[JUSTIFY][B][SIZE=5]
بالصمت أعزي أخي وصديقي الدكتور إسماعيل البشري مدير جامعة الجوف في فاجعته التي اهتز لها المجتمع السعودي بوفاة خمسة من أبنائه في حادث مروري بعد تمتعهم بإجازة منتصف العام الدراسي الحالي مع والدهم الهادئ الوقور، ولن أتحدث مع الأب المكلوم فوضعه النفسي فوق كل مشاعرنا الجياشة وحساباته مختلفة مهما كانت الموعظة من القلب إلى القلب.
الدكتور إسماعيل البشري كما عرفته وعرفه أهل عسير وكل من زامله يعرفون قيمته كإنسان ومكانته كقيادي تدرج في عدة مناصب حتى أصبح أول سعودي يدير جامعة عربية «جامعة الشارقة» وفي كل المناصب يزداد تواضعاً وأدباً، وبعد مشواره الحافل تكرمت عليه وزارة التعليم العالي بتعيينه مديراً لجامعة الجوف، فكان مثلا في الجدية والإخلاص، وليت وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري يعلم حجم الخسارة، إذا عرف أن هذا المنصب عزل الأب عن أبنائه، فلا يشاهدهم إلا في الإجازات، وليت وزير النقل يزور الطريق الذي وقع فيه الحادث ليحدد النسبة التقريبية المحيطة به وبرقبته هناك «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم».
لن نتباكى على لبن العنقري والصريصري المسكوب وإنما ننتظر مواساة صادقة للبشري بنقله لمنصب يخفف صور الألم التي ستعيده لنفس الطريق ونفس المكان الملطخ بدماء أبنائه الخمسة.. ننتظر نقله لمنصب يليق بقيمته وتاريخه ومكانته نريد له وقفة إنسانية ودعاء بظهر الغيب.. اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان اللهم وفق وزير التعليم العالي لقرار يهون الجراح وينقذ البشري من ذاكرة المكان والزمان التي لا تُحتمل.
[/SIZE][/B][/JUSTIFY]