المقال السابق بهذه الصحيفة كان بعنوان"الغطاء النباتي يعود لطريب"، وهو يبشر من خلال الصور بأن الأرض يتغير مظهرها النباتي بشكل ملحوظ في عموم المحافظة وخاصة شعاب وادي طريب، وهذا في الواقع يحتاج لمراقبة المواطن وتعاونه المباشر مع حماية البيئة.
في السابق كنّا نلقي باللوم كاملاً على المؤسسات الحكومية وربما هناك مايبرر ذلك، لكن نتناسى دورنا كمواطنين الذي هو حجر الأساس. وبصراحة يجب أن ننسى الكثير من عثرات الماضي التي كنّا نحن السكان سبب الكثير منها، وعلينا أن نتكيف اليوم بما يتناسب مع مستوى التحول الكبير الذي بدأ بتطوير مؤسسات الدولة وسن الأنظمة والقوانين التي هدفها جودة الحياة للمواطن وعائلته.
نعم.. المواطن ثم المواطن هو القادر على تطوير مكانه وهو بوعيه وفهمه يستطيع أن يستخدم الأنظمة والقوانين والتشريعات والموظفين والمؤسسات والعقوبات لخدمة قريته أو محافظته أو مركزه، وبعد الله تعالى سيكون سنده الأول في ذلك هو سمو أمير المنطقة، لكن بشرط أن يفهم المواطن الأنظمة ويقرأها جيداً، ويعرف حقوقه فيها والواجبات التي عليه القيام بها. لم يعد هناك عشوائية أو غموض في الأنظمة خاصة فيما يخص التطوير والتنمية وحفظ حقوق الناس والبيئة ومحاربة الفساد، ولا شك أن تدمير الغطاء النباتي وقطع الأشجار جزء من الإفساد.
أما المتغير المفرح، فهو بداية فتح محلات لبيع المشاتل الزراعية بطريب، وهذا يعتبر برأيي تحول كبير في وعي المواطن وذوقه العام ونظرته الإيجابية تجاه بيئته ومحيط منزله. وبكل حيادية طريب مكان جميل ومميز بطبيعته ومظاهر سطحه وموقعه الجغرافي، وأتمنى على كل ساكن به أن يُجمل مقدمة منزله المطل على الشارع بالشجيرات الزاهية التي تتكيف مع المكان وقليلة إستهلاك المياه. وأقترح على كل منزل بطريب زراعة شجرتين جهنمية (وإسمها العلمي Bougainvillea). على الأقل، فهي جميلة المظهر وتنمو بشكل جيد وتتمدد بحسب الرغبة وتناسب بيئة طريب، ويمكن إستخدامها متشابكة كظل دائم للسيارات والناس.
المواطن الكريم هو الذي يصنع جمال الحياة، فليكن طريب أخضراً ووردياً أمام العيون.