النقاط ليست فقط لتبدو الحروف أجمل أو زيادة عبء على الكاتب ولكن نضع النقاط على الحروف لتستقيم العبارة ويظهر المعنى ويفهم المقصود.
وغالبا نضع النقطة في نهاية السطر ايذانا بانتهاء الجملة لنبدأ جملة أخرى قد تكمل ما سبقها أو لنبدأ جملة اخرى جديدة
النقاط هي من تفصل عراك النصوص وتداخلها
وتفك اشتباك ما تشابه منها فهي بمثابة الحاكم بأمره حين تنهي نقاش بالتموضع آخر السطر،
النقطة نتكئ عليها نلتقط بعدها أنفاسنا ونحن نلهث ركضا بين الحروف في مضمار النصوص ،
نحن نراها هكذا وغيرنا يراها ( كما يحب ) أن تكون مبتدأ فيما يشبه التفرد بالرأي فهو لا يحب النهايات ولا يتوقف عندها ويرسم له خطوط عودة فلا تنتهي به السبل في نقطة معينة ، يرى أن النقطة في آخر السطر يمكن أن يضاف لها نقطتين وثلاث في إشارة إلى أن النهايات لم تأتي بعد …
هؤلاء آمالهم عريضة وقد لا يكونون من الذين اكتووا بنيران النهايات المزعجة سواء كانت نهايات بالقول او الفعل،
نقطة آخر السطر قد تكون إيذانا بالتوقف عن الاسراف في اجترار الآلام وأوجاع القلوب الرقيقة
فلِم لا نجعل هذه النقطة كالدرع في ايدينا نوقف بها كل ما من شأنه أن يؤذي قلوبنا ونعتزل بها ضوضاء الجدال ونختزل همهمات الآخرين في حواراتهم البيزنطية التي لا تنتهي
لِمَ لا تكون النقطة في ايدينا مثل ميدالية المفاتيح نغلق بها نقاش حاد يورث رؤوسنا الصداع، لِم لا ننتفض على المثاليات حين يُظن أنها ضعف، أو نتمرد على قواعد اللغة العربية فننقل النقطة من آخر السطر إلى أوله ؟
لم لا تكون النقطة مثل حبة الكرز في السنتنا والسنتهم نوقف بها تدفق الكلمات البشعة لنا وعلينا ونسمح فقط بتسلل كل ما لطف قوله وامتع سماعه؟
لِم لا نمنح النقاط مرونة نصنع بها بداياتنا ونهاياتنا وفق ما تتسربل به ارواحنا من راحة وانسجام
نقطة آخر السطر هو المبدأ او المنهج الذي نحتاجه للتعامل مع اعتى جيوش البذاءة أو حتى اللامبالاة أو أي نوع من السلوكيات المستفزة
ونقطة اول السطر وإن كانت غير مرئية فهي بلاشك انطلاقة واستهلال للبدايات الجميلة في كل شي ء
نقطة أول السطر ونقطة آخر السطر وبينهما مسافة تمثل مابين مولدك ورحيلك فاملأها بما شئت واختر أي النقاط يعجبك لتبدأ به او تنتهي.
بقلم الأستاذة/ جواهر الخثلان