حين يُمسك أحدنا وخاصة محبي القراءة كتاب فإنهم لا يكتفون بقراءة السطور !
بل يقرؤون ما خلف السطور، يُبحرون في غياهب بحار ما أورده الكاتب ليستخرجون منه النفيس من الفوائد والفرائد ..
وليست كلّ الكتب تستحق الاقتناء هناك من الكتب ما يُعد اغنى من كنوز الأثرياء ، وهناك ما تتحسّر على ماصُرف عليه من وقت ومال وجهد حتى يصل إلى أيدي القراء..!
القراءة ليست للمتعة فقط بل هي مفتاح لشخصيتك، إذ بإمكانها أن تفتح لك الرحاب من عالم لم تنتبه له من قبل في نفسك..!
فهل فكرت يومًا أن تجعل من نفسك صفحات من كتاب تقرأ فيه نفسك قبل أن يقرؤك الآخرون؟
هل فكرت يومًا أن تلج إلى عالمك الخاص وتنظر إليه بتمعّن وتفكر وتعيد ترتيب العشوائي منه؟
لا أتحدث عن فكرةٍ مجنونة بل منطق عقلاني ولكن للأسف مهمل..!
فأغلبنا لديه مخزونٌ هائل من المَلَكات الأخاذة ولكنه اكتفى بما ظهر للآخرين !
اكتفى بالإهمال ووقف متفرجًا عليهم وهم يطوِّعون هبات الرحمن فيعبُرون بها من جانبه ليتجاوزوه..!هم ليسوا أكثر منه ذكاءً ولكنهم عملوا ولم يستكينوا، قرأوا أنفسهم بشغفٍ وحب، قرأوا ليصبحوا، قرأوا ليكونوا..
قراءة النفس وتقليب صفحاتها والوقوف على مكامن الضعف يعدّ قوة، والبحث عمّا لديك من مخزون وتطويعه للارتقاء ذكاء..
كم من موهبةٍ أُهملت؟!
وكم من هبة لم تستثمر؟!
وكم من ملَكَة وُئدت كان بإمكان صاحبها أن يكون شيئًا مختلفًا؟!
قراءة النفس صناعة المبدعين، فالأذكياء حين يكتشفون أنفسهم يقدمونها للآخرين كأجمل ما يكون، الشخص لديه كاريزما تميزه عن غيره
يبحر في أعماقه ليأتي بالثمين الذي وهبه الله إياه، صمته فكرٌ وتأمل، وحديثه منطقيٌ وعقلاني، وعمله دؤوبٌ ودقيق، سماته أخّاذة وصفاته قدوة عرف إمكاناته فطوّعها وقرأ نفسه جيّدًا فهذبها وارتقى بها..
تخاذُلك عن اكتشاف نفسك يؤخر تقدّمك في سُلّم المبدعين والإيجابيين!
اقرأ نفسك قبل أن تقرأ لهم.
بقلم: جواهر محمد الخثلان
اقرأ نفسك..!
(0)(3)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6509521.htm