تضيق بنا الحياة، تعطينا وتأخذ منا بلا
رحمة ولا شفقة تسلب من نحب وتوجع من نشقى لوجعة..
هي الحياة ومن يئمنها..!!
فيها نسير لانعرف من منَّا التالي..؟ ماذا سيكون وعلى ماذا يكون..!
لاتطيب لأحد.. لا لكبير أو صغير ولا غني ولا فقير ..
ليس للأحوال ثبات !! متغيرة متقلبة
فمن منا ثَبُتَ حاله ..!!
لذا عزيزي من يعيش على كوكب البشر ، أنت منا ولست مخلوق مغاير عنا، عابر للقارات أو خارقٌ للقدرات ..
أنت منا وعلينا، سيجري عليك ماجرى لغيرك، ستحتاج لبضع نفثات ربما تأثيرها الروحي اكثر بكثير من الكيميائي، بل ربما دخل في جوفهِ وجَسدهِ من ظن أنه سيجد الشفاء من تلك النفثة كل جراثيم الكرةِ الأرضية..!!!
ولكنه المرض والضعف هو من أجبرة على ذلك، الغارق سيمسك حتماً بقشة !!
فلا تعجب ياصديقي الإنسان ربما تدور الدائرة عليك ويُنْفثُ لك بدل أن تنْفُثَ لغيرك..
الدوائر تدور، وما نقدمه لغيرنا في أوقات قوتنا، قد نحتاج إليه في لحظات ضُعفنا، لذلك لنتعامل مع الآخرين بلطف وتعاطف، لأننا جميعاً عرضة لنفس التقلبات والاختبارات التي تقدمها لنا الحياة.
الإنسان، بغض النظر عن قوتِهِ أو مكانته، يمر بلحظات ضعف ونهزام وقلة حيلة..! من منا يستطيع أن يهزم الموت! أو يبعد المرض ! أو يقتل الفقر..!
قدتكون القوة والسند لغيرك اليوم، وقد تجد نفسك بحاجة إلى نفس السند في الغد، فهي الحياة طبْعُهَا وطابِعُها..
ربما نظرة تشفي العليل، لمسة تمنح القوة لكليل، وربما نفثه(….)!!
من أجمل أبيات الإمام الشافعي:
الناسُ للناسِ مادامَ الوفاءُ بهم
والعسرُ واليسرُ أوقاتٌ وساعاتُ
وأكرمُ الناسِ ما بينَ الورى رجلٌ
تُقضى على يدهِ للناسِ حاجاتُ
لا تقطعنَّ يدَ المعروفِ عن أحدٍ
ما دمتَ تقدرُ والأيـامُ تاراتُ
قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ فضائلهمْ
وعاشَ قومٌ وهمْ في الناسِ أمواتُ
بقلم/ حصــــة الزهراني
ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي- وزارة التعليم
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
نجلاء ..
03/09/2024 في 8:48 م[3] رابط التعليق
سلمت الانامل ..كلام في الصميم
(0)
(0)
اعرابي حكيم
03/09/2024 في 9:23 م[3] رابط التعليق
ابداع منقطع النظير من جمهورك ومعجب بإطروحاتك
(0)
(0)
حصة الزيادي
04/09/2024 في 8:16 ص[3] رابط التعليق
حقيقي شخصيات كم من الانانية عدم حب الاخر
فعلا الناس للناس 🤍
(0)
(0)
ابتسام الدخيل
04/09/2024 في 9:53 ص[3] رابط التعليق
مبدعة كما عهدناك سلمت اناملك .
(0)
(1)