقامة كيان سياسي وطني يجمع قوميتهم تحت سماء بلادهم التي يعيشون عليها منذ خلقهم الله، وهي ملكهم وليست لأحد غيرهم، هذا الشعب المُعذب الصابر تحاربه جميع الدول التي تستعمره وتفتك به وكأن هؤلاء الكُرد غزاة أو غرباء بينما هم يعيشون على امتداد وطنهم التاريخي في عدة دول تحتلههم خاصة تركيا وايران، وهؤلاء الكرد هم اكبر قومية بالعالم ليس لهم دولة وهذا دليل على الظلم وعلى ان نظام هذا العالم لا تحكمه العدالة.
وهناك علاقات تاريخية جيدة لقيادات هذا الشعب ومفكريه مع المملكة منذُ قيام دولتنا الثالثة بقيادة المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن لا يعرف سعيد الكردي والملا مصطفى البرازاني وغيرهما، وقد حان الوقت لأن نترجم محبتنا وصداقتنا وتعاطفنا مع هذا الشعب المناضل من خلال قيام تمثيل سياسي دائم لهم بالرياض كمظلة تجمع الكُرد وتمثلهم جميعاً تحت راية واحدة ولأجل هدف واحد مهما كانت خلافاتهم البينية وليسخط من يشاء في تلك البلدان التي تقتلهم وتحشرهم في السجون وتعلق لهم المشانق.
والكُرد عبر تاريخهم أوفياء مع العرب والعكس صحيح عدا السعودية!، والكُرد شعب يتحدث بعضه لغتنا ويحمل ثقافتنا ويتعاطف مع قضايانا وقد دفعوا اثماناً لمواقفهم تلك بل ونزفت دماءهم في حرب ٨ سنوات ضد إيران فكانت الإباده جزاءهم. وبلاد الكُرد بالعراق كانت ولا تزال ملجاءً لبعض العشائر العربية العراقية وغيرهم من الذين تهددهم ميليشيات واحزاب ايران، ولم يؤي احداً الملاحقين الكُرد بل هناك من يسلم قياداتهم لجلاديهم.
إلى متى ونحن نساير دولاً مثل تركيا وإيران وسوريا حافظ أسد على حساب الشعب الكُردي المظلوم الذي يشكل في حال قيام دولته حزاماً استراتيجياً مسانداً للعرب وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي والكُرد لن يخذلونهم كما تفعل الدول التي تحتلَّ بلادهم حالياً، الا يستحقون أن نشعر بمعاناتهم ونحترم سيادتهم وقوميتهم وارادتهم ومستقبل اجيالهم.
اناشد العرب شعوب الخليج العربي اظهار تعاطفهم الإنساني العلني من خلال جميع المنصات الاعلامية والفكرية مع اشقاءهم الكُرد ودعم مواقفهم السياسية ومطالبهم القومية، وارجوا ان تضع دول مجلس التعاون الخليجي حداً للسكوت على ما يتعرض له الشعب الكُردي من ظلم وسحق وتنكر لهويته الوطنية والقومية في إيران وتركيا وسوريا وغيرها.
وأتمنى على رجال أعمال الخليج الذين ينفقون ثرواتهم للإستثمار والسياحة في دول تحكمها مافيات ولم يستقر أمنها ابداً ولن يستقر وتُعذب الكُرد وتطاردهم وتقتلهم بالطائرات، التوجه الى كردستان العراق فهو كيان واعد اقتصادياً ويمتلك الأمن والأصالة وجمال الطبيعة وحسن الوفادة ويوفر متطلبات الحياة والسياحة بعكس الدول الدكتاتورية المتأرجحة التي تحتل اراضي الكُرد في المنطقه.
لا يجب الاستمرار في تجاهل مصير الكُرد أكثر مما حصل فهذا خذلان لهذ الشعب بملايينه الستين وهو بـأي حال سيستقل بدولته يوماً ونحن العرب الحقيقين أولى بعلاقات استراتيجية مبدئية أخوية معهم وليس مع الدول التي تلاحقهم وتستعمرهم بينما هم على ترابهم التاريخي وتحرمهم من تقرير مصيرهم، حتى تعدادهم تزوره ايران وتركيا.
ولا شك ان زعماء الكُرد يتحملون جزء من مسؤولية مايجري لهم بسبب خلافاتهم المشابهة للخلافات الفلسطينية التي يقف خلفها في الجانبين نفس المُخرب الايراني والتركي وغيرهما، وقادة الكرد مقصرين تجاه عدم سعيهم وبإلحاح لقيام تعاون استراتيجي مع دول مجلس التعاون الخليجي بأي شكل، وأعتقد بأن الظروف السياسية والبيئة الاستراتيجية الحالية مواتية لذلك ولكن أين العمل؟!.
التعليقات 1
1 pings
محمد الجـــــــابري
26/11/2018 في 2:11 م[3] رابط التعليق
حان الوقت لأحفاد “صلاح الدين” ان يعيشوا جميعهم في دولتهم المجزأه من (مهباد الى المتوسط),وكفاهم ظلما وقهرا لعقود طويله ..إن تقصير شعوب دول الخليج العربي ودولهم غير مبرر .خاصة ان الاكراد لم يسيئوا للعرب بل استضافوهم ومنحوهم الامان حين شردتهم أنظمة العمائم العفنة والطرابيش المستورده من خلال عصاباتهم الإرهابية وجيوشهم الطائفية والعنصرية ..حان الوقت لدعمهم إستثماريا واعلاميا واستقطاب عباقرة الكرد في العمل بدول المجلس بكل يسر وسهولة …
تحياااتي
(0)
(0)