اتصل بي صاحبي يوم الإثنين الثاني والعشرين من رمضان يدعوني لتناول الإفطار وبعد أن غادر الضيوف أخبرني بالفاجعة !
فاجعة هزت قواي ولم أستطع النوم من هول ماسمعت، وهو أن ابنه الأكبر والذي لم يتجاوز ١٢سنة أتاه يبكي والسبب داعش !!
نعم داعش وتهديدهم لذلك الطفل من خلال لعبة مباشرة ( On-line )تم إضافت الطفل فيها مع مجموعة لاعبين لتأتي الحلقة التي تليها وهي محاورته من خلال ( المايك ) وتهديدهم له بقتل والديه !!
حاولت تهدئة الطفل أولاً، وبدأت أحاور الأب معلقاً السبب الرئيس في ذلك هو إهمال الوالدين، وعدم متابعة الطفل منذ البداية، والسبب الثاني هو توفير الإنترنت المفتوح على مدار الساعة معول هدم لا يعلم خطورته إلا من تجرع مرارته.
هذا الطفل جداً هادىء الطباع وقليل الكلام والحركة وقليل الأصدقاء ولا يخرج من المنزل ومع ذلك تسلطوا عليه في عقر داره فما بالكم بغيره؟
الأعجب من ذلك كله، هو إني لم أسأل الطفل تلك الليلة عن هذه اللعبة إلا وأتفاجأ بأنه قد لعبها أو أقل أاحواله أنه يعرفها وأولهم ابني عبدالله الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره !!!
لا غرابه في قوم بدأوا الحلقة الأولى بقتل الأمريكان (تفجير العزيزية بالخُبر ) مستدلين بأدلة قتل الكفار تاركين أدلة تحريم قتل المعاهد والذمي !!
تدرجوا إلى أن وصلوا للحلقة الثانية وهي قتل العسكر المسلمين ( تفجير المرور والطوارئ ) وحجتهم أن هؤلاء العسكر يحمون الكفار فجاز بذلك قتلهم !!
شيئا فشيئاً حتى وصلوا للحلقة الأخيرة والتي خرجت معها مقاصدهم النتنة ونواياهم الخسيسة ليضربوا معاقل الإسلام فتركوا كل البقاع وتوجهوا لتفجير بيوت الله ليقتلوا بذلك المصلين الذين تَرَكُوا الدنيا ومشاغلها وتوجهوا يتعبدون الله ووجوههم تتقاطر من ماء الوضوء!!
فهم كما تسلسلوا في حلقات جرائمهم في التفجير تسلسلوا أيضاً لإقناع شبابنا بقتل أهليهم وذويهم، فبدأوا بالقريب ثم تبعه العم ليلحقه الخال ويتبعهم بعد ذلك الأخ وآخر حادثة قتلهم لمن حملتهم وهنًا على وهن أمهم فلا حول ولا قوة إلا بالله أي دين هذا!!؟؟
وأي عقل يُسَلّم ويؤمن بهذه الجرائم!؟
وأجمل ما يقال في ذلك كلام الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان حين قال في جهادهم هذا :
" هذا ليس جهادا هذا تجنيد ضدكم ، أنتم رأيتم هذا الجهاد أنه في نحوركم ، يريدون أن يجندوا أولادكم في نحوركم، ويكونون هم في راحة ويشغلونكم بأبنائكم "و أضاف:" لا تترك ولدك يذهب مع أناس لا تعرفهم ولا تعرف عقيدتهم ولا منهجهم ، لا تتركه أبداً.. أنت المسئول عن ولدك ". وصدق والله ولكن أين الأولياء الذين يعتبرون قبل أن يقع الفأس بالرأس .
ولتلخيص أسباب وقوع فلذات أكبادنا في داعش ومن على شاكلتهم نستطيع حصرها في عدة نقاط :-
? ضعف اللبنة الأولى في المجتمع ( الأسرة ) فالأب يقضي ليلة ونهاره بين نوم وعمل واستراحة والأم تقضي وقتها بين أسواق ودردشات ومتابعة للموضات، فيصبحوا فلذاتنا بلا حسيب من قبل الإسرة، ويقعوا فريسة سهلة لكل من أراد بهم الشر .
? رفقاء السوء فالصاحب ساحب، وكثير من أولياء الأمور لا يعرفون من أصحاب ابنائهم إلا واحد او اثنين فقط .
? وفرة الإنترنت المفتوح على مدار الساعة بلا متابعة أو توجيه، وانتشار الخوارج وأهل الأهواء فيه حتى أصبح البعض يأخذ منهم دون أن يعرف منهجهم، وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال : " الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقاتلون الناس، أما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس" النبوات ٥٤٦/٢ .
فخطورة الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي وألعابه العدائية خير مدرسة للإرهاب، لا يعرف شرها إلا من اكتوى بنارها عندها لا ينفع الندم .
? المناهج الحزبية الخبيثة ولا اقصد التكفير والخوارج فقط بل كل من خالف منهج السلف الصالح، فلا غرابة حينما تسمع الإخواني يسب ويشتم الدولة في مجالسه الخاصة ويدس السم بالعسل في دروسه والسبب لأن قدوته -الهالك- سيد قطب يعتبر ثورة ابن سبأ (اليهودي) على عثمان بن عفان (الصحابي) أقرب إلى روح الإسلام من موقف عثمان !! العدالة ص١٨٩ . فماذا يُتوقع ممن تغذى بهذا الفكر الظال ؟
والمسكين من خُدع ببهرجة الإعلام الكاذب وتبع ((كل)) ناعق فقط لأنه مشهور لديه متابعين كُثر أو لديه برامج دينية أو قنوات دعوية ولو طلبته يذكر لك فقط سرد أسماء هيئة كبار العلماء الذين شابت لحاهم في العلم والتعليم لعجز عن عدِّ ((ثلاثة)) والسبب لأنهم غير مشاهير في رأيه، ويستفتي أُناس قد لا تبرئ بهم الذمه، والله تعالى يقول {فاسئلوا أهل الذكر إن كُنتُم لا تعلمون} .
وإليك هذه الدلائل الحقيقية والتي سُبق نشرت ليقظة أولياء الأمور والمربين والمعلمين لمعرفة مؤشرات التطرّف :-
١- سهولة الإتهام بالتظليل والتكفير .
٢- تكفير الحكومات ورجال الأمن واستحلال قتلهم .
٣- انتقاد العلماء وقد يصل لتكفيرهم وبالمقابل تفضيل متطرفين عليهم.
٤- هجر المساجد بسبب تعيين الإمام او الخطيب تم تعيينه من قبل الدولة .
٥- الفرح بالعمليات الإرهابية واعتبارها نصر لله ولرسوله .
٦- جواز قتل بكل الوسائل لمن خالف معتقده .
٧- التشديد تجاه أهله وخاصة النساء .
٨- اعتقاد التعايش مع المختلف مؤامرة على الإسلام.
٩- اعتقاد مناهج الدين الحكومية متساهلة ومفرطة .
١٠- الشعور بالغربة وكثرة تكرارها على لسانه .
١١- لبس ملابس مختلفة كالعمامة واللبس الأفغاني.
١٢- التعلق بشدة بالكرامات وخوارق العادات والمنامات .
١٣- إهمال الدراسة والعمل والعزلة عن الأهل .
١٤- التعامل مع الآخرين بحذر مبالغ فيه .
١٥- الإحتساب والإنكار الغير المنضبط والمخالف لفتاوى علمائنا .
فاللهم اهدنا واهدِ بنا واحفظ شبابنا من كل فكري باطل ومن كل عدو في الخارج والداخل.
كتبه : سعود الغليسي
التعليقات 11
11 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
الناقد
02/07/2016 في 10:04 م[3] رابط التعليق
احسنت الوصف لا عدمنا كتاباتك ?
حسين الموينع
02/07/2016 في 10:14 م[3] رابط التعليق
وفقك الله وبارك الله فيك نحتاج مثل هذه المقالات لتوعيتنا من هذا الخطر الذي غزانا في بيوتنا .
احمد الزهراني
02/07/2016 في 11:09 م[3] رابط التعليق
مقالة دسمة ومفصله تسلم الانامل
محمد الجـــابري
02/07/2016 في 11:18 م[3] رابط التعليق
أحسـنت شـيخنا الغـالي وعـيدك سـعيد وعـيد جــنودنا نصــر حــفظهم الله
15 عـلامة حــبذا لو تأمــلناها بعــنايه لربمــا قطعــنا الطــريق عـلى اعـداء الامـه
امـل ان يسـمح لي فضـيلتكم ياضـافة مـعلومه اخرى مــوثقه فـي الفـديو التالـي:-
https://youtu.be/GpdX5dwvX2Y
تحيلتي
بندرالحامد
02/07/2016 في 11:26 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وفي قلمك وفكرك
وماطرحته من موضوع مهم جدآ وأهم بكثير من (داء عش) فهم طيور ظلام ومجموعات مرتزقة حاقدة ترتدي عمامة الدين وقلوبهم متشبعة بالحقد على المسلمين عامة ، ومن وجهة نظري المتواضعة ان ماذكرته من أسباب وتحديدا إهمال الأسرة لابناءها… يعتبر من الأمور الهامة جدا وتحتاج الى تركيز ودراسة واهتمام.
سعد الحطاب
03/07/2016 في 3:14 ص[3] رابط التعليق
اللهم رد كيدهم في نحورهم
اللهم آرنا عجائب قدرتك فيهم يارب العالمين
أستاذ سعود رائع كعادتك دمت رائعاً
زائر
03/07/2016 في 6:55 ص[3] رابط التعليق
كلامك رائع وجميل ومنطقي ونحن مستهدفين من إيران والحوثيين وحزب الله وداعش وغيرها لأن نحن محسودين على نعمة الاسلام ونعمة المساجد التي أنعم الله علينا بها يريدون عدم نشر الأمن وتفكيك بلادنا وبلاد المسلمين اللهم رد كيدهم في نحورهم واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا واحفظ شبابنا من كيد الفرس واحفظ ولي أمرنا واحفظ لنا رجال أمننا للدفاع عن وطن من كل سوء ومكروه وردهم إلى أهلهم سالمين غانمين يا قوي يا عزيز وسلام عليكم
خالد آل مريح
03/07/2016 في 7:19 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وقلمك يا شيخ …
رائع جدا جدا جدا.. فعلا ،، المجتمع يحتاج مثل هذه المقالة لتوعيته من هذا الخطر ..
راضي الشمري مشار
03/07/2016 في 5:46 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير اخوي يالشيخ سعود ونورك الله بنور وجهه الكريم
على مقالاتك الطيبه الهادفه والمفيده
احلام
04/07/2016 في 5:33 ص[3] رابط التعليق
نعم ولكن !
زائر.
04/07/2016 في 10:23 ص[3] رابط التعليق
كلمة الأمير نايف في أن الدولة السعودية مستهدفة في دينها أقولها بكل وضوح وصراحة: نحن مستهدفون في عقيدتنا، نحن مستهدفون في وطنا. أقولها بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاء ولطلبة علمنا ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولخطباء المساجد: دافعوا عن دينكم فوق كل شيء، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، وعن الأجيال القادمة، يجب أن نرى عملاً إيجابياً، ويستعمل كل منا وسائل العصر الحديثة لخدمة الإسلام، ونقول الحق فلا تأخذنا في الحق لومة لائم، وأن نستعمل القنوات التلفزيونية، ونستعمل الانترنت، وأنتم تقرؤونه وترون ما فيه. أرجو من الله عز وجل السداد والتوفيق، أرجو من الله أن يجمع شملنا على الخير والحق،وأرجو من الله أن يكفينا شر كل من فيه شر، أرجو من الله أن يدلنا على الحق ويرزقنا اتباعه، أرجو من الله أن يرزق ولاة أمورنا القوة على الحق إن شاء الله.