لدينا مشكلة حقيقية وهي أن بعض الموظفين لا يفهمون التوجه العام للدولة ولا يستطيعون قراءة الفكر الاستراتيجي الثابت للقيادة العليا ولا التكتيكي المتغير بحسب الظروف والموثرات الإقليمية والدولية ولا يعيرون أي اهتمام للرأي العام المحلي والأجنبي، هؤلاء الموظفين لديهم ضعف شديد في تقدير المواقف الخاصة بمسؤلياتهم الوظيفية المكلفين بها وليس بإمكانهم معرفة مايجب عليهم القيام به في حالات الإستقرار والأزمات الصغرى والكُبرى وليس لديهم خُطط مكتوبة وجاهزة ومنسقة مع الآخرين يتم تحديثها باستمرار لكل حاله.
صحيح أن الجميع يخطىء، وأغلب الأخطأ لا تُرى ويتم التغلب عليها لكن هناك بشاعة وبجاحة تتجاوز الأخطاء المتوقعة وهذا واضح في تصرفات بعض هؤلاء الموظفين. هذه التصرفات بخطورتها تتجاوز الأخطاء المقبولة احياناً ولا يمكن تبريرها أو قبول اعذار مرتكبيها مهما كان تاريخهم ومقدرتهم على التذاكي.
تصور أن لديك عدوين الأول ذكي خارج الحدود ومعروف بإسمه وقدراته وأنت تعلم انه يعد العدة للإنقضاض عليك لتدمير حياتك وممتلكاتك وهذا العدو يعلم أنك تعرفه وتفهم نواياه وبنفس الوقت يعرف أدق التفاصيل عنك، والعدو الثاني مجهول من افراد مجتمعك وغبي بجهله بعكس مايظهر وهو لم يضع نفسه عدو لكنه بسذاجته وحماقته عدو بغير ارادته، يعجبك كلامه وتسمع عنه صفات الشجاعة والحكمة وحسن التصرف والذكاء والمقدرة على التطوير والتفكير وحل المشاكل لكنه في الواقع بخلاف كل ذلك فتثق به وتضعه في موقع دفاعي متقدم لمواجهة العدو الأول الخارجي المعروف.. فأيهما الأخطر عليك؟ وأيهما الأقدر على التخريب على غفلة حتى دون قصد منه؟ وأيهما يجب الحذر منه أكثر؟ وأيهما الأقرب للإلتقاء بأهداف العدو الحقيقي الخارجي؟.
في كل الأحوال على المواطن بشكل عام عدم السكوت “من هنا جاءت استعارة العنوان” بل عليه أن يتحمل مسؤولياته الوطنية والاخلاقية بالتعاون مع مؤسساته الوطنية التي أوجدتها الدولة للنزاهة ومنع الفساد بكل اشكاله وكشف القصور في آداء الموظف أياً كان موقعه وأسمه..وعلينا ان نتذكر بأن الدولة حين تعين أي مسؤول فهي لا تقدم له الحصانة ولا تعفيه من العقاب ولا تمنع تقييم المواطن لآداءه ومستوى كفاءته، بدليل أن هناك موظفين من مرتبة الوزير الى الخفير تتم معاقبتهم وطردهم احياناً..
لا يجوز ترك الجهلة يخطؤون ثم يكررون الخطأ مرتين وثلاث. ولا يمكن أن يبقى أي موظف على كرسيه وهو لا يفهم دوره ولا يعي الواقع ولا يقرأ المستقبل ولا يدرك المخاطر ولا يستطيع حل المشاكل التي من أجلها تم تعيينه، فكيف به اذا كان هو من يختلق المشاكل.
موظف همّه البقاء في المسؤولية وقبض الثمن العالي مقابل لا شيء ايجابي ولا يستطيع اجراء تطوير حقيقي، يجب أن يزول فهو عقبة أمام تنفيذ خطتنا الوطنية ٢٠٣٠، وهو صديق للأعداء دون علمه.. وليس المقصود هنا شخص بعينه فالأعداء من النوع الثاني الذي ذكرته آنفاً كُثر ويجب عدم السكوت عليهم بل تجب متابعتهم وإثبات قصورهم وغباءهم وتجاوزاتهم الذي هو فساد في ثوب نظيف. لنطبق مقولة “ماحنا بساكتين” مع الشكر لقائلها فهي حقاً جميلة وقوية لمنع الأخطاء والتجاوزات والخواء الوظيفي.
التعليقات 1
1 pings
محمد الجـــــــابري
06/03/2019 في 8:37 م[3] رابط التعليق
التقييم والإحلال الوظيفي ضرورة حالياً، وخاصة ذوي المؤهلات والكارزما العصرية والتخلص من أحجار العثرات المتسببة في تلقيم العدو الخارجي عناصر الدعاية بقصد أو بلاده … قد لا يعيها في حينها ولا تتماشى مع خطط الدولة المتغيرة تلقائيا حسب ما تراه بين وقت واخر للجم العدو الاول والوصول لما رسمته مسبقا لــ2030..”حان التمحيص”
تحياااتي
(0)
(0)