الجميع يعلم بأن الهدف الرئيسي من القيادة هو التأثير في الآخرين للوصول إلى هدف محدد وفق معايير واضحة وبجودة عالية وبتكلفة مناسبة، لكن الكثير لا يدرك أن هذا الأمر يمكن أن يتحقق بطرق متعددة ومتنوعة تحكمها الظروف المحيطة بالمنظمة بوجه عام وبالقائد بشكل خاص.
القيادة الموقفية ومرونة القائد وانتقاله بين نوافذ الشبكة الإدارية واستثمارها بالشكل الصحيح له عوائد كبيرة على المنظمة ونتائجها ويقود الى استدامة المنظمة واستقرارها ونموها وسعادة أفرادها.
البعض يعتقد أن هناك نمط محدد يجب على القائد إتباعه والاستمرار عليه وعدم تغييره وهذا أمر غير صحيح، وقد أثبتت التجارب المختلفة التي شاهدناها وعايشناها أن القيادة الصحيحة تتطلب التركيز على الأهداف والثبات التام على القيم والمبادىء والمرونة العالية في الوسائل الموصلة إلى تلك الأهداف شريطة أن تكون الوسيلة أخلاقية.
جمود القائد وعدم قدرته على الإنتقال بين أساليب القيادة المختلفة وعدم الإيمان بالقيادة الموقفية سيجعله قابل للكسر والتوقف وسيخلق له الكثير من الصعوبات والعقبات التي لن يستطيع تجاوزها طالما أنه لا يُؤْمِن بأن كل موقف يتطلب تعامل معين وأسلوب خاص ، وعدم إيمانه بأهمية المرونة في الوسائل يؤثر سلبا على نتائج المنظمة التي يقودها وعلى معنويات العاملين فيها.
بعض الباحثين ينظرون للشبكة الإدارية بأنها طريقة لتصنيف القادة حسب درجة اهتمامهم بالأفراد والعمل لكني شخصيا أجد أنها فرصة للقائد للتنقل بين نوافذها حسب الموقف الذي يواجهه والظروف المحيطة بالمنظمة.
سأعطي فكرة مختصرة عن نظرية الشبكة الإدارية.
استطاع روبرت بلاك وجين موتون في عام 1964م تصنيف السلوك القيادي في خمس مجموعات وفقا للإهتمام ببعدي الإنتاج والأفراد.
نموذج الشبكة الإدارية : الأنماط القيادية الخمسة التي تضمنتها الشبكة الإدارية في نموذج بلاك وموتون.
1. نمط الإدارة السلبية (المتساهلة)
2. نمط الإدارة العلمية ( السلطوية )
3. نمط الإدارة الاجتماعية
4. نمط الإدارة المتأرجحة.
5. نمط الإدارة الجماعية.
ومن خلال تحليلنا للأنماط الخمسة نجد أن القائد الفذ سيسقط من حساباته نمط القيادة المتساهلة التي لا تهتم بالنتائج ولا بالأفراد ، وسينظر نظرة الصقر وهي النظرة من فوق ليحدد وضع منظمته في جميع المجالات ويراقب مستوى الإنتاج ووضع العلاقات داخلها ويحدد بعد ذلك النمط الذي يجب أن يستخدمه للوصول للنتائج التي يرجوها أصحاب المصلحة سواء كانوا عملاء داخليين أو خارجيين.
قائد الفريق وهو النمط الأفضل والذي يركز على جانب الإنتاج والعلاقات نمط مثالي ولكن الوصول له صعب ويحتاج وقت ويتطلب في بعض الأوقات المرور ببعض الأنماط التي حددتها نظرية الشبكة الإدارية.
القائد الناجح سيركز على نمط القيادة العلمية التي تركز بشكل كبير على الإنتاج حينما يجد أن وضع المنظمة غير مستقر وهناك تدني في مستوى الإلتزام من الأفراد، ونجده يستخدم النمط الاجتماعي المحفز المركز على الأفراد حينما يكون الإنتاج في أعلى مستوياته والمنظمة تسير بطريقة صحيحة وهذا سيجعله تلقائيا ينتقل ليكون ضمن نمط قائد الفريق.
استثمار القائد لكل ما يخدم منظمته وتركيزه واختياره الأسلوب الأمثل في القيادة الذي يؤدي لنمو منظمته واستمراريتها دليل على نضجه وحرصه عليها وعلى أفرادها وعلى المجتمع بشكل عام.
القيادة والشبكة الإدارية
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6401880.htm