الاسرة هي رحم الام الذي يخرج منه كل عناصر المجتمع والذي يجب ان يحافظ على كيانها وان يحترم ويتبع نظامها وان يُضحى من اجل ان تبقى آمنةً مستقرة لكي تُخرج عناصر مثمرة في المجتمع لكي يقوم كل شخص بدوره فيما يخدم المجتمع لكي يبقى متماسكاً بثوابت الدين السمح وأخوة الدم والنسب .
فنحن نعيش في مجتمع مسلم ويتكون من أُسر محافظة لها مبادئ ثابتة حافظوا عليها الآباء والاجداد فبقيت الاسرة متماسكة ومتعاونة وكل يعرف كل صغيرة وكبيرة عن أخيه وأخته والام والأب يعرفون عن ابنائهم كل ذلك فعاشوا بصف واحد مجتمعين على وجبتهم متشاركين في الافراح والاحزان والهموم محافظين على صلاتهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها وهي موافقه لشرع اللَّه و كل يقوم بواجبه تجاه هذه الاسرة بدون كلل او ملل ، ونتج عن ذلك اننا لم نشاهد او نتحدث عن الانحرافات السلوكية والاخلاقية والعقائدية التي ظهرت في هذا الزمان وأصبحنا نتكلم عن العنف الاسري ونضع القوانين له فهذا مؤشر خطير.
وعندما اخترقت هذه الاسرة بطرق مثل تفرق الاسرة في الطعام وكل يأكل على راحته او يطلب مايشتهيه دون مراعاة للأفراد الاسرة و لايبالي بحجة التقدم والرقي وكذلك بأخذ الأصدقاء من الأولاد أوالبنات من خارج الاسرة اقرب من الاخوان ومشاركتهم في تطلعاته للمستقبل وكيف حل مشاكلهم بحجة ان اخيك او أختك لا يفهمونك او يحترموا رأيك ولم ننتبه لهذا الجدار الذي انهدم وضاع الشمل معه وأصبحت الاسرة في مهب الريح ولا تصحوا إلا على مصيبة لم يتوقعوا ان احد فكر فيها وبطريقة مختلفه ولهذا نتكلم عن التفكك الاسري ونقف عاجزين عن التغيّر ونستسلم للواقع المُر والذي لا احد يتنبأ بما سيحدث من اقرب الناس له سوى من أبناء او أصدقاء وان أغلى مايملك وهي نفسه يستهينون بها او يقتلونها بطريقه بشعه وان بالغة بان ابليس يشمأز منها .
فهنا مؤشرات خطيرة وهي ان الآباء والامهات بدأوا يُفوضون صلاحياتهم بحجة الثقة ويضعونها في غير أهلها في اغلب الأسر تخلى الاب عن مسؤليته واعطى الصلاحية لسواق يمشيه الصغير والكبير على ما يريدون حتى يبدأ يفكر هذا السائق بطرق ملتوية لكي يكون هو المتصرف او بيد الابن الأكبر بدون مراقبة ودور الاب يكاد يكون صرافة بنك فقط والعمل الذي لاينقطع والاستراحات التي سحرت الناس بالراحة والابتعاد عن مشاكل الأولاد ، والام أوكلت كل المهام لشغالة بحجة انشغالها بالدوام او غيره من توافه الامور التي لا تعادل ضياع الاسرة واصبح دورها فقط الإنجاب ورعاية بسيطة بعد الولادة ، والأبناء لا احد يعرف كيف يقضون وقتهم ومع من يمشون وفيما يفكرون واجهزتهم التي لا يعلم احد عنها و ماذا يتابعون او يتواصلون معه .
انا لا أشمت بأحد ولكن أصبحنا فقط نهتم بالكم وليس بالنوع فأصبحنا نهتم كيف نملك الثرى وبأي طريقة حلال او حرام وكيف نستمتع في الدنيا ولم نعلم رغم ان هذة المُتع نعمه الا انها قد تكون نقمه .
قال تعالى
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
فيجب ان نعيد حسابتنا في خطوات مفيدة في تكوين الأسر وان نعيد هيبتها وتماسكها مهما كلّف الثمن ولا نتهاون بأي شيء يؤدي الى تفككها ومنها إعادة الاجتماع سوى على وجبة الطعام اوالجلوس معهم ومناقشة مواضيعهم لكي كل منهم يكتشف الاخر واعطائهم الوقت الكافي لذلك مع التحكم في استخدامهم للاجهزة وتحديدها بفترة معينه خلال اليوم وان نهيئ انفسنا للقيام بالتربية الصحيحة ومعرفة التغيرات والتحديات الجديدة التي تواجه هذة الاسرة وان نكثر من الدعاء الذي غفلنا عنه وأخيراً الموضوع خطير ومتشعب ولن تغطي
او تُلِم به خاطرة او مقال .
اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسوء الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ
ظافر عبيد القحطاني
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
مواطن
18/09/2016 في 3:44 م[3] رابط التعليق
ماكتبته يادكتور عين الصواب وكلام سليم.ولكن عممت في مقالك جميع الاسر ومن المفترض ان تقول بعض الاسر .ولتعلم ان الغالبية العضمى من الاسر ليست كما كتبت عنها.الكثير من المقالات تمتلك سردا غزيرا من الثقافة.ولكن تفتقد لأدنى مقومات المقال المقنع.ليصل لهدفه المنشود.
(0)
(0)
عمر احمد الجريص
18/09/2016 في 9:14 م[3] رابط التعليق
صح لسانك دكتورنا واخينا كلام من الصميم لكن ينقصه التطبيق ندعو الى المولى جل في علاه ان نبادر جميعا في تطبيقه. ولَك مودتي وتحياتي
(0)
(0)
جبران القحطاني
18/09/2016 في 9:56 م[3] رابط التعليق
تحية عطرة اخي الدكتور ظافر ..مقال رائع واشكر لك اهتمامك بالجانب التربوي مع انك في المجال الطبي ..لا فظ فوك …ودمتم بخير وعافية ..
(0)
(0)
عمر
18/09/2016 في 10:15 م[3] رابط التعليق
كلام جميل
لكن معظمنا صُم (صمخان)
المشكله الشراكه العائليه
ذهب دور الاب ثم ضاع دور الام
مسئوليه مشتركه ! الكل تعداء صلاحياته
توفر المال جعل الكل يقدر يقرر بما يخصه و مالا يخصه
(0)
(0)
مواطنة
19/09/2016 في 9:41 م[3] رابط التعليق
شكراً على هذا المقال الذي يحكي الواقع المر الذي نعيشة ونتمنى من اصحاب النقد البناء ان نرى لو مقال يبحث في احدى القضايا الاجتماعية للمقارنة
(0)
(0)