ضدان قلما يجتمعان ولكنه ليس مستحيلا فقد تجتمع في قلبك جبال من الحزن وانت تعيش أجمل أيامك وأسعدها …
الشعور بالحزن (( لا أسكنه الله في قلوبكم )) شعور مربك ومؤلم ووقته يطول وآثاره قاتلة وقد يلازم الشخص طيلة حياته يفتت كبده رويدًا رويدا.
وأما الفرح رغم قوته وتمدده إلا أنه سرعان ما يزول بمرور الوقت والتقادم الحزن ورغم خوفنا منه إلا أن له مآثر نغفل عنها فهو قد يهذب النفس ويسهم في الزهد فلا يأتي معه تطلع لأعلى ولا طول أمل كما أنه قد يولد قوة على مجابهة الصعاب حين يتم توجيهه وعدم تركه يتغذى على عزيمة الإنسان ايضا من مآثره تعلم الصبر والصمود إذ حين تقاوم السقوط المدوي نتيجة حزن على فراق أو ضياع فرصة أو مرض لحبيب وتصبر على المصاب أيا كان نوعه ومسبباته وتقف في وجه أعاصير الحزن ثابتا متماسكا فأنت قوي ذو إرادة حديدية تصنع بها المستحيل، نعم لا أحد يستطيع أن يمنع الحزن من مداهمة سكون الروح وسكينة الفؤاد فالشعور طبيعي جدًا أن تتألم وتحزن وتبكي ولكن لا تدع هذا الشعور يقتلك أو يبعثر عزيمتك ثم أن الحزن لن يعيد مفقود ولن ينشر رايات الفرح دون أن تنفض عن روحك ما علق بها هم وغم واستسلام..
أشد أنواع الحزن وأنكأها جرحا حزن الفقد بالموت وما عدا ذلك فالحزن لا يقيم أبدًا فلا تذهب نفسك على ماعداه حسرة وألما.
نأتي للفرح هذا الشعور الجميل الذي يداعب القلب فيبتسم، ويلوح للروح فتقفز مرحا هذا الشعور القصير جدا مهما بلغت قوته فإنه سرعان ما يختفي بعكس الشعور بالحزن..
الشعور بالفرح عجيب جدا إذ حين تبتسم فرحا ينعكس هذا الشعور على المحيطين بك فتبرق الأعين لمعانا وتتسارع نبضات القلوب طربا وسعادة، وترقص ريشة السعيد على بياض الأيام فيصبغها بألوان زاهية أخاذة، الفرح تاج السعادة وأكليلها تتسامى به العزائم وتتلاشى به المتاعب وتذوب .
أغلبنا يعيش هذه اللحظات وينسى استغلالها الاستغلال الأمثل في تحقيق السعادة ومد جسورها لأطول فترة أو مساحة ممكنة إذ أن أجمل لحظات السعادة مقاسمتها مع الآخرين لا سيما مشاركتها لمن عبث بقلبه الهم، للأسف تعودنا أن نخاف من أفراحنا ونتوقع أن يتبعها كارثة مصيبة نضحك ثم نعود إلى التجهم والوجوم وتلهج ألسنتنا بالحوقلة انتظارا لوقوع مصيبة !!! كما أننا نخبئ أفراحنا عن الآخرين خشية الحسد !! والعين !! متجاهلين أن لدينا سلاح التوكل على الله.
الفرح يجب أن لا يحدد بموعد أو قت ، اشرعوا له الأبواب والنوافذ دعوه يتسلل إلى نهـرواحكم وإلى قلوبكم فيغسلها بماء اليقين بإن الله معكم في كل حين فلا خوف ولا حزن بعد الفرح.
بقلم✍🏻 أ. جواهر بنت محمد الخثلان