قد تكون استمعت كثيراً لمن أخبرك أنه عليك تفريغ كل ما حصلت عليه من مشاعر جراء تعرضك لموقف ما أو حدث مررت به، وذلك باتباع الآليات المناسبة من حين لآخر.
وتعلم أيضاً أن التراكمات هي المُهلك والمُدمر للكيان.
ولكن ماذا عن التطبيق الفعلي؟، وماذا حدث معك وأنت تطبق ما أملوه عليك؟، وكيف كان شكل طريق التجاوز؟ وما مدى صلابتك حينها للمضي قدماً؟
أعتقد أننا لم نكن نملك الوقت الكافي لفعل إجراءات متسلسلة وقد تكون طويلة نوعاً ما لبلوغ أهدافها، أو بالأحرى لم نملك ساعات إضافية للتوقف قليلاً من أجل استكمال الشعور والتفكير به.
أعتقد أننا حمِلنا الشعور وأسبابه معنا وأكملنا المسير، نعم نحمل كل شيء معنا ونُكمل الحياة.
حملنا الأشخاص والمواقف وردود الفعل الصامتة في حقائبنا وسِرنا.
لا أعلم كيف لنا أن نحمل كل هذا وفي المقابل نتجاهل وجوده، كيف لنا أن نظهر عكس ما نحمله؟، كيف لنا أن نخفي كل ذلك؟
لطالما كان باستطاعتنا ومن السهل أن نكتشف ما بداخل الآخرين وما يُخفوه، فكيف لنا ألا نحظى بفرصة الاكتشاف في منتصف مسيرنا.
لم يكن لشيءٍ أن يتضح أبداً، ونحن نحمل القرار بأيدينا.
نحن نشعر بالانهزامية ما إن يتم لمس مشاعرنا.
فلم نكن لنسمح لشيءٍ أن يخدش ملامحنا.
ولم يكن هناك شيءٍ يستحق بالفعل.
لم نكن من المحدقين خلف الأشياء.
ولم نكن من الواقفين أمامها.
بل أصبحنا ممن امتلأ بما جعله يعتقد أن شعوره مفرط، لا أكثر.
امتلأنا بما يجعلنا نحدق بمن يقترب، ونحن نبتسم له بتعابير ماذا هناك أيضاً؟
لم يكن لدينا مساحة كافية لاستقبال المزيد.
ما نملكه هو المزيد من الاستماع لنتفهم ما يحدث؟
ممتلئين بما يجعلنا غير قادرين على بث المزيد من ردود الأفعال.
ذهابنا بدون مبررات. لا نُلقيها ولا نستقبلها.
قد يكون ذلك بسبب فهمنا للأمور أكثر مما ينبغي، أو بسبب استنفاذ فُرص الاستماع الأولية.
اليوم نحن بصدد الاستماع للاشيء، حتى ينتهي بما امتلأنا به من وشوشاته.
لا أعلم كم يحتاج الانسان من العمر ليصل لتلك المرحلة من الامتلاء، الذي يجعلك تميل رأسك للجهة المقابلة للمتحدثين من أجل أن تبتسم من فيض ما امتلأت به.
ما إن تتجاهل تطبيق الأساليب الصحيحة للتحرر مما تمر به، فأنا أجزم على أنه ستقف بمنتصف الطريق لتسأل نفسك بكيف ولماذا وبماذا امتلأت؟
وتجد نفسك تتقبل تواجد ذلك الحِمْل في ذلك الحيز الذي يحيط بك، ولا بأس عليك منها.
فاطمة سعد مسلط السبيعي
@Fatimah056