الكورونا فيروس خطير، سهل الانتقال، سريع العدوى، يقتل كل من أصابه، ويقضي على الحرث والنسل، مثل هذه الترهات وغيرها نسمعها في حياتنا اليومية، من قِبل أشخاص أغلبهم لا يجيد إلا البلبلة، ولا يعرف من الطب إلا الإبرة التي يخوف بها أبنائه إذا عصوا أمره !!
فلا أعلم هل هؤلاء لم يُفلحوا إلا في زعامة الإشاعات، أم أن الفراغ يجبرهم على ذلك ؟
ما أجملنا لو عمِلنا بقول نبينا صلوات ربي وسلامه عليه حين قال :
” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ” .
وأعظم من هؤلاء من أصبحت الوسوسة تقض مضجعه خوفاً من الفيروس، ناسياً أو متناسيا قول خالقه سبحانه: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } .
عجباً لأُناس أعطوا الكورونا أكبر من حجمها، فتكلموا في أعراضه، وبالغوا في تتبع إحصائيات وفياته، وغفلوا عما هو أخطر وأشد.
فلو أخذنا لغة الأرقام مثلا -كما هم يفعلون- لوجدنا العجائب والغرائب، وإليكم إحصائية بعض دول العالم :
⭕️ (الدول الغربية):
ففي الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد عام ٢٠١٢ بلغ عدد الوفيات فيها ٢٠ ألف مواطن فقط بسبب إدمان الكحول !
وفي السنة نفسها بلغ عدد الوفيات في ألمانيا٧٠ ألف مواطن بسبب إدمان الكحول أيضاً، بينما تدفع حكومتهم الملايين لعلاج مايفوق المليون و٧٠٠ ألف مواطن ألماني في المصحات !
لتأتي روسيا بإحصائية ٣٠ ألف متوفى بسبب الإدمان لنفس السنة !
ومع هذه الأرقام الهائلة في تلك الدول النامية، لم نسمع كما سمعنا في كورونا، مع أن المصابين بهذا الفيروس لم يتجاوزوا ١٠٩٢حالة فقط، وتماثل منهم بالشفاء ٥٨٨ اي اكثر من النصف ولله الحمد بنسبة ٥٤,٨٪ !!
فأين توكلنا على ربنا ؟
وأين ثقتنا فيه سبحانه ؟
ثم أين العقل السوي والفطرة المتزنه ؟
ولو تركنا الدول الغربية ونأخذ من :
⭕️ (الدول العربية) ففي مصر مثلاً زاد عدد الوفيات بسبب أخطاء تصنيع الأدوية بشكل يفوق وفيات مرضى السرطان والأيدز !!
كما صرح بذلك مستشار منظمة الصحة العالميّة، د. ابراهيم العيوطي، ولم نسمع أي إشاعات ولا تسليط للإعلام كما سُلط على فيروس كورونا .
والسؤال المهم لماذا هذا الضجيج الإعلامي يفخم موضوع فيروس كورونا بينما يتناسى أو يتغافل وفيات الحوادث، والذي تصدرت فيه المملكة بأعلى نسبة عربياً وعالمياً ؟!
حتى بلغت إحصائية وفيات الحوادث لعام ٢٠١١ ميلادي ٧١٥٣ وفاة، بواقع ٢٠ وفاة يومياً !!
بينما تخلف ألفي معاق إعاقة مستديمة سنوياً، بواقع ٥ إلى ٦ إصابات يومياً، حسب مانشرته جريدة عكاظ، ولو أدركنا أن خمسة ملايين يموتون سنوياً بسبب أمراض سببها التدخين، بواقع ١٣٤٠٠ شخص يومياً، أي ٥٦٠ شخص كل ساعة، ٩ أشخاص كل دقيقة، وبحسبة أدق شخص كل ٧ ثواني !!
فمن المستحق لتسليط الضوء عليه بشكل أوسع كورونا أم التدخين ؟!
لماذا يسكت الإعلام وهو يرى شركات التبغ تروج هذه السموم بدعايات تجارية وكأنه علاج يستفاد منه ؟!
لماذا نصمت ونقض الطرف ونحن نشاهد الملايين التي تُدفع لسيارات الرالي لتُكتب أسماء الشركات المصنعة لهذه السموم على السيارات المشاركة بين جمهور الشباب ؟!
ناهيك عن وفيات الأمهات في :
⭕️ أفريقيا، والذي وصل ٥٧٨ لكل ١٠٠ ألف مولود حي في عام ٢٠١٠م، لتحتل ٣٦ من أصل ٤٠ دولة مصنفة في عام ٢٠١٠ م، ولم نسمع عن ذلك الرقم المخيف إلا همس لم يعد يذكر !!
ختاماً ينبغي علينا ألا نخاف من فيروس كورونا أشد خوفاً من المرض الخفي، هذا المرض الذي يفتك بأصحابة، إنه مرض الكذب !!
ومن أعراضه نشر وترويج الإشاعات كذباً وزورا، ونبينا صلوات ربي وسلامة عليه حينما وصف المنافق قال ” وإذا حدث كذب “، وقال في حديث آخر "المسلم ليس بكذاب" فهذا زمن كثرة فيه الإشاعات، وسهل ترويجها بوجود توسع الإعلام، وإنتشار مواقع التواصل الإجتماعي، ولكن العاقل اللبيب من يجعل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم نصب عينيه حين قال :
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" ، ومن لزم غنم !