في البرنامج الشيق سباق المشاهدين الذي عُرض للمرة الأولى في رمضان 1419 هـ / ديسمبر 1998 من إعداد وتقديم الإعلامي المميز حامد الغامدي حيث تكون هناك أسئلة للمشاهدين و ضيوف و يجيب المتصل على السؤال بعد إستشارة الضيفين الذين يمنحانه الإجابة و يغلب عليه جانب التسهيل و المساعدة. وفي برامج أخرى يكون المتسابقين متقابلين و الأسرع في الضغط على الزر أو الجرس يحظى إذا كانت إجابته صحيحة بالجائزة و النقاط .
من المتابعة لبعض وسائل التواصل الاجتماعي نجد أن هذا السباق للمعلومات و بفضل من الله ثم من التطور التكنولوجي الذي سهل الوصول لمعلومات علمية و موثقة أضحى كثير من الناس أعلم بأمور تهمهم أكثر ممن يستشار من المتخصصين إلا من بعض القلة المميزين الذين فعلا يحرصون و يتابعون و يتقبلون الأراء و الملاحظات التي ترد إليهم وهؤلاء مكسب للجميع.
و على النقيض نجد ممن يكابرون و يعيشون في زمن إحتكار المعلومات و النظر على أنها تميز و ميزة إختصها الله ثم المجتمع بهم الذي من المفترض أن يساهموا في تطويره و رفعة شأنه قال ﷺ: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" .
و هنا نحن أمام سباق كنا مشاهدين أو مشاركين للتوصل للمعلومة و أخذ القرار بعد التحليل بصورة أسرع من القرع على الجرس في برامج المسابقات أو الإختبار بين إجابة صحيحة و أخرى خاطئة و فتح باب الإحتمالات كما في سباق المشاهدين وهذا ممكن ولله الحمد في عصرنا في أغلب الأمور و يبقى أحيانا دور الخبير و المتخصص حيث يبقى مع الوقت المتميز و المبدع كما ذكرنا فقط قال الله تعالى : ( ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ).
تتوفر الآن في أغلب دول العالم تطبيقات و نظم عن الإستشارات الطبية و شرح للحالات و المضاعفات و الأدوية و الإستشارات القانونية وإستخدام الأدوات و المهارات و البناء و الطبخ و المواد النافع منها و الضار و الإحصاءات و غيرها الكثير بالإضافة للمبادرات من الخيرين في ذكر تجارب شخصية أو مواقف أو علوم أحسوا أن نشرها يفيد المجتمع.
قال تعالى : (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) في المحصلة على المتخصصين او من يعتقدون أنهم خبراء أن يؤمنوا أنهم في سباق و البقاء للأفضل أو بالأصح للأميز وعليهم تطوير أنفسهم وإخراج أفضل ما لديهم وتجاوز أن ما أدركوه لا يدرك ويعلموا أنهم أمام مجتمع و جيل جديد أكثر وعيا و يملك الكثير من وسائل الوصول السريع للمعارف و المعلومات.
فرحان حسن الشمري
للتواصل مع الكاتب:
e-mail: fhshasn@gmail.com
Twitter: @farhan_939