ولا غيرك ايها السحر تجتمع فيه الفضائل ولا سواك تجد فيه النفوس المطمئنة مبتغاها فأنت لحظات من الصفاء وفيك اسرار كونية لا يعلمها الا الخالق...

في السحر كانت العرب تستنهض الهمم فتنطلق القوافل في كل اتجاه ، وكانوا الفلاحين خلف سوانيهم لجذب المياه من عمق الابار في نشاط لا مثيل له وما أن يحل اذان الفجر إلا وقد انتهوا من سقاية مزروعاتهم ، وقد سمعنا من أهلنا بطريب وغيره كيف كانوا هم والسحر صنوان في العمل والعبادة والسفر وحتى في إيقاد النار وحمص (حمس) القهوة وصناعتها الى درجة ان التوقيت كان مقروناً بالسحر فيقول احدهم مقدار دلة أو دلتين قبل صلاة الفجر ويقصد السحر...
الصوت في السحر سريع الانتقال ، والذهن في أحسن حالاته ، العمل فيه يتم إنجازه أكثر وأهون ، والمسير فيه اسرع سواء بالقدم أو بالمواصلات الحديثة بما فيها الطائرات ! والطيران وقت السَّحر يُبهرك وأنت ترى جزء من الكون في كل الاتجاهات ويزداد المشهد جلالاً وإبهاراً حينما يتجلى القمر بدرا مضيء وكل ذلك يزيد الموحدين إيماناً وتذللاً للكبير المتعال...

الجيوش تتحرك غالباً في السَّحر فتحقق المفاجأة ، ويحمد مصابيح السرى كل ساري كما قال الشاعر...، والطيور يبدأ نشاطها منذ السَّحر وتتحرك قوافلها عبر تشكيلات مذهلة في شدة دقتها فلا تمتلك وأنت تشاهدها إلا الرهبة والخشوع لله البديع وكم رأينا سابقاً تلك القوافل بالآلاف في تناسق عجيب وهي تنتقل بين واحآت طريب الخضراء قبل ان ينشق النور... وما أجمل سويعات السحر في طريب دون غيره ...
عبر السَّحر نتفكر في تاثير وسائل الإتصالات المذهلة في هذا العصر وكم سببت لنا من الشقاء بقدر ما وفرته من الخير...
ايتها الأقمار الإصطناعية في مداراتها الناقلة للإتصالات والتواصل بتقنية هائلة رفقاً بنا فهل أتاك نبأ نقل الخبر بالصوت والصورة لمعركة مؤتة مباشرة عبر السموات الى المدينة المنورة والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يذيع اسماء الشهداء من قادتها ومن يتولى القيادة بالتسلسل وبالإسم؟ ... وهل أتاك حديث يااااسارية الجبل ؟...

في السحر فقط لا في غيره إن أحسنَّا التفكير وهيأنا المكان قد تتضح لنا صورة ما حدث سابقاً وما يحدث حالياً وماذا تعني الحياة ... فلنجرب احاديث السَّحر فلربما نرى الحقيقة كما هي فننجو من أمراض النفس ونقوي ثقتنا بأن الله لا غيره أكرمنا بالوجود والعقل ونعمة توحيده سبحانه رغم أننا مخلوقات متناهية الضعف ضمن أكوان عظيمة لا نعلم اغلبها.

حديث السَّحر يأخذنا الى أن ندعوا لرجال الأمن والقوات العسكرية الشجعان دوماً ولا ننساهم من دعاء السحر فقد نذروا حياتهم لله ثم لحماية البلاد وحفظها من المعتدين...

عرفان وامتنان : شكراً جزيلاً لصحيفة طريب ولكل من علق واتصل وتواصل مهنئاً وماذا بوسعي أن اقول غير جزاهم الله خير الجزاء ويشهد الله انني لم اسعى الى الاعلام للفت الإنتباه بأي شكل والحقيقة يعرفها مسؤول الصحيفة ، فالمناسبة عادية كغيرها وفي نظري انها لا توازي أهمية قطرات دم قليلة نزفت من أصبع قدم جندي شريف وهو يحرس حدود بلادنا المقدسة.
عيدكم مبارك.