لم تكن أياما عادية البتة تلك التي عشناها معا بين الحديد والنار ، ولم تكن صحبتي لأخي وصديقي ومعلمي الشهيد فيصل السبيعي اعتيادية أيضا ، كانت ممزوجة بفكر وروح ودم …
كان فيصل لا ينام ولا يهجع الا سويعات معدودة والانامل على الزناد تارة وعلى جهاز الاتصالات تارة اخرى يوجه من خلاله المعركة ويطمئن على الاشاوس ، كان يدير المعارك بفطنة عربية أخاذة ساحرة لمن يتتبعه…
قال لي مرة يا أبا عمر أو تعرف لماذا انا هنا…؟
قلت له الذي جلبك الى هنا جلبني..!
قال نعم لا شك…؟
قلت وماذا تزيد..؟
قال أخشى ان يقول الذين يأتون بعدنا ان السعوديون فرطوا بمعدن العروبة ولا يحق لهم ان ينتسبوا اليها لانهم لم ينصروا اليمن ، فاليمن نخاع الخليج وها نحن نقاتل ونستشهد من اجل سريان ذاك النخاع في محله دون اورام سرطانية إيرانية..
قلت له منذ الطفولة وقد وهبت نفسي ان أكون أداة قمع مباركة لكل فكر إيراني خبيث فانا وانت في نفس الخندق سوى أنك بالرصاص وانا بالكلمة اقاتل …
تذكرتك سيدي الشهيد اليوم اثناء محاولة شحذ الهمة للاستمرار بالمهمة ، انا لم اعاهدك اخي فيصل على ان اكتب كتاب عنك لأنك أعظم مما نسطر ويسطرون ، ولم اعاهدك أيضا بان اروي عنك مأثرك الا للتذكير ، فما بينك وبين الله اعظم من ان نذكره ، لكن اعلم انني ما زلت اتحسس نبض قلبك يا اخي يهتف بالتوحيد والعروبة ولصنعاء بالقرب من صدري الذي اتعبه الشوق ، حتما لنا لقاء ، اما عهد ميدان السبعين في صنعاء الأسيرة فلن أتخلى عنه وسأحمل صورتك على صدري ، فان غبت يا فيصل جسدا فأسمك وذكرك لن يغيب بأمر الله
رصاصة
بورك زحف الرجال بين نار ولظى
سلمان يقود الحزم متأزرا متيقظا
لن تذل راية التوحيد هكذا ربي قضا
فمن سالمنا سلم ومن تعنت موتا قضى