تحقيقًا لجودة برامج ذوي الإعاقة ندعو إلى الاتجاه بقوة نحو المعرفة بتوفيرها وحسن إدارتها بتفعيل عمليات إدارة المعرفة اللازمة؛ لتعزيزها من قدرة تلك البرامج على تحسين الأداء المعتمد على الخبرات والمعارف المتوفرة لديها والمكتسبة، وكونها عملية نظامية تكاملية تنسق عمليات الأنشطة المختلفة لوضع الخطط الاستراتيجية، وإعادة هيكلة البنية التحتية والاتصالات والتقنيات والهياكل التنظيمية، وترسيخ القيم، ونشر مناخ وثقافة تنظيمية تدعم الوعي بأهمية إدارة المعرفة، واستثمار رأسمالها الفكري، وتحسين اتخاذ القرار، وإغلاق الفجوات المعرفية لديها بما يضمن وضوح رؤيتها ويحقق أهدافها بأفضل صورة ممكنة لخدمة ذوي الإعاقة وأسرهم.
وفي وقت سابق أشارت دراسة (السبيعي، 2021م) إلى الممارسات التي تم تطبيقها في برامج دمج التربية الخاصة في مدارس التعليم العام وذلك في إثني عشر دولة، وبعد أن تم تحليل تلك الممارسات تم التوصل إلى أنه وبلا شك تم تفعيل عملية فقط واحدة من عمليات إدارة المعرفة، بالإضافة أنه لم يتم إطلاق عليها مسمى العملية المتعارف عليه في علم إدارة المعرفة، ولكنه والأهم من ذلك ما حققته تلك العملية من أثر واضح وإيجابي لذوي الإعاقة وأسرهم. بلا شك أن تطبيق جميع عمليات إدارة المعرفة الأساسية الخمسة كما أشارت إليها الدراسة السابقة في برامج دمج ذوي الإعاقة سوف يحقق تحسين لأدائها محققًا مسبقًا تحسين لأداء منسوبيها ممن يعمل مع ذوي الإعاقة من إدارة ومختصين ومعلمين بالإضافة إلى الأسر والمجتمع المساند، مما سوف يساهم ذلك في التحفيز على التجديد ومواجهة أي تغيرات بيئية غير مستقرة، وتحسين عمليات اتخاذ القرار وحل المشكلات، مما يجعل هناك المزيد من الفرص للحصول على الميزة التنافسية عبر مساهمتها في توفير خدمات جديدة وإبداعية لذوي الإعاقة وأسرهم.
ومن أبرز المعوقات التي قد يتم مواجهتها لتوليد معارف جديدة هو تشخيص المعرفة، فلا بد أن يتم التعرف على مصادر المعرفة الداخلية من أصول معرفية وخبرات ومن ثم بناء علاقات جيدة مع خبراء خارجيين أو مع منظمات شبيهه لتبادل الخبرات، ولابد من توفر الابداع لتوليد معارف جديدة تُسهم في تحديث الطرق المتبعة في تجربة دمج ذوي الإعاقة في البيئة التربويَّة، بما يحقق ميزة تنافسية مستدامة. ومن المهم توفير ذاكرة أرشيفية تنظيمية لتخزين المعرفة والمحافظة عليها، ووضع أجهزة وبرمجيات ونظم واتصالات سلكية ولاسلكية لتسهيل الحصول على المعلومات لجميع المستفيدين منها.
عليه، لابد من تبني استراتيجية لتطبيق عمليات إدارة المعرفة في ميدان التربية الخاصة ووضع قائد محفز لها ومُتفهم لطرق تفعيل عمليات إدارة المعرفة ودورها في تجويد الأداء المؤسسي ويحث على التثقيف الذاتي، ويضع الخطوط الإرشادية ويحدد الأهداف والبنية التحتية والتنظيمية والتقنية والاتصالات، ويضع آلية لحفظ الحقوق الفكرية للمشاركين في عمليات إدارة المعرفة ضمن أطر الحوكمة الواضحة؛ لخدمة العملية التعليمية والتوسع في برامج خدمة ذوي الإعاقة لتحسين مستوى ونوعية التعليم وتحسين المخرج التعليمي، للوصول إلى الأهداف المنشودة محققاً بذلك رؤية المملكة العربية السعودية من تلبية لمتطلبات التنمية والارتقاء بمستوى أداء المؤسسات وتحقيق الشفافية.
الكاتبة: فاطمة سعد مسلط السبيعي
@fatimah056