ذائقتك مسؤولة عن انتقائك لكل شيء بدءًا من ملابسك مرورًا بأصدقائك ولعبة طفلك وحتى وانتهاءً بأسلوب حياتك ذائقتك يتوقف عليها رقيك وأيضًا نظرة الآخرين لك ومدى ثقتك بنفسك إذ أن هذا يتوقف على قدرتك على التمييز دون الرضوخ لرأي أحد آخر أو التبعية له حين تبرع في اختيار أصدقائك كما تبرع في انتقاء ثيابك فأنت تختار الراحة النفسية، وحين تجيد انتقاء مفرداتك فأنت تصنع لنفسك كاريزما خاصة وقبول من الآخرين .
هناك من يسمح للآخر بالتسلل إلى ذائقته ويفرض عليه مايجب عليه أن يتعايش معه وهنا يجب أن تكون قويًا وترفض تدخل أيا كان في اختياراتك وتكتفي بما تميل له نفسك وتنتقيه ذاتك .
فالانتقاء فن وقدرة على الاستقلالية والقدرة على إتخاذ القرارات، وهو نتيجة لما تقتنع أنت به دون تدخل من أحد وهذا لا يتنافى مع الحاجة للإستشارة حين تتعدد الخيارات في أمور لا بد أن تتشارك فيها مع أحد ما.
الإنتقاء لايمكن أن يكون في كل شيء انتقاء مطلقا إذ لايمكنك أن تنتقي محيطك الذي تعيش فيه كالأسرة أو المجتمع مثلا لكنك تستطيع أحداث التغيير فيه بما تمارسه من سلوكيات تستند على قيم رائعة.
أما ما يتحكم في قدرتك على الانتقاء فهي خلفيتك الثقافية وقدرتك على التغيير وقناعتك بما تقوم به وثوابتك التي تؤمن بها إذ حين تمتلك كل هذه المقومات فانت بلا شك تستطيع انتقاء كتابك الذي تقرأه وقصيدتك التي تتذوقها وصديقك الذي تثق به وحتى ملبسك الذي ترتاح فيه، ولكن يجب ألا تغفل عن أن نتائج انتقائك هي محصلة نهائية لاختيارك وعليك تحمل مسؤولية ذلك، ووجب عليك الرضا والتسليم بهذه النتائج أو العودة من جديد لمحاولة انتقاء الأفضل.
كتبه/ أ. جواهر الخثلان