هما .. اثنان ..
الأول يحبه الله والناس
والثاني بعيدا من الله والناس
شتان بينهما فقد يتساويان في المظهر ويختلفان في المخبر موجودان في كل زمان ومكان وحفظ لنا التاريخ قصصهما وسيرهما وفي زماننا هذا تميزوا ، فكل منهما سلك جادة قدَّرها الله ويُسرت له.
الأول عشق البذل والعطاء والثاني اعتاد الشح والبخل
أحدهم مفخرة بجوده واحسانه والثاني مقبرة لا يكاد يخرج منه شيء وإن كانت الدنيا لا تخلو منهما فإن طريب جزء من هذا الوجود له مثل ما للأماكن الأخرى وعليه ما عليها وليس بدعا منها.
والمتأمل في حال التجار وأهل الأموال وما يتميز به المنفق منهم عن الممسك يعلم يقينا أن المسألة توفيق من الله، كما هو الذاكر لله وقارئ القرآن وأهل الطاعة الموفقون دون غيرهم من المحرومين .
فمن التجار ورجال الأعمال من يسرك حاله من كثرة إنفاقه في أعمال الخير بأنواعها، ومنهم من تحزن على حاله و تتسائل كيف بلغ به الأمر أن يجمع الملايين دون أن يقدم لنفسه شيء من الأعمال الصالحة التي تنفعه في دنياه وآخراه لكنه الحرمان.
وإن كانت طريب تزخر بأعداد كبيرة من أهل المال ورجال الأعمال إلا أن الباذلين ( وفقهم الله وبارك فيهم )لا يجاوزون معشار أولئك، ومن ينفقون خارج طريب كما يزعمون نقول : مالذي يصرفكم عن أحق الناس بالعطاء ." الأقربون أولى بالمعروف "
وقد يتحجج بعضهم بعلة واهية فيقول : لا أرغب أن يعلم أهل طريب أني تاجر خوفا أن يأتيه الناس لطلب الزكاة أو قرضة حسنة ( سلفه) فنقول لهذا هوِّن عليك فان الناس يعلمون إنك تاجر ويعلمون أنك بخيل .
ويقول الآخر : أن لديه مشاريع في مناطق عدة وملتزم باتمامها مما يتعذر معها البذل في الوقت الراهن وكأنه ضامن بقائه حتى تنتهي مشاريعه.
وثالثهم يأتي بالمطمة فيقول : بأن لديه ملاحظات على برنامج تلك الجهة الخيرية بزعمه، وما علم أن حسابها معتمد ولها مجلس إدارة ومدقق مالي ومتابعة من الجهة المسؤلة وتتبع للميزانية والواردات والمصروفات وأن جميع البرامج والانشطة لابد من عرضها على الجهة المسؤلة لاعتمادها.
وقس على هذا وذاك ممن يقدمون أعذاراً تدل على الشح أو البخل الذي طبع على قلوبهم وصرفهم عن الانفاق في سبيل الدعوة إلى الله أو تعليم القرآن أو اطعام وكسوة مسكين ومحتاج أو كفالة يتيم أو عمل اجتماعي .
يا أهل الأموال بادروا قبل أن يحال بينكم وبين البنوك فإن الدنيا دول والآجال محتومة، لا تكن حارساً للمال فتحرم نفسك الخير فتندم .
في طريب مكتب للدعوة إلى دين الله، وجمعية لتعليم كتاب الله، وكلاهما تحتاج إلى بذل وانفاق، فيا أخي الكريم يامن رزقك الله مالا حاول أن تقوم بزيارة لهما لتعرف الجهود المبذولة والبرامج والخطط المرسومة والأهداف المنشودة والتي قد لا يحول بينها وبين التنفيذ إلا المال، تفضل بمعرفة الأقسام وعدد العاملين بها والمرتبات المطلوب صرفها شهريا لهم، أنا على يقين تام أنك ستجد الشفافية والوضوح وتعرف عن كثب كل شيء عن هذه الجهات الخيرية.
والجمعية الخيرية بطريب كذلك تقوم بجهود جبارة لا تخفى على الجميع وفرع جمعية آباء للايتام بطريب رغم حداثته إلا أنه فاق بإنجازاته من سبقوه.
ولنعلم أن الجهود في هذه الجهات الدعوية والخيرية عظيمة رغم قلة الموارد وعدد العاملين، فلنساندهم بالدعاء والدعم المادي ليستمر العطاء، فاللهم ربنا أعط المنفقين خلفا وبارك لهم .
خاتمة: من أهل طريب رجال أعمال فتح الله عليهم أبواب البذل والانفاق وهم قليل ولولا الحرج لذكرتهم بالاسم لكن بعضهم لا يرغب في هذا.
نسأل الله أن يفتح لهم أبواب السعادة في الدنيا وأن يرزقهم الفردوس الأعلى في الجنة، وهنيئا لهم هذا العمل العظيم .
(
(
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
مساعد الطويل
05/04/2020 في 9:33 م[3] رابط التعليق
نشكرك لحسن اختيارك لهذا الموضوع وخاصة في مثل هذي الظروف وقرب الشهر الخير الله يجعلنا من صوامه وقيامه والله يكتب اجرك واجر من يشارك وينفع جميع الجمعيات بدون استثناء بمحافظتنا الغاليه
سعد بن شايع بن ج آل عادي
05/04/2020 في 9:54 م[3] رابط التعليق
أبواب الخير للخيًرين متاحة والفضل من رب العباد كبير وهنيئاً لمن بذل القبيل من ماله فالخلف من
رب العباد كثير !!
وهذه الجمعيات بطريب يقوم عليها رجال نحسبهم
بإذن الله امناء على هذه الجمعيات وما يصلهم من
اموال تصرف في المشاريع الخيريه بطريب وعلى المحتاجين نسأل الله ان يجعل لكل منفق في دروب الخير خلف ويمد له في رزقه وعمره على الطاعه وشكرا للاخ جبران على ماخط قلمه ونطق لسانه
عبيد سعيد مقبل ال عادي
05/04/2020 في 10:16 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك يابو حسين واسعدك بالدارين وسلمت يداك كتبت فاوجزت و دعوة فاخلصت بالدعوة لوجه الله ونصحت فقبلت نصيحتك لمن قراء و سمع فالحجة وصلت لمن اراد ان ينفع نفسه اولا فهو الرصيد الحقيقي له ثم اهل القربى ( أهالي طريب ) ثانيا ثم لفرحةً كل يتيم ومسكين ومعسر ومحتاج
وبدورنا ندعوا ليس التجار بل ندعوا الموظفين لوضع ولو جزء بسيط من راتبك ونعمل بمقولة رسولنا الاعظم صل الله عليه وسلم ( مانقص مال من صدقة بل تزده ) . واخيرا تذكروا انه ينزل كل صباح ملكين فيقولان ( اللهم اعطي كل منفق خلف وكل ممسك تلف ) فالملكين مرسلهما رب العباد للدعاء لك او عليك فاختر ايه القاري ماشئت .
سعيد شايع بن عوضه ال عادي
06/04/2020 في 10:43 ص[3] رابط التعليق
شكرا اباحسين على هذا المقال
ونشكر العاملين في الجمعيه الخيريه بمحافظة طريب والجمعيات الاخرى
ونسأل الله لهم التوفيق
والحسابات البنكيه لهذه الجمعيات واضحه ودعمها واجب على رجال الاعمال وغيرهم
محمد الجـــــــابري
14/04/2020 في 1:22 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير ابا حسين
من لايريد ان يعرف الناس ان لديه مال كثير ,ويتبرع في اماكن اخرى لاي سبب كان !! نقول له…….
الاقربون اولى بالمعروف وهذه تجارة مع الخالق ولا علاقة للمخلوقين بما يتدخر الانسان لنفسه في اعمال الخير.
ثم ان الجمعيات الخيرية في طريب الخير قد اسست حسابات بنكية لها ارقام معلنة ومن اراد عمل الخير يودع فيها منعا للاحراج.
كما ان هذه الحسابات تحت رقابة الدولة وليس لاحد مصلحة الا من تبرع فيها والمستفيد منها كالايتام وحفظة كتاب الله والارامل.
ندعوا الله ان يرفع الله هذه الغمة عن البلاد والعباد ويرقق قلوب اصحاب الاموال وفاعلي الخير بالمساهمة فيما سينفعهم عند الله.
تسلم اخي ابوحسين والله يوفقك ويرعاك..