قوة هائلة وسلطة مؤثرة تبني أوطان وتهدم أخرى! إنه الإعلام تلك القوة الناعمة بشتى وسائلها وتقنياتها التي اصبحت بما تحمله لا تحتاج الى من يوضح مدى اهميتها، فالكل يتأثر بالإعلام بل ويمارسه حتى دون ان يعلم. وإذا كان الاعلام المتزن المسؤول هو المؤشر الأهم الذي به يقاس تطور المجتمع ومؤسساته الحضارية فإن هذا بالنتيجة يعني أن الإنسان الذي يقف خلف ذلك الإعلام هو في الواقع ينهض بدوره الوطني من تلقاء نفسه ودون أن يُطلب منه ذلك ، ومن هنا يمكننا القول أن وطننا الغالي يزخر برجال وشباب ذوي رؤية وطنية صادقة وتتعدى هموم مصالحهم الحياتية الخاصة الى ما هو ابعد من ذلك لتشمل الوطن بأكمله، وما تنظيم الملتقى الإعلامي الاول بمنطقة عسير وانعقاده بمحافظة طريب وبمبادرة من صحيفة الرأي الالكترونية إلا دليل على الوعي بالمسؤولية والفهم العميق فلهم اجمل التهاني على تنظيمهم لهذا الملتقى وسيغبطهم الكثير على هذا التوجه وعلى انعقاده بمحافظة طريب النامية التي يلعب الاعلام دور في تنميتها. أن هذا الحراك الاعلامي الأول بالمنطقة لهو دليل واضح على ان حدود العطاء والبناء والتنمية الوطنية ليس لها حدود، ودليل قوي ايضا على ان انسان منطقة عسير هو بطبعه مبدع وخلاق لكل جهد وطني يصب في مصلحة المملكة العربية السعودية، وإذا كان هذا الملتقى الاعلامي ينعقد على مستوى منطقة عسير لكنه في حقيقته شمولي من حيث رسالته وأهدافه فالإعلام الحديث اصبح عابر لكل الحواجز ولا يمكنه التوقف عند حدود معينة سواء كانت جغرافية او سياسية بل يتجاوزها الى افاق لا حدود لها فيؤثر مباشرة.
ان هذا الملتقى الإعلامي الاول حدث مهم وله ما بعده على مستوى المنطقة وعلى كافة مناطق مملكتنا الغالية فنحن نمر بمرحلة دقيقة وخطيرة تتطلب تنسيق كل الجهود وفي مقدمتها الجهد الإعلامي بكل تخصصاته وانواعه ووسائله للدفاع عن الوطن داخليا وخارجيا، ولا شك أن الاعلام في عصرنا هو احد وسائل القوى الوطنية المختلفة ورغم انه يعتبر قوة ناعمة لكن نتائج تأثيره لم تعد ناعمه! بل لقد اصبح هذا الإعلام هجوميا يفوق تأثيره الجيوش العسكرية احيانا.وهذا الملتقى الإعلامي بطريب لا يمكنه الا ان يكون وطنيا وبإمتياز فليس من المعقول في خضم هذه الاحداث الجسيمة والخطيرة ان يكون للإعلام والاعلاميين الوطنيين بالمملكة هم يفوق هموم الوطن بأكمله وخاصة في هذه الظروف التي اصبح فيها الاعلام المعادي يوجه سهامه الظالمة نحو بلادنا بشكل مدروس وممنهج ومخطط له بعناية، ولا بد من التصدي له بجهد إعلامي وطني متكامل، وبغض النظر عن أهداف ومحاور هذا الملتقى الإعلامي الأول إلا انه يعتبر بداية موفقة بالمنطقة خاصة انه يقف خلفه شباب متواضع لمهنته ومدرك لمسؤوليته الوطنية. وكم أضعنا سابقا من الوقت والجهد ونحن السبب! لإعتقاد البعض أن الاعلام وظيفة ومصلحة خاصة.
مرة أخرى نتوجه بالتحية والتقدير للإعلاميين بمنطقة عسير ونرحب بهم في محافظة طريب ونؤمل عليهم كثيرا لرفع مستوى الانسان بهذا المكان وكل منطقة عسير المعطاءة وسائر الوطن الغالي،كما نقدم التهنئة والاحترام لمن نظم هذا اللقاء ودعى لحضوره وهي صحيفة الرأي الالكترونية هذه المؤسسة التي لا تقبل بغير التميز والمنافسة الشريفة لمصلحة الوطن الشامخ ، والتهنئة موجهة لسكان المحافظة ولسعادة محافظها ولمراكزها وجميع مؤسساتها على استضافتهم وتفاعلهم مع هذا الحدث الاعلامي الهام الذي كان لطريب شرف استضافته.