ونحن في ثنايا حرب ضروس ضد ثورة إيران وملاليها وفي ظل حصار امريكي خانق غير مسبوق عبر التاريخ ضد هذا النظام الكهنوتي، هناك كثير من النخب العربية الفكرية وغيرها من المهتمين بالشأن العام والمثقفين والإعلاميين وكتّاب الرأي وغيرهم، لا هم لهم في هذا الظرف الخطير عدا استعادة الماضي والاستشهاد بما قاله فلان وعلاّن عن الود والحب والتحالف بين ايران واسرائيل واميركا والشيطان الرجيم لغرض معاداة العرب فقط على هذا الكوكب، يُوحون للعدو والصديق بأن المؤآمرة حتمية ضد العربي فلا تصدقون ايها العرب أن هناك عداء أو أزمة أو حصار تفرضه اميركا على طهران!.
هؤلاء المحترمين جميعاً ربما لا يدركون أن وسائل اميركا وإيران وإسرائيل ترصد اقوالهم وآراءهم تلك، فيستفيدون منها كلاً بحسب اهتمامه ومصلحته!، وما أعرفه أن الأمريكان حيال نظرية المؤآمرة العربية يبتسمون بإزدراء، والإيرانيين يستغلون ذلك بذكاء. أما اسرائيل فهي مع الأسف تفهم جيداً واقعنا المتردي فكرياً وعلمياً قبل أي شيء آخر.
هل غفل هؤلاء المحترمين أن كل ما يجري حالياً ضد ثورة الشر الايرانية هو نتيجة لجهد عربي هائل “معروف” وتنسيق مع الولايات المتحدة، وأن الأمن الوطني والقومي العربي هو في اسوأ حالاته وأن السعودية تسعى وحلفاءها العرب لحمايته من خلال عمل كبير وشاق، وأن اتصالات الرياض لا تنقطع مع عواصم العالم لتحقيق اقصى ما يمكن لوقف ارهاب إيران بإستغلال هذا الحصار وإجراءات الخنق النفطي وبالإنتشار العسكري الإمريكي والعربي الخليجي. وتبقى النتائج بيد الله تعالى.
ألا ندرك أن تقديم نظرية المؤامرة واستعداء الأصدقاء والتشكيك في مواقفهم التي تخدم اهدافنا القومية الاستراتيجية هو خلل في التفكير العربي وارتهان للماضي المرير. اليس الأجدى بدلاً من حكاية المؤامرات أن تقترب النخب الفكرية والصحفية والاعلامية والثقافية العربية المخلصة الحكيمة من الأصدقاء لطمأنتهم وأننا لا نعاديهم وعلى الأقل في هذا الوقت العصيب!. ثم لماذا لا ننفض الغبار ونعي أن مشاكلنا ليست جميعها من صنع الأعداء والمتآمرين وإنما بأفعالنا وإخفاقاتنا نحن ونتيجة لتصرفاتنا وعنترياتنا السابقة.
اصدقاءنا أو حلفاءنا او سموهم ما شئتم يرصدون رؤانا ووسائل تواصلنا ويفهمون ما يُقال عنهم وبالتالي هُم ونحن بشر نؤثر ونتأثر، فلماذا لا نتموضع بحكمة وتفكير منطقي ونقول ونفعل ما نستطيع لمساندة أي أحد مواقفه وتواجده معنا تخدم مشروعنا الكبير ضد ثورة الإرهاب الخمينية حتى وإن كانت مصالحه تتقدم على ما سواها وهذا طبيعي. معقول ..لا شيء يعجبنا؟!.
التعليقات 2
2 pings
محمد الجـــــــابري
22/05/2019 في 7:14 م[3] رابط التعليق
ما تبقى من العروبة كفيل بترجيح الميزان ،،،، ممثلاً في رموزها الحية والعدو الحقيقي ظاهرا
(0)
(0)
عبدالرحمن شينان القرني
22/05/2019 في 11:50 م[3] رابط التعليق
ونعي أن مشاكلنا ليست جميعها من صنع الأعداء والمتآمرين وإنما بأفعالنا وإخفاقاتنا نحن ونتيجة لتصرفاتنا وعنترياتنا السابقة.
نعم هذا هو لب القول لا فض فوك ابا منصور .
(0)
(0)