يعتبر قطاع الشركات العائلية واحداً من أبرز القطاعات في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، حيث أفادت دراسة قامت بها شركة ماكينزي بأن 9 من أصل 25 من أهم الشركات العاملة في قطاع الأعمال العائلية يتمركز في المملكة العربية السعودية. وأشارت مقالة نشرتها ماكروبوليس إلى أن الشركات العائلية في المملكة العربية السعودية تتميز بتخصصها في مجالات الأعمال، حيث تختص 24% من هذه الشركات في قطاع الصناعة، و14% في قطاع الخدمات، و11% في القطاع المصرفي، كما أفاد المقال أيضاً إلى أن الاستثمارات الداخلية التي تمتلكها الشركات العائلية تصل إلى 25 مليار ريال سعودي في حين تعمل 200 شركة منها في عدة قطاعات من الأعمال.
وانطلاقاً من استجابتها لمتطلبات المنطقة وجهودها في توفير البرامج التثقيفية والدورات الأكاديمية الأميركية والمصممة خصيصاً لتتوافق مع متطلبات منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية عامة، أسست الجامعة الأميركية في الشارقة كرسي أستاذية الشيخ سعود بن خالد بن خالد القاسمي للأعمال العائلية. واجتمع الدكتور بيورن شيرفيه، مدير الجامعة الأميركية في الشارقة مؤخراً مع الشيخ سلطان سعود القاسمي، المدير العام لشركة السعود والشيخ سعود ماجد القاسمي، نائب المدير العام للشركة، وبحث معهما برنامج كرسي أستاذية الشيخ سعود بن خالد بن خالد القاسمي للأعمال العائلية والفوائد العديدة التي سيقدمها على نطاق واسع للمجتمع الخليجي.
وتهدف الجامعة الأميركية في الشارقة من تأسيس كرسي أستاذية الشيخ سعود بن خالد بن خالد القاسمي للأعمال العائلية الأول من نوعه في الدولة، إلى أن تكون مركزاً معتمداً للمعرفة المتعلقة بالأعمال العائلية محلياً وإقليمياً ودولياً. وحضر اللقاء الدكتور رودريجو باسكو، الأستاذ المشارك في كلية إدارة الاعمال والمعين لشغل كرسي استاذية الشيخ سعود بن خالد بن خالد القاسمي. ويهدف كرسي الاستاذية الى تعزيز دعم الجامعة المستدام للاعمال العائلية من خلال تكريس قيم الاعمال العائلية والمجتمعات الإقليمية عبر اجراء البحوث وتطوير نشاطات التعليم التي تسعى لربط مختلف الأجيال في العائلة من أجل أن تتحقق أهدافهم الشخصية والعائلية والتجارية واهداف مجتمعهم.
وقال الشيخ سعود ماجد القاسمي، “إن هدف انشاء كرسي الاستاذية هذا هو لتكريم ارث جدي، كرجل اعمال أسس في الشارقة شركة اعمال عائلية منذ السبعينيات من القرن الماضي ويديرها الان الجيل الثالث من العائلة.” وأضاف، “ان هذه هي مساهمة متواضعة من جانبنا في رد الجميل لمجتمعنا. فأميركية الشارقة هي جامعة متميزة تؤهل الجيل المقبل من القادة في الدولة والمنطقة. ونود أن نشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الاعلى، حاكم الشارقة لإنشائه الجامعة الأميركية في الشارقة والتي أصبحت منارة للتعليم في المنطقة”.
وفي معرض تعليقه على البرنامج، قال سعود القرني وهو طالب سعودي: “لقد اتبعت في مرحلة التسجيل كل ما يتطلب على الطلاب تنفيذه من البحث عن الدورات الاختيارية التي تملأ جدولي للساعات الدراسية، وقد لفت اهتمامي مسمى دورات الأعمال العائلية نظراً لامتلاكي لشركة عائلية. وتميزت هذه الدورة بمنهجيتها المتخصصة، فقد كانت فترة منتصف العام تجربة ممتعة ومفيدة بدلاً عن كونها مجهدة، وكانت جميع القضايا التي تم مناقشتها خلال الدورة واقعية وقد لمستها في شركتي العائلية، كما حظيت بتوجيهات حول كيفية التعامل مع شخصية والدي القوية.”
أما الدكتور بيورن شيرفيه فقال خلال اللقاء، ” يهدف كرسي الاستاذية في أميركية الشارقة الى إضافة المزيد من الريادة والتوجيه المتوفر في كلية إدارة الاعمال وفي المنطقة، والى انشاء مركز إقليمي بارز لأبحاث الاعمال العائلية، والمساهمة في الأهداف البحثية للجامعة، والى زيادة أهمية وبروز الجامعة في مجالات البحوث الإقليمية والدولية.”
وقال الدكتور رودريجو باسكو، “من خلال هذه المبادرة، سوف نسعى الى تضخيم وتوسيع هدف الجامعة كمؤسسة تلعب دورا مهماً في تأهيل المجتمع المستقبلي والرواد على المستوى العالمي والإقليمي”. وأشار إلى ان الاعمال العائلية هي الدعامة للتنمية الاقتصادية في منطقة الخليج العربي. وقال، “اعتقد ان الاعمال العائلية ستكون المحرك الأساسي لاقتصاد ما بعد النفط. فالاعمال العائلية هي العوامل الاقتصادية التي ستسهم في تنويع اقتصاد منطقة الخليج العربي، وعلى المدى البعيد، تسهم في إنشاء المجتمعات القائمة على اقتصاد المعرفة.”
وتركز أنشطة كرسي استاذية الشيخ سعود بن خالد بن خالد القاسمي للاعمال العائلية على ثلاثة مجالات رئيسية متكاملة، هي البحوث والتعليم ونقل المعرفة. وتهدف هذه المجالات الى خلق معرفة تفتح افاقاً جديدة تتعلق بالاعمال العائلية والتي ستكون ذات أهمية لبناء شركات مستدامة واسر متناغمة وسعيدة لتعزيز المنافسة الإقليمية والازدهار.
وكجزء من أنشطته البحثية، يساعد كرسي الاستاذية في تطوير خطوط جديدة للبحوث من اجل فهم سياق ظاهرة الاعمال العائلية في دولة الامارات ودول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ولنشر مقالات اكاديمية في مجلات بارزة من اجل نشر المعرفة الناتجة عن إنشاء كرسي الاستاذية، والمشاركة في مؤتمرات بحوث محلية وإقليمية ودولية، ولتقوية الروابط البحثية مع الباحثين والعلماء المحليين والاقليميين والدوليين بالإضافة الى مجموعات البحوث، ولتحسين المهارات التحليلية لدى الطلبة من خلال اشراكهم في الأنشطة البحثية.
وسيطور كرسي الأستاذية أيضا مساقات في الاعمال العائلية لطلبة البكالوريوس والدراسات العليا وندوات وورشات عمل للأعمال العائلية، كما سينظم أنشطة تعليمية خارجية للمجتمع عبر ربط كرسي استاذية الاعمال العائلية مع المعنيين في المجتمع وتطوير برامج متخصصة في التعليم التنفيذي للأعمال العائلية كجزء من نشاطاتها التعليمية.
وكجزء من نقل المعرفة، ستطور كرسي الأستاذية أنشطة للمعنيين في الاعمال العائلية من اجل نشر المعرفة وأفضل الممارسات التي تضمن الاستدامة لهذه الاعمال، وتطوير الاعمال العائلية من اجل دمج جميع اعضاء العائلة وتعزيز الرفاهية لكل من العائلة والشركة، والتعاون مع واضعي السياسات لتشجيع المؤسسات العامة لدعم الاعمال العائلية، وتطوير مختبرات حاضنات للأعمال العائلية كمساحة متكاملة للأجيال الجديدة من أعضاء الاعمال العائلية الذين يرغبون بتنمية كفاءاتهم في مجال الاعمال.