الخيبة شعور بالمرارة والخذلان، وفقدان الشغف والثقة، حين نعي أن كل مانعيشه يشبه السراب، ونكتشف متأخرين أن آمالنا وأحلامنا ذهبت أدراج الرياح، ونفيق بعد سُبات اختياري صنعناه بأنفسنا على صدمة مدمّرة وغير متوقعة لتأتي الخيبة عنوان لكثير من الإهمال! إهمال نفس، إهمال روح، إهمال حذر، إهمال انتقاء..
الخيبة لا تأتي كمشرط جراح لابد منه لاستئصال بؤرة الوجع، إذ إن خيباتنا وصدماتنا فيمن نحب، وفيما نحب، وبما نتوقع، تكشف لنا أستار توارى خلفها ثقة بعثرها من لا يستحق من أصحاب خبايا النوايا السوداء والمزيفة خُبئت بخبث خلف ابتسامات صفراء ووعود هلامية..
الخيبة صورها كثيرة وكلها مؤلمة، ولكن أن تأتي ممّن كنت تظنه السند يكون الألم أقسى والندم أشد، وتكون أشبه مايكون بالصدمة حين يأتي عكس المتوقع فيخيب الظن وتحضر الخيبة..
من صور الخيبات أن يتخلى عنك من كنت تراه سندك وملجأك في بؤس الأيام و سود لياليها..
خيبة أن تنصت لصوت قلبك حين يطلب منك إبقائهم فيه وهم يعتقدون أن الحياة بدونهم علقم! الحياة أجمل عندما تخلو من المنغصات..
خيبة أن تتسرع في إسقاط الأجمل من حساباتك ظنا منك أنه مخادع في موقف يسير تتجاوزه بشيء من الحكمة..
خيبة أن تخسر دائما وتستسلم لكسل عقلك الذي يقنعك أنه ليس بالضرورة أن تكسب! ولكن لا تخسر فالناجح لا يتوقف عند أول تعثر..
خيبة أن تكتشف متأخرا أن الطريق الذي تسلكه زُرع بالأشواك بيد من وثقت به..
خيبة أن تتلقى الصفعة من كف منافق يظهر لك عكس ما يبطن، وتدير له خدك الآخر لتتلقى الصفعة الثانية دون وعي..
خيبة حين يتسلل اليأس والقنوط إلى روحك وأنت تعلم أن حسن الظن بالله عقيدة..
خيبة وأساسات منزلك يتهاوى وأنت في مقعد المتفرجين دون حراك..
هناك الكثير من الخيبات التي يمكن أن نتجاوزها بتغليب الحكمة والفراسة، لا تنتظر أحدهم أن يتولى زمام أمورك، يفكر عنك! تمنحه عقلك ليقرر لك! فأنت الأولى بذلك والمسؤول عن تحمل نتائج خيبات كان بالامكان تفاديها.
كتبه/ أ. جواهر محمد الخثلان