لم يجتمع الناس على بغض نظام أو منظمة أو جماعة كما اجتمعوا على بغض الأعمال والتصرفات التي تقوم بها "داعش"، فاجتمع العالم ضدها، ليس بالإنكار والشجب فحسب، بل بقتالهم والإصرار على اجتثاثهم، فتنادوا من كل حدب وصوب، يمطرونهم بوابل من النيران، ويقعدون لهم كل مرصد، بل تصالح الأعداء مع بعضهم، وأجلوا خلافاتهم، ليتحدوا صفاً واحداً لقتال أولئك القساة، كما حصل في مدينة عين العرب (كوباني)، فما هو سرّ ذلك البغض المجمع عليه؟
إن السر يكمن في سوء استخدامهم للإعلام، فصوروا أنفسهم أنهم مصدر الرعب حيثما وُجدوا، وتعمدوا أن تنقل وسائل الإعلام صورهم وهم شُعثٌ، غبرٌ، يلبسون أخشن الملابس، قد بدت البغضاء في وجوههم، كأنما بعثوا من الأجداث على غفلة من الزمن، فأعجبهم ما يرونه من فزعٍ في قلوب الناس، وتلبسهم الإعجاب، والكبر؛ لأن الناس ينفرون منهم حين يرونهم كأنهم حمرٌ مستنفره، فيزداد خيلاؤهم، ويستصغرون الناس ويحتقرونهم، ثم يقدمون على بعض الأفعال المشينة والمقززة، كنحر المخالفين لهم أمام عدسات المصورين، وادعاء إقامة الحدود، كالجلد والقطع والرجم، وهي أفعال يظنون أنهم يأسرون بها قلوب الشباب الملتزم، وما علموا أنهم قد جنوا على أنفسهم بادعائهم القيام بحدود الله، فلا ولاية لهم على الناس حتى يقيموا فيهم شرع الله وحدوده، بل هم فئة باغية؛ إذ لا محاكم لديهم يضمن المتهم فيها حق الدفاع عن نفسه، ولا جهات ضبط موثوقة، بل بإمكان أي شخص ينتمي لداعش أن يهدر دم من يخالفه، دون أن يردعه حاكم، أو نظام، وقد ظهرت مقاطع فيديو مؤلمة لامرأة تم رجمها، وكذلك لرجل فعل به كذلك، ولا يوجد ما يشير إلى أنهما خضعا لمحاكمة عادلة، بل وقف رجل يرتجل كلمة من وحي الموقف، ويأمر بتنفيذ حد الرجم.
بمثل هذه المواقف العابثة بأرواح الناس جنت "داعش" على نفسها كما جنت "براقش".
ولقد سبقها في بعض أفعالها حكومة طالبان، التي تجاهلت حقوق الإنسان التي أوجبها الإسلام والشرائع السماوية كلها، فسلط الله عليهم من لا يخافه فيهم ولا يرحمهم، فجعلهم شيعاً يضرب بعضهم رقاب بعض، وفرقهم بين الأودية والشعاب، لا يجدون ملجأ يأمنون فيه، وها هي الصورة تتكرر مع داعش، وبشكل أكثر ضراوة.
نحن نعلم أن ما قامت به إسرائيل من جرائم ضد الإنسانية، كقتل الأطفال ودفنهم تحت العمائر المقصوفة وقتل النساء والأطفال والشيوخ، يفوق ما تقوم به داعش، لكن الخبث الصهيوني في استخدام الإعلام جعل بعض الدول تتعاطف معها على أنها الضحية وليست الجلاد، رغم ما فعلته في صبرا وشاتيلا وقانا وجنين وغزة أخيراً، وقبل هذا كله اغتصاب فلسطين والمسجد الأقصى.. لكنهم لم يتباهوا بما فعلوه من جرائم كما فعلت داعش، رغم أنهم أكثر إجراماً وفساداً في الأرض.
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
27/10/2014 في 11:49 ص[3] رابط التعليق
الغريب استسمائهم بـ الاسلام ويسمون انفسهم مجاهدين !!! لماذا لم يجاهدون بشار ونصر الله ويحرروا القدس والجولان غربا او ان يعيدوا ملالي قم لجادة الدين الصحيح بالشرق لكنهم اصروا على العدوان والقهر لاهالي ونساء “عين العرب” السنة المسلمين اللذين اضدهدهم بشار وحرمهم ابسط حقوقهم كـ الجنسية السورية ولباشا العثماني الذي اغلق عليهم الابواب حتى لا ينقذوهم اخوانهم الاكراد الاتراك!!؟؟
لذلك سلط الله واعان نساء “عين العرب” في قتال ابطال الظلام وحوش هذا العصر ومرغن انوف الدواعش فب تراب “عين العرب” . لم يعد من 70 حورية بعد ان يقتل من قبل حورية كردية لله درهن من نساء احتمين شرفهن ودافعن عن اطفالهن وبيوتهن واهانوا الدواعش وقتلوهم شر قتلة..
راحت شواربهم تحت اقدام الكوبانيات والبشمركيات على الارض ومن السماء منصوريات , حالهم بائس في مجابهة النساء ..
تحياتي
(0)
(0)