" لا يُقابل التأمل بالفكر ، بل هو تجاوز له ، أنه رحل إلى وراء الأفكار "أوشو" من أجمل الأشياء التي لا حظتها وتعلمتها من أغلبية الناجحين الذين تركوا أثراً في مجتمعاتهم بين أهلهم وصحبهم .. هي " العزلة " فهي بمثابة استراحةُ محارب .
في مقالي هذا – أيها الجميل – أسلط الضوء على الراحة النفسية والروحية التي يحتاجها كل شخص ؛ ليبدأ بالإبداع والتحسين والإدارة ...
" دقيقة من فضلك " خلال أيام أصبحنا في عام جديد! فماذا قدمنا في عامنا الماضي ؟ استرح قليلاً بعيداً عن " الإنترنت " وبعيداً عن أي وسيلة توصلك بالعالم الخارجي .. وهنا بعض الإسئلة التي من الممكن أن نسأل أنفسنا ونجد لها إجابات صادقة :
كم ادخرتَ من المال ؟
هل صُمتَ أياماً غير أيام شهر رمضان المبارك ؟
هل ازدادت علاقاتك خلال هذا العام ؟
هل أنجزت شيء جديد ؟ " زيارة بلد ، اتصال هتفي لشخص مهم ، تجربة جديدة ، ترقية في العمل ، مقابلة شخص مُحبب "
هل زرت والديك ، وإن كان أحدهما أو كلاهما في منزله الأخير !؟
وماذا عن قراءة الكتب يا صاحبي ؟
هل قُمت بدعوة جيرانك إلى حفلة عشاء أو غداء أو حتى قهوة وعلوم " غانمة "
وهل تأملنا في آيات الله – سبحانه – حينما قال في سورة الطارق ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴿٥﴾ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ﴿٦﴾
كم حفظنا من كتاب الله وكم تلوناه ؟
ولا ننسى يا صاحبي ماذا قدمنا للآخرة ، ماذا سنقول عند ملاقاتنا لربنا ؟
ويا صديقي تذكر بأن السنة الماضية ، هي ماضية بالفعل ، أي أنها ذهبت بحلوها ومرّها ! فعلينا أن نتأمل ما حدث فيها لنزداد خبرات وقوات وثقافات .
نبيُّ العدل والإحسان ، نبيُّ السلم والسلام والإسلام – صلى الله عليه وسلم – كان يعتزل في غار حراء وكما ذكر الدكتور محمد راتب النابلسي في كل سنة يعتزل النبي – صلى الله عليه وسلم – شهراً كاملاً والسيدة خديجة رضي الله عنها كانت تأتيه بالزاد " الطعام والشراب " يمشي – صلى الله عليه وسلم – ما يقارب الميلين – 3 كم – ليصل إلى هذه البقعة بعيداً عن الناس .
في عهدنا الحاضر في جنوب فرنسا تحديداً في منطقة " رور " من أجمل المناطق الطبيعية وهي مرتفعة عن سطح الأرض 1200م ، اتخذها الناس للعزلة ، أمير موناكو " آلبير " كان يأتي كل عام ليسترخي في هذه المنطقة ، وهو الأمر الأول المهم أن نجعل مكان عزلتنا جميل ، حديقة هادئة ، مطل جميل ، الحرمين الشريفين ، القدس الشريف – قريباً بإذن الله – وغيرها من الأماكن المساعدة على الراحة وإن كانت داخل بيتك " اصنع جوّك يا جميل " .
ومن العلماء العرب " ابن خلدون " الذي تفرّغ في المغارة في منطقة " فرقدة " غرب الجزائر .
وهذا الفيسلوف الألماني " إيملنويل كانط " تفرغ عشر سنوات من عمره حتى ألف كتابه " نقد العقل الخالص " الذي يعتبره الغربيين اليوم أفضل كتب الفلسفة في عهد أفلاطون وأرسطو .
يا صديقي الحبيب علينا أن نجلس جلسة تناصحية تحاورية تأملية مع أنفسنا بعيداً عن الضجيج لتؤتي ثماراً طيبة ، وإن كانت خلال ساعات أو أيام معدودة .
يقول الله سبحانه (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (191) " آل عمران "
سؤهديك مقال القادم – بإذن الله – لنستخدم العزلة بشكل جميل ورائع .
صرير قلم : كم خسرنا ، بعدم التأمل !؟
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
Abdulkreem Ebrahim
13/01/2018 في 6:59 ص[3] رابط التعليق
ماشاء الله تبارك الله مبدع بمعنى الكلمه وفقك الله وأعانك وإلى الأمام لتأليف أكثر من كتاب ..
(0)
(0)
ام يمان
13/01/2018 في 12:02 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وزادك علما ورفعة
(0)
(0)
Nabeel Hashim
13/01/2018 في 1:15 م[3] رابط التعليق
لقد حفزتني كلماتك لبساطتها وعفويتها، الكلام عندما يكون مصدره قلبٌ صادق يكون تأثيره أعمق. شكراً جزيلاً..
(0)
(0)
عبدالاله
13/01/2018 في 2:32 م[3] رابط التعليق
مقال رائع وجميل استفدت منه بارك الله في جهودك ونتمنى نرى أسمك في المكتبات، بالتوفيق
(0)
(0)
Dr.yumna
27/01/2018 في 7:44 م[3] رابط التعليق
شكرًا جزيلا مقال مفيد ورائع سلمت يمناك
(0)
(0)