حماية البيئة بالدرجة الأولى هي مسؤولية المواطن. وقد تعرضت أودية طريب وشعابه كغيرها إلى تصحر شديد خلال الثلاثين عاماً الأخيرة تقريباً بسبب تصرفات الإنسان وخاصة بعض العابثين الذين أستخدموا المناشير الحديثة للإحتطاب فكانت نتيجة ذلك التصحر وتدمير الحياة الفطرية. لكن هذا من الماضي، وبفضل الله ثم بجهود الدولة ومؤسساتها المختصة لا يمكن للعابثين بعد اليوم الإعتداء على البيئة في عموم مناطق المملكة.
صحيح أن محدودية الأمطار ساهمت في التصحر وفناء جزء كبير من الغطاء النباتي لكن كانت يد الإنسان هي العامل التدميري الأخطر.
ومن المبشر أن هذا الغطاء النباتي المتنوع بدأ اليوم يعود لطبيعته السابقة في ظل نزول كميات الأمطار خلال الأعوام الأخيرة وتطبيق الإجراءات الصارمة للأمن البيئي. ومع ذلك فإن العامل الأهم هو وعي المواطن وحمايته الذاتية لبيئته.
وللإنصاف فإن سكان طريب عبر التاريخ يوجد في أعرافهم القبلية بنود تحمي الشجرة الخضراء وتحرم قطعها وتلاحق قاطعها إلى مكان سكنه ليتم تغريمه مادياً والتشهير به قبلياً، وهذا مايجب تفعيله ذاتياً من كل مواطن بالتعاون مع أنظمة وقوانين وعقوبات حماية البيئة.
طريب كان مشهوراً بأحراجه البرية المتنوعة دائمة الخضرة كالسدر والسلم والطلح وغيرها. والحقيقة أن من يغيب عام أو عامين ثم يعود إليه، يرى تحسناً في عودة الغطاء النباتي، ونمواً جديداً للأشجار الطبيعية في نفس مواقعها القديمة. لكن المشكلة أن هناك أعداء دائمين للشجرة في كل مكان حتى بمحيط مزارعهم ومنازلهم، وعليهم معرفة أن الأنظمة الرادعة لهم ولغيرهم بالمرصاد.
وأقترح ان تشكل المحافظة فريق تطوعي خاص لحماية البيئة.
وأخيراً يجب أن نفهم ونقتنع أن حماية البيئة وخاصة الشجرة بالمملكة مسؤولية وطنية يتحملها كل مواطن قبل المؤسسات الرسمية.
كتبه/ عبدالله غانم القحطاني
@Gen_Abdullah1