كانت الأشجار بطريب تغطي مساحات واسعة جدا من الارض حتى انك لترى الأشجار البرية تعيش وتنمو بالقرب من اشجار التين والنخيل ولا يعتدي عليها احد. وبأعلى طريب القديم كانت الأحراج الكثيفة تغطي الأرض ،خاصة أشجار الطلح والمتسلقات الأخرى الفريدة (اهلكها الأنسان) وهذا المكان تحديدا يقع فيما بين قرية الحرجة الحالية الى ما دون حيود لرشي -لمن يعرفها- ثم تمتد شرقا لتشمل الغبيبة ،حيث كان بإمكانك ان تسير هناك طويلا دون ان تراك الأعين الا بصعوبة بين تلك الاشجار! أما اذا كنت جالساً فلا مجال لرؤيتك الا بالمصادفة وهذا عايشناه وليس من اخبار السابقين. ونستنتج من مسمى قرية الحرجة انها مأخوذة من اصل كلمة (أحراج) وهي الأشجار الكثيفة المترابطة ، وتقول بعض الروايات ان شجيرات العنب كانت تنمو طبيعيا بتلك المواقع المقفرة حاليا شرق بئر المحدثة التاريخية فتتجمع حولها الأبل لحموضة اوراقها وقد سمعت ذلك من أحدى المعمرات بالقرية رحمها الله. وعلى طرف هذه القرية من الجنوب يوجد عرقين صغيرين (جبلين او تللين اسمهما عرق الضباء الصغير والكبير) وهي المجاورة لأملاك الجيران الأكارم ال بسام (الخربه)، وقد سألت عن اصل تسميتهما فقيل لي إن الأخبار تواترت بأن الضباء كانت قديما تتجمع بأعلى هاذين التللين ثم تتفرق بين الاشجار وفي الجبال القريبة! وهذا قول مقبول ومحتمل. وبالعودة لتخريب وتجريف الغطاء النباتي بطريب ،فمن الغريب جدا أنه كان من ضمن الأنظمة المتعارف عليها (قبلياً) سابقا بطريب وغيره بالشرق معاقبة كل من يقطع شجرة واحدة فقط وهي خضراء! حيث يتم تغريمه ماديا (تسمى العُربه) والتشهير به على رؤوس الاشهاد بعد أن يولم لهم بشاه مرغما بمنزله! . ولدى كبار السن من اباءنا الحاليين عشرات الوقائع بهذا الشيء وحتى اسماء الاشخاص الذين تم تغريمهم! فما الذي حدث بعد ذلك ؟ ولماذا ترك هذا الأمر المحمود تحديدا؟!. لماذا يتم الاستمرار في قطع الأشجار وتدمير البيئة دون حاجة لذلك؟. لقد تجولت (من خلال قوقل) بنفس المكان الذي اعرفه جيدا فلم ارى الا بقايا قليلة لتلك الغابات القريبة من مساكننا والتي كانت مرتعا لكل الاحياء الجميلة ومكانا مفضلا للخروج بعد نزول الامطار ومقصدا للمعلمين السابقين (من العرب) ومعهم بنادق الساكتون الهوائية ليصطادون مئات الطيور على اغصان تلك الاشجار وقد رأيناهم بأعيننا((أحدهم المعلم جمعة (فلسطيني)) وهو استاذ الجيل الأول بطريب من الأعمام الكبار). ارجو ان تعتني الجهات المسؤولة بالحفاظ على ما تبقى من اشجار الطلح المتبقية حتى وإن كانت ضمن الممتلكات العسكرية فهي بالنهاية للمواطن وسيتم يوما الاستغناء عنها لمصلحة الوادي. حتى سفوح وقمم بعض الجبال تم العبث بها!. تقبل الله صيامكم والقيام.
اللواء طيار ركن (م) عبدالله غانم القحطاني
(حديث السحر) أماكن تم تخريبها بطريب
02/07/2016 5:46 ص
4
45976
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6282418.htm
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد الجـــــــابري
02/07/2016 في 8:52 ص[3] رابط التعليق
ما تبقى من اشجار وخاصة الطلح في شعاب وسفوح ام القصص واعالي الحرجة ستلحق بركب التجريف العبثي مالم تحتميه الجهات المعنيه,,الغابات في جنوب شرق اسيا وامريكا اللاتنيه تم اعادة زراعة تلك الاشجار مرة اخرى بعد ان عبث بها الانسان.. وطلحنا البائد بجلاميده اللذيذه صديق للبيئة وقنوع جدا ..فهذه الشجرة لا تستهلك مياها كثيره ويمكن للمعنيين اعادة استنباتها من جديد ولربما عادت معه اشجار العنب تلقائيا باذنه تعالى وتحول سوق الاثنين الى مركز لتسويق “الزبيب” من زبيبة ونواحيها …رحم الله الاولين وبارك لنا في ابناؤهم للحفاظ على الماروث الطبيعي …تحياتي
(0)
(0)
عبدالله بن سعيد القحطاني
06/07/2016 في 1:40 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبه صحيح ان المناظر الطبعيه شي لايوصف من السعادة والراحه والاستجمام ولكن الانسان افسدها بعوامل التعريه ولقد اختفت هذي الاشجار الجميلة فلم يعد هناك مكان يستمتع فيه الناس والسبب من اقتلع هذه الأشجار وزالتها بشكل كبير. وصبح التمدد العمراني هو من ضمن الأسباب. شكرًا لك أباً منصور تقبل الله صيامكم وقيامكم.
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
08/07/2016 في 10:17 م[3] رابط التعليق
hHKzYKEJjyU
هدية لابو منصور امل ان تعزيه فيما فات
ابو فيصل
(0)
(0)
عائض فهد آل كدم
26/05/2017 في 4:09 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك فيما قلت والحقيقة يتأسف الشخص عندما يتذكر ماكان يراه سابقاً في بعض الاماكن من الخضره والاشجار المعمره ثم تزال ببعض الافات من البشر حتى صار عدو لدود لكل ماخلق الله من الشجر والحجر . اما ترى بعض الجبال المعروف بطريب شيلت قممها ليبني عليها بيته ويقول ابي اشم هوا ومصدر الطاقه التي هي الاشجار قد ابادها. الله المستعان
(0)
(0)