أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية خلال كلمته اليوم الأربعاء في افتتاح منتدى الأحساء للاستثمار 2019 أن المنطقة الشرقية هي منطقة الخير كما أطلق عليها سابقا ولا زالت وستظل مصدرا للخير في جميع المجالات، معولاً سموه على المستثمر السعودي سواء من داخل المنطقة الشرقية أو من خارجها، أن يبادر وأن يعمل ويكسب الفرص المتاحة والتي ستكون بلا شك قيمة مضافة لكل من يرغب أن يساهم في المستقبل المشرق لهذا الوطن.
ووجه سموه كلمة للمستثمرين الأجانب الذين اتيحت لهم الفرصة عن طريق الاستثمار الأجنبي بأن يكونوا شركاء كقيمة مضافة، مبينا سموه بأن الرواد الذين شاركوا في بناء هذا الوطن قاموا بالعمل الدؤوب دون كلل أو ملل ليضعوا بلادنا على الخريطة المستحقة لها كدولة، ولله الحمد الان نحن في مجموعة العشرين وفي مراكز وتصنيفات متقدمة في جميع المجالات، فعلينا جميع السعي إلى أعلى القمم لتصل بلادنا بإذن الله لما تستحق من علو ورفعه.
وأشار سموه بأن اختيار أخيه سمو ولي العهد يحفظه الله بأن يكون أول موسم يطلع كموسم سياحي في المملكة يكون في المنطقة الشرقية لم يأتي من فراغ بل أتى من علمه ومعرفته وتأكده أن هذه المنطقة ستقوم بما يجب عليها من جعل هذا الموسم موسما ناجحا وسيكون إن شاء الله مثالا يحتذى به في كافة مناطق بلادنا العزيزة.
ومن جهته بيّن معالي المهندس خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، أن المنتدى يأتي متواكباً مع التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في ظل رؤية 2030 في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – يحفظهما الله- كما يتزامن موعده مع انعقاد موسم الشرقية والذي يعكس الاقبال عليه ما تتمتع به الأحساء من مقومات سياحية برزت بشكل خاص بعد تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي واختيارها عاصمة للسياحة العربية.
وأضاف أن المنتدى في نسخته الخامسة يستشرف الفرص الاستثمارية الواعدة بمحافظة الأحساء ويؤكد أهمية الدور المأمول من القطاع الخاص لتحقيق مستهدفات الرؤية المستقبلية للمملكة، منوهًا للمزايا الاقتصادية والجغرافية للأحساء وثرواتها الطبيعية الهائلة والدور الذي نهضت به في دعم التنمية الاقتصادية بالمملكة حيث كانت ولا تزال مركزا في الماضي مركزاً تجاريا وزراعياً مهما وفي ضوء اكتشاف النفط تعززت مكانتها الاقتصادية بصورة كبيرة وتؤهلها لأن تكون مركزا للصناعات التحويلية النفطية والبتروكيماوية وتتيح فرصا عديدة للقطاع الخاص للاستثمار في سلاسل الامداد والقيمة المضافة وأن تصبح مركزًا حيويًا ومنصة للخدمات اللوجستية.
ومن جانبه ثمّن معالي الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة والاستثمار، في كلمة متلفزة للمنتدى، أنموذج الشراكة الاستراتيجية الناجحة والمتميزة بين الغرفة وأرامكو السعودية في تنظيم المنتدى مباركًا انطلاقة فعالياته بما يساهم في إبراز مقومات ومزايا الأحساء النسبية الكبيرة مبينًا أن مهمتنا جميعًا خلال هذه المرحلة هي استكشاف وتحديد هذه الفرص الاستثمارية الهائلة التي أبرزتها رؤية 2030، موضحاً أن الجميع في القطاعين العام والخاص أمام تحديات كبيرة وينبغي أن تتضافر الجهود لتحقيق الطموحات والتطلعات المنشودة خلال المرحلة القادمة لافتا إلى أن الأحساء تمتلك الكثير من المميزات المحفزة للاستثمار وأن موقعها الجغرافي يضعها كمنطقة لوجستية مهمة بين مناطق المملكة.
وأكد المهندس أمين الناصر، رئيس أرامكو السعودية، وكبير الإداريين التنفيذيين – الشريك الإستراتيجي للمنتدى، في كلمته أن الأحساء يربطها تاريخ طويل من العلاقة المتينة والممتدة مع أرامكو السعودية، مبينًا أن تسجيل الأحساء لعدد من الإنجازات المتميزة التي تهدف إلى تعزيز جودة الحياة تجعل منها منطقة جاذبة للاستثمار، مستعرضًا جوانبًا من أطر العلاقة بين الشركة والأحساء معلنًا عزم أرامكو السعودية إنشاء مركز لمنتجات التمور في الأحساء لمساعدة محدودي الدخل وذوي الاحتياجات الخاصة وتمكينهم من تحقيق دخل مستدام.
وأعلن الناصر عن بدء الشركة إنشاء أحدث مركز تريب للنساء على السياقة في مجمع المبرز التابع لأرامكو السعودية وأنه من المتوقع أن يقوم بتدريب عدة الاف من السيدات سنويًا، منوهًا بما تذخر به الأحساء من موارد نفط وغاز لا نظير لها في العالم، لافتًا إلى أن الشركة ستقوم خلال العام القادم بالبدء في إنشاء معمل غاز “الجافورة” لإنتاج 3 مليارات قدم مكعبة من الغاز غير التقليدي، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على بيئة الأعمال في الأحساء، وسيترجم إلى نمو اقتصادي في المنطقة.
ومن جهته رحّب الأستاذ عبداللطيف العرفج رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء، برعاية وتشريف سمو أمير المنطقة الشرقية، للمنتدى، وضيوفه الكرام، مبينًا أن إبراز مقومات النمو المتنوعة وفرص الاستثمار الواعدة في الأحساء، هدف استراتيجي للمنتدى، بما يساهم في تحقيق مستهدفات “رؤية المملكة 2030″، منوهًا بما يمثله إجمالي الناتج المحلي للأحساء المُقدّر بحوالي 26٪ من إجمالي الإنتاج المحلي للمنطقة الشرقية، وحوالي 16٪ من إجمالي الناتج المحلي للمملكة، لافتًا إلى أنه وعلى مدى السنوات العشر الأخيرة، نما عدد المؤسسات والشركات في الأحساء بشكل كبير، حتى وصل إلى نحو 36 ألف منشأة في مختلف القطاعات.
وجرى خلال حفل الافتتاح تقديم عرض مرئي استعرض مسيرة وانجازات المنتدى، ثم قام سموه بتكريم الشريك الاستراتيجي للمنتدى شركة أرامكو السعودية وبقية الشركاء والرعاة والداعمين واللجان العاملة في المنتدى. وكان سموه قد قام في بداية برنامج الافتتاح بتدشين المعرض المصاحب للمنتدى.
والجدير ذكره أن المنتدى يجسد الاهتمام الكبير الذي توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (حفظهما الله)، لتعميق التنويع الاقتصادي بأبعاده المختلفة، وفق منظور استراتيجي متكامل، تتضافر من خلاله كافة الجهود من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وفقاً لرؤية المملكة 2030.
يُشار إلى أن المنتدى الذي انطلقت نسخته الأولى عام 2003، يُعتبر اليوم أهم منصة لعرض وتعزيز واجهة الأحساء استثماريًا من خلال عرض فرص الاستثمار في القطاعين العام والخاص وتسليط الضوء على المزايا النسبية وأهم المقومات التي تتمتع بها، ومنبرًا للمشاركين من الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء والمختصين المحليين والعالميين فضلًا عن كبار المسؤولين بأرامكو السعودية الشريك الاستراتيجي للمنتدى.