تمر علينا ذكرى غالية علينا جميعا هي ذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين هذا اليوم المجيد الذي يتجدد فيه تعزيز اللحمة الوطنية في هذا الوطن المعطاء والالتفاف وراء قيادته الحكيمة فقد أثبت المواطن السعودي على مدى العصور إخلاصه وحبه لوطنه وأمته، هذا الحب الذي ينطلق من مبادئ واضحة ونقية وصافية مبادئ تربينا عليها من بعد آبائنا، ومن قبلهم أجدادنا الذين شربوها نبعاً صافياً من ديننا الحنيف.
إنَّ من أولِ هذه المبادئ أنَّ الوطن هو الأساس، والمظلة التي تظل الجميع بسقفٍ واحد على أرض واحدة، ومن أجل هدف واحد لصنع اللحمة الوطنية التي تشكل النسيج الرابط لوحدة هذه الأمة العظيمة، وتعمل على مدِّ جسور الوحدة ومحاربة من يخدش هذه الوحدة، وإنَّ مواجهة الصراعات والاختلافات التي تؤدي إلى الفرقة مسألة حتمية كانت ولاتزال.
وفي يوم الوطن نجدد العهد بأننا كلنا للوطن من خلال تحقيق الانجازات في جميع الميادين؛ فأبناء الوطن هم الذين يقفون مصطفين كالجدار الصلب على الحد الجنوبي، وهم يضحون بأنفسهم بكلِّ شجاعة وبسالة على حدود الوطن، ويحمون الحدود على مدار الساعة مقدمين أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل أن يبقى تراب الوطن الغالي طاهراً مقدساً على مر الزمان .
كما لا ننسى من يبنون النشء من رجال المستقبل من المعلمين والمعلمات الذين يقومون بواجبهم الثمين تجاه الأجيال، ويقدمون خبراتهم ومعارفهم يومياً، والذين بدأنا نرى أولى ثمارها فقد تصدر أبناء المملكة في مختلف الميادين العلمية آخرها" آيسف".
ولن ننسى أن نذكر العاملين في المجال الطبي الذين كانوا خلال جائحة كورونا خط الدفاع الأول تجاه الفيروس؛ فاستطعنا أن نكون بفضلهم بعد الله سبحانه وتعالى من أوائل الدول التي حدت من انتشار الفيروس والتقليص من آثاره؛ فقد تشكلت غرف العمليات الطبية من اللحظة الأولى وحتى اليوم الحالي بينما سمعنا المآسي عند كثير من الدول حول العالم.
نحن اليوم أمام جيل كبير من القادة والنماذج الرائدة أخذ فرصته في التدريب والممارسة والتعليم العالي المناسب، حتى باتت الدول تشير بالبنان إلى التجربة السعودية فيما يتعلق برأس المال البشري المؤهل والمتخصص في مختلف الميادين والقطاعات.
رأس مال الوطن أبناؤه، ونحن في المملكة -ولله الحمد- نملك جيل عظيم امتلك الإرادة بهمة عظيمة" كهمة طويق" نعم استطاعت القيادة أن تمنحه الثقة عندما آمنت بقدراته؛ ولذلك علينا جميعا أن نتلاحم ونصطف خلف قيادتنا الحكيمة ليبقى هذا الوطن كما عهدناه شامخا وحاملا لراية التوحيد.
د. محمد مسعود القحطاني
كاتب وباحث ومحلل سياسي