الإنسان بطبعه اجتماعي ، ويتطلع الى أن يكون محبوبا من الجميع ولكن هل يمكنه تحقيق ذلك تلقائياً وبلا مقابل ؟ بالطبع لا .. فالحياة أخذ وعطاء ولا بد من انتهاج اساليب تفاعلية مع الآخرين الذين يشكلون الدوائر الانسانية المحيطة بكل منا.
وقديماً رأينا في قرى المملكة ومنها طريب كيف كان الناس يتفاعلون مع بعضهم البعض وكيف كانوا بسطاء في نسج علاقات اجتماعية جيدة بينهم طابعها المودة والمحبة والمصالح المشتركة وهذا بشكل عام . ولكن ان تكون محبوباً ومقبولاً من الآخرين فهذه درجة عالية من سمو المكانة يهبها الله عز وجل لمن يشاء ، مع ان لها اسباب رئيسية لا بد من الاخذ بها على مبدأ أن ذلك كله أصل في ديننا واخلاقنا العربية ومنها:
عدم مفارقة الابتسامة:
وهل هناك اصدق من رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي بين لنا أن تلك الابتسامة البسيطة هي صدقة على الآخرين. وكم هو محزن أن ترى شخص لا يكاد يقابل الناس حتى يقطب جبينه وحاجبيه ،والمصيبة أعظم حينما يكون شيخاً طاعناً في السن ولم يتخلى عن ترسبات الماضي! فماذا بقي؟.
الاهتمام بالأخرين:
والاهتمام الصادق بالناس المحيطين بك يشعرهم بمكانتهم وأهميتهم لديك وتقديرك لإنسانيتهم ، وبهذا الاهتمام أنت في الواقع تحصل على مكانة عالية في قلوبهم. كان صلى الله عليه وسلم قريباً من كل الناس وفي مقدمتهم الضعفاء بل كان مهتماً بكل نفس بشرية من بعده لينقذها (حتى الكافرة) فكان المقابل هذه المحبة الأبدية له صلى الله عليه وسلم؟.
تذكر محاسن الناس قدر الإمكان:
وخاصة أولئك الذين لهم فضل عليك ولهم مواقف طيبة تجاهك ، وحاول أن تعرف اسماء ومآثر من لك بهم علاقة وإن كانت لفترة عابرة ، ولا شك أن تذكر الناس بأسمائهم وإطرأ مواقفهم يرسل لهم رسائل رائعة تؤكد لهم أنهم لا يزالون محل تقديرك واهتمامك. وإني شخصياً لأعتذر لكل زملائي واخوتي واصدقائي الذين أضعت شيئاً من ذكرياتهم وربما اسماءهم بفعل تباعد المسافات وطول الغياب وتواضع الذاكرة.
إمنح الناس فرصة التحدث عن انفسهم:
فلا تقاطعهم ولا تحاول التقليل من شأنهم وأظهر اعجابك بما يقولون وشجعهم على ان يتحدثون المزيد فيما يرغبون فيه فالإنسان يتوق دوماً الى ابراز مجهوداته طمعاً في تقدير واحترام الاخرين وهذا محمود اذا كان نقياً . ولم نقرأ أن رسولنا صلى الله عليه وسلم تجاهل متحدثاً اليه حتى وإن كان فاجرا.
كل ما سبق مجرد اسباب ولكن الركيزة الأساس هي أن تخاطب قلبك عبر رسالة فتسأله كم شخص يكرهه هذا القلب ويحقد عليه ويحسده ؟ فإن وجدت شيئاً من ذلك مع الأقارب وهم الدائرة المحيطة بك وهم محل الاختبار الحقيقي – إن وجدت شيئاً - فضع نقطة على السطر (.) ثم ضع القلم وقل الى متى ياقلب وأنت تضخ دماً كهذا الى سائر الجسد؟. والى متى يا قلب ستبقى تشتغل بحسد أو كراهية الناس وماذا تتوقع منهم بعد ذلك؟!! .
حب الخير للناس وحسن الظن بهم يحددان محبة الناس وقبولهم لنا ، وما عند الله خير وابقى.