أبي أسكني القمر
وعلمني أن بعض البشر
جواهر ودرر والبعضُ أغبياءٌ وحجر
وقال لي عيشي حبًا ونورًا من خطر، فهو يرانا ويسمعنا، ومن حولنا يا بنيتي يعدون أنفسهم من أهل الكرامات والمنن، وأبناؤهم في الخلف لا يتعاطون الأدب
اسكني القبر يابنيتي أو القمر
فدنيا الغثاء لا تليق بك، أنا ربيتك ملكة وسيدتك على البشر
فلا تقبلي إلا بالحب لك مهر
ومن لم يقدر ثمنك انبذيه وأنا لك الظهر
وحملتني يديه لقبري يوم رحل
وسكنت القمر وكتبت للحور والأحداق والشجر
ونسجت حرفي على ضوء الشموع وعلى أسنة الرماح وفحيح الأفاعي
وعند الظهر حادثته بكل القصيد والنثر والحكم
وأسكنته الأهداب ودونته على الأبواب
وعرفت به بنت أبيها وعلى خطى أبيها
أبي اعتلى بي درب العظام ليس بالدلال وليس بالمال وليس بالسكنى في القصور وليس بالحشود بل بحبه وصبره والحوار
بالعلم بالثناء والتقدير والحب والاحترام
والمدح والرحمة والتشجيع والابتسام
خبرة كهول أشربني إياها كالماء الزلال
دمًا ودموعًا وعض بنان
إذا أسدلت عيني للتراب
وطأطأ ت كتفي حزنَا وانكسار
لا يابنيتي كوني شامخة فلا ذلة ولا انكسار
إلا لمن سار في درب الرذيلة وعاش عيشة اللئام
أما من طرز تاريخه علمًا وطهرًا ونقاء
ودونه في الصفحات العظام فلا يحزن
وحياته تصبح راسية كالجبال
وباقي الأمور ستمر مر السحاب
ستمر يا أبي حتمًا وسنلتقي
ورحمك الله يا أبي كما رحمتني