المبادئ يُفترض أن لا تتغير ولا تنقلب رغم ما يواجه الانسان من ظروف وصدمات ما بين الظلم والعدل. الحرية والاستعباد. العنف والرحمة. السعادة والحرمان. الغنى والفقر. النجاح والتعثر... تصور كيف تنمو طموحات وآمال يتيم على مقاعد الدراسة وهو يكابد و يعاني من الضيق والحاجة لأبسط ما يمتلكه اقرانه الآخرين حتى ملابسه ، يقاسي برد الشتاء وأمراضه بلا دواء ، يرى الابتسامة على محيا الآخرين ثم لا يجد سبباً مفرحاً يجعله يبتسم مثلهم ، عيناه تتابع كل لحظة سعادة وفرح من حوله فلا يجد لذلك أي معنى سوى انه محروم وكل ما يمتلكه هو الرجاء والأمل بغد أفضل .. الأمل سلاحه الوحيد لمجاهدة العناء والتعاسة فيكابد ويتجرع الصبر مكرهاً وتنمو معه معاناته فيزداد قوة وعزيمة ...
والحرمان حالة قهرية لا علاج لها الا العمل مقروناً بالأمل بالله وما ادراك ما الأمل ؟ .. الأمل شعور يمتلكه الواثقون بأن الله يعلم آمالك دون ان تجهر بها وأنه القادر على تحقيقها لا سواه ، وكلما تيقن قلبك ووجدانك بفرج الله وجدت بين جوانحك عملاقاً يزداد قوة وصلابة ... إنه الأمل الذي يجعلك صامداً لا تنحني للعاصفة رغم شراسة الحياة والمحيطين بك ! ..
وماالذي غير الأمل يجعل ذلك الرجل المُساق إلى مكان الإعدام يتحاشى أن تدوس قدماه في الوحل وهو على بعد بضعة أمتار من المشنقة، وماذا يهمه وهو السائر إلى الحبل إن تلطّخت حذاؤه بالوحل أم لا ؟ إنه الأمل بلحظة الفرج فلم يفقد الأمل حتى وهو يضع قدمه الأخرى في الموت ويستقبل عقدة الشنق حول عنقه أو يُحس بأصابع الطبيب وهو يرسم قلبه من الخلف.. غابت عنه كل الصور عدا صورة واحدة متبقية تحمل كلمة واحدة هي الأمل .. ويزداد الأمر عظمة وجلالاً إذا كان الأمل فقط بمن لا يعجزه شيء ... مشاكلنا أقل من ذلك بكثير وسننتصر عليها بسلاح الأمل . ارجو أن يكون الأمل بالله درجة عالية من الإيمان.
هناك من أقسم على الله بطلب ما فأبر قسمه وأعطاه سؤله !! تصور أن تُقسم على الله بأن يمنحك شيء تطلبه إياه فيستجيب لك ويبر قسمك عليه ويعطيك !! الله يطيعك وأنت تقسم عليه وهو مولاك وخالقك وأنت عبده الضعيف !!؟ .. فكيف لو تأملت به صادقاُ مؤمناً وأنت صامتاً تناجيه بقلبك لا بلسانك جازماً انه تعالى يعلم ما يخفيه صدرك ويدور في نفسك؟؟ . وهل بغير الأمل برحمته تعالى تُرجى الجنة .
الأمل عالم بلا حدود لمن تأمل وعمل.
إبتسم وعش بأمل وأعمل بجهد لتحاصر اليأس وتهزمه ..(ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل).
التعليقات 2
2 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
24/12/2014 في 10:04 ص[3] رابط التعليق
يا طيبك يا بو منصور
مقالك هذا وما سبقه “العيدية” بينت لنا طيبة نفسك واحساسك بمن حولك
صحصيح ان الانسان خلقه الله في كبد لكنه دله على الصبر والاخذ بالاسباب ..
استسمح جنابك بكتابة القصيدة كاملة لما بها من حكم عدى بيتين اثنين
اتحفظ عليهما…
حب السلامة يثني همّ صاحبه……………..عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً……………في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزلِ
ودع غمار العلا للمقدمين علي………………ركوبها واقتنع منهن بالبللِ
رضا الذليل بخفض العيش يخفضه…………….والعزّ تحت رسيم الاينق الذللِ
فادرأ بها في نحور البيد حافلة…………….معارضات مثاني اللجم بالجدلِ
إنّ العلا حدّثتني وهي صادقة………………….فيما تحدّث أن العزّ في النقلِ
لو أنّ في شرف المأوي بلوغ مني…………..لم تبرح الشمس يوماً دارة الحملِ
أهبت بالحظّ لو ناديت مستمعاً…………………والحظّ عني بالجهّال في شغلِ
لعلّه إن بدا فضلي ونقصهم……………………لعينه نام عنهم أو تنبّه لي
أعلّل النفس بالآمال أرقبها…………………ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
لم أرتضِ العيش والأيّام مقبلة…………………فكيف أرضي وقد ولّت علي عجلِ
غالي بنفسي عرفاني بقيمتها………………..فصنتها عن رخيص القدر مبتذلِ
وعادة النصل أن يزهي بجوهره………………….وليس يعمل إلا في يدي بطلِ
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني………………حتي أري دولة الأوغاد والسفلِ
تقدّمتني أناس كان شوطهم……………………وراء خطوي إذ أمشي علي مهلِ
هذا جزاء امريء أقرانه درجوا…………………من قبله فتمني فسحة الأجلِ
وإن علاني من دوني فلا عجب……………….لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحلِ
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر………….في حادث الدهر ما يغني عن الحيلِ
أعدي عدوك أدني من وثقت به……,,,,,,…..فحاذر الناس واصحبهم علي دخلِ
وإنما رجل الدنيا وواحدها………………من لا يعوّل في الدنيا علي رجلِ
وحسن ظنّك بالأيام معجزة…………………….فظنّ شراً وكن منها علي وجلِ
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت……….مسافة الخلف بين القول والعملِ
وشان صدقك عند الناس كذبهم………………….وهل يطابق معوج بمعتدلِ
إن كان ينجع شيء في ثباتهم…………..علي العهود فسبق السيف للعذلِ
يا واردا سؤر عيش كلّه كدر………………..أنفقت صفوك في أيامك الأولِ
فيم اعتراضك لجّ البحر تركبه…………………..وأنت يكفيك منه مصّة الوشلِ
ملك القناعة لا يخشي عليه ولا……………..يحتاج فيه إلي الأنصار والخولِ
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها……………………فهل سمعت بظل غير منتقلِ
ويا خبيراً علي الأسرار مطّلعاً…………….اصمت ففي الصمت منجاة من الزللِ
قد رشحوك لأمر لو فطنت له………………..فاربأ بنفسك أن ترعي مع الهملِ
تحياتي
(0)
(0)
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
24/12/2014 في 10:35 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل استاذ عبدالله ولو كل منا تدبر كلام الله اولا ثم بعد ذلك قصص ما رويت عن بعض ما جرى لاشخاص تدفعهم همه الامل والانتظار فيم عند الله من الوعود
فكل شخص في هذه الحياه مسير والامل يحداه
اعيد واكرر الشكر للمقال ولصحيفه طريب المرآه لاهالي طريب
(0)
(0)