تٌعد الأخلاق قيمة من أهم القيم الإسلامية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" . وتتجلى قيمة الأخلاق في كونها أهم الأسس في بناء الشخصية الإنسانية، حيث تُشكل الأخلاق سلوك الأفراد وتهذب من تعاملاتهم مع الآخرين.
ومن أهم القضايا التي تسهم الدولة حفظها الله في تنميتها وتعزيزها هي القضية الأخلاقية؛ فقد حرصت القيادة الرشيدة – حفظها الله - على تربية المجتمع على الأخلاق، ووضع المعايير والأطر الأخلاقية المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي بغرض تقيد والتزام المواطنين بها، وقد ارتكزت معظم موادها على السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة ، والنزاهة والالتزام بالأمانة ، والشفافية
كما أن من أهم القضايا البارزة في التعليم هي الأخلاق، لأنها المنبع الأساس لسلوك الموظف ، فهي مدرسة أخلاقية تسير وفق قواعد وآداب سلوكية،حيث عمدت القيادات في كافة المنظمات والجهات والمؤسسات على نشر ثقافة الأخلاق، وقد أصدرت الأدلة التشريعية والسياسية والتي تتعلق بأخلاقيات الوظيفة العامة والسلوك المهني ومدونات قواعد السلوك من أجل نشر ثقافة الأخلاق بين الجميع ، كما غرست القيادات التعليمية المبادئ الأخلاقية في فلسفة التعليم، والتي يتم من خلالها تدريس الأخلاقيات وتنمية التفكير الأخلاقي بين منسوبي التعليم والطلاب على حد سواء.
إن فلسفة التعليم مسؤولية مهنية ترتكز على القيادة بالقدوة، والقيادة بالأخلاق، وإن منسوبي التعليم بوصفهم قيادات أخلاقية بالدرجة الأولى يقومون بعدد من الأدوار؛ من أبرزها زرع الأخلاق في المنظومة التعليمية لأنهم يشكلون القدوة الحسنة للجميع ، ومن تلك القيم الجوهرية التي يحملونها الالتزام بمبادئ العدالة والمساواة، وتعزيز ثقافة الشفافية، والنزاهة في سلوكهم وتعاملاتهم واتخاذ القرارات الأخلاقية، تشجيع الاحترام والتنوع ، اتباع طرق الحوار الهادف البناء . يقول أهم فلاسفة التعليم في العصر الحديث (جون ديوي John Dewey) أن دور القائمين على التعليم هو "تنمية الحس الأخلاقي".
وفي ظل هذا الدور يقومون بضبط أنفسهم ويلتزمون بالأخلاق الحسنة (الضبط والتوجيه والالتزام الأخلاقي)، وتعويد الطلاب عليها ، ولا أعتقد أن هناك حاجة إلى أداء القسم، لتأدية الأمانة التعليمية؛ ولا إلى تدريس الأخلاق في المدارس من خلال مقررات دراسية معينة ؛ بل هي ممارسة تطبيقية من خلال القانون الأخلاقي الشخصي وامتلاك حس المسؤولية الأخلاقية ، والالتزام بالفكر الأخلاقي في توجيه الذات، كما ويعول على كل أسرة تربية وتنشئة أبنائها بغرس القيم والأخلاق الحميدة وبنائها من الصغر، لأن البيت هو المدرسة الأولى للطفل، والموجه لتفكيره وسلوكه في حياته، والساعي لتقويمها في حال انحرافها لا قدر الله.
د.أروى علي أخضر
دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية