أتمنى دائماً عدم مسايرة الاعلام التركي فيما يخص قضية خاشقجي، وخاصة عدم تناول السيد الرئيس اوردقان شخصياً لعدة اسباب اهمها أن كلام سمو ولي العهد محمد بن سلمان عن الرئيس وعن العلاقات يجب احترامه ووضعه في الاعتبار، وثانياً لأن الانغماس في مستنقع الاعلام التركي والإخواني القطري الارهابي الهمجي هو ما يبحث عنه هؤلاء ويسعون اليه بكل وسيله.
صحيح أن الاعلام وبعض المسؤولين الاتراك الكِبار ذهبوا في قضية خاشقجي الى ابعاد تحمل في طياتها اهداف سياسية خبيثة تدل على سوء نوياهم وتدل على تخبطهم المعروف في علاقاتهم الداخلية مع مكونات شعبهم، وفي علاقاتهم الخارجية حيث رفضهم الاتحاد الاوربي، ولم يحترمهم حلف الناتو رغم عضويتهم المهمة فيه، ولم تعتبرهم واشنطن حليف موثوق كإسرائيل أو حتى مصر، ولم يراهم الاتحاد الروسي أكثر من ورقة مساومة في علاقته بالغرب وفي أحداث ومسرحيات سوريا.
وفي هذه المرحلة التي نرى تصرفات الإعلام التركي وكبار مسوولي انقره وهذه التسريبات الممنهجة في قضية خاشقجي من خلال إعلام قطر المريض وصحيفة الواشنطن بوست بينما هذا الملف برمته تحت نظر ومتابعة القضاء السعودي يجب القول هنا للسعوديين الذين يمتعضون من هذه التصرفات ليس من المفيد الانسياق خلف اعلام تركيا الانتهازي ولا خلف إعلام الدوحة العميل الفاسد فيما يخص العلاقات الثنائية السعودية التركية التي هي مهمة للغاية للمنطقة.
وبكل وضوح بلادنا السعودية ليست كغيرها وقيادتنا السعودية العليا ليست كزعامات الأحزاب الإنتهازية المتلونة، بل هي قيادة راسخة وقوية، تُفَتِت بصبرها وبعد نظرها كل من يحاول استفزازها أو اللعب معها بعقلية خطابات الشوارع وآساليب حشد الجماهير وكسب المال الحرام بأي ثمن.
السيد الرئيس التركي معروف بتصرفاته ومراوغاته واستفزازاته حتى لشرائح كبيرة في بلاده، لكنه لن يتمكن وحزبه من تحقيق أي هدف في المرمى السعودي تحت أي ظرف. وهو بالنهاية ليس بقوة الكونجرس الاميركي ولا بحجم تأثير حكومة بريطانيا ولا الأليزيه الفرنسي ولا مستشارية المانيا وجميعهم فشلت مساعيهم السلبية عبر التاريخ ضد الرياض.
ولا بد من التذكير بأن العلاقات الثنائية الرسمية بين السعودية وتركيا في مجملها تعتبر جيدة. وأن المصالح المشتركة ايضاً قائمة وتتنامى في عدة جوانب. ويتضح حالياً أن الاتراك بدأوا يدركون فداحة اخطاءهم مع المملكة. ولكن لا يستبعد قريباً أن تتصاعد اصواتهم الاستفزازية وتسريباتهم مرةً اخرى بتحريض من اعضاء اميركيين بمجلسي النواب والشيوخ وبتمويل مالي هائل من عوائد غاز قطر.
وهناك ايضاً احتمال ان يحدث مستقبلاً توتر شديد في العلاقات مع انقره خاصة بعد صدور الاحكام المتوقعة في قضية خاشقجي، ولكن هذا مرتبط بنجاح او فشل الضغط الامريكي على ملالي إيران وعملاءهم في المنطقة العربية، وعلى وضع تركيا نفسها الداخلي اقتصادياً وأمنياً. ولا زلت ارى احتمال هزات قوية تصل الى انقلاب مدعوم بمخابرات غربية ربما لإطاحة حزب العدالة والتنمية من حكم تركيا وسيكون لذلك تبعات قوية ستغير وجه تركيا سياسياً وحينها سترتمي انقره بقوة مرةً جديدة في ملعب اميركا واسرائيل مباشرة. وفي كل الاحوال نتمنى الخير للأشقاء بتركيا قيادةً وشعبا.
أخيراً يجب ان نستنير بموقف القيادة السعودية تجاه قيادة تركيا ونبني على ذلك تعاطينا الاعلامي الشعبي على كافة المستويات ونبتعد عن اساليب الشحن الاعلامي وعن بعض المفردات التي تعطي مؤشرات خاطئة عن واقع العلاقات، وهذا لا يعني بأي حال عدم ايضاح الحقائق ودحض الأكاذيب.
التعليقات 1
1 pings
محمد الجـــــــابري
31/12/2018 في 1:46 ص[3] رابط التعليق
تحية إجلال وإكبار لشعبنا العظيم الذي الجم واخرس كل الأبواق التي حاولت الاساءة لرمز وزعيم الامة ، وليس من طباع هذا الشعب الجبار ان يقوم بالاساءة لأي دولة شقيقة كانت او صديقة بلا سبب .. وما يرضي زعيمنا نرتضيه”وان عادوا عدنا”..شعب السعودية العظمى يتسامح مع من يستحق ويفرض وجوده وكلمته على من يعاديه وفاءً لوطنه وقيادته تحيااتي ابا منصور
(0)
(0)