ارتدت أبها عاصمة السياحة العربية أبهى حللها، ولبس أعيان منطقة عسير ملابسهم الفاخرة، وتطيبوا بأطيب العطور، وتزينوا بالبشوت لاستقبال النائب الجديد الأمير منصور بن مقرن بن عبد العزيز، كاحتفاء تفرضه قيم وعادات وتقاليد وأخلاقيات المجتمع السعودي فهل هذه المظاهر الاحتفالية تسد ما ورائها؟ أم إن وراء الأكمة ما ورائها؟
أتوا الأعيان للترحيب بالنائب الجديد، وهم يمثلون سكان المنطقة فقد يكون بعضهم حريص على تجهيز الولائم وهذا شانه فالضيف يستحق ذلك وأكثر، لكن الأغلبية ينظرون بمنظار التنمية وما يترتب على ذلك من مطالبات ملحة لذا فالملابس الفاخرة والعطور الغالية والبشوت الراقية تعني أن النائب الشاب سيقرأ عيونهم ويفهم ما بقلوبهم من تطلعات فهم في المجمل ينتظرون منه كذراع أيمن لأمير المنطقة أن يتفرغ للتنمية مواكبة لتحول 2020 ورؤية 2030.
على طاولة النائب ملف التنمية في عسير، وقد تابع الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير ولا زال يتابع هذه المشاريع باهتمام بالغ، ووجه بدراسة أسباب تعثر بعضها ، في هذا الملف توقفت أهم المشاريع الحيوية في تعثر تقليدي عانت منه بقية مشاريع مناطق البلاد، لذا فمن حق سكان عسير مطالبة النائب الشاب بقراءة ملف التنمية بعين شابة وثابة، فالمدينة الجامعية التي دفعت فيها الدولة إلى الأن حوالي خمسة مليار ريال توقف العمل فيها بعد تنفيذ حوالي 80% ، ومطار أبها الدولي يعاني من تباطء أو توقف الشركة المنفذة لأسباب نأمل أن يقف عليها الأمير الشاب بنفسة ، المدينة الطبية صرفت الدولة عليها أكثر من أربعة مليار ريال وقدموا احتفالات استعراضية أكثر من مرة بحضور أمير عسير وقدموا اقتراحات تغيير المخططات بطريقة هزلية ولا زالت الرافعات رابضة بجوار الأبراج المعطلة، ووعدت الوزارة أمير المنطقة بالانتهاء من تنفيذ المشروع بعد أربع سنوات رغم الوعود السابقة بتسليمه قبل سنتين.
برج عسير الطبي مرصود مبلغه المالي، وتم نزع الأملاك المجاورة، وتم اخلاء المستشفى القديم وتفريغه بما فيها برج ستة أدوار جديدة لم تستخدم نهائيا وحولوا كل هذه الفرق الطبية والفنية والمراجعين على مستشفى عسير المركزي الذي يعاني من الزحام الشديد من قبل ولا يحتمل كل هذه الضغوط ، ويكفي أن حجم التحويلات من مستشفيات عسير للرياض تزيد عن حجم شركتنا الناقلة التي لا تهتم بعملائها بما فيهم المرضى، ومستشفى خميس مشيط المركزي معتمد منذ ثمانية عشر عام ولا زال تحت الانشاء ، ومشاريع الإسكان في عسير تحبوا قياسا ببقية المناطق، أما شبكة القطارات فلن نكلف على الأمير الشاب الالتفات إليها لأننا وصلنا مرحلة اليأس.
في رأس ام الركب أجمل موقع استثماري تجثم على قمته طائرة المطعم السياحي، وملف دراسات شركة إيطالية لمساحة استثمارية تعد من أهم وأثمن وأندر الفرص في السعودية لكن أين المسوقين ؟ وأين الصلة والتواصل لمواكبة تحول 2020 ورؤية 2030، وفي طرف عاصمة السياحة العربية النادي الرياضي توقف قبل مرحلة واحدة من النهاية ووعد الأمير عبد الله بن مساعد بإنجازه لكن حضور رئيس الهيئة الجديد لا يبعث على التفاؤل لأنه قال بعظمة لسانه بأنه رئيس مجلس إدارة الهيئة يعني للاجتماعات فقط، أم المسير والمدبر لمثل هذا الموضوع فمنصبه شاغر في الهيئة ولا ننتظر غيرك لحل مشكلة نادي أبها الرياضي ليحتوي الشباب بدلا من مسارات الخطوط الحمراء.
أيها الأمير الشاب أنت على محك التنمية الشاملة في عسير لتكون عونا لأمير المنطقة، ومؤديا للأمانة والثقة التي حصلت عليها من ولي الأمر، نريد كل وقتك للتنمية وبدون وسطاء ولا تقبل منهم عذرا، ولا تقبل إعادة المخططات، فقد تذرعوا بذلك من قبل عدة مرات، أما إذا اتجهت للمناسبات الاجتماعية والمعاملات اليومية التي تبدأ بمعروض وتنتهي بملفات ينوء بحملها العصبة فنلتقيك على خير في الرؤيا.