الأمن نعمة من نعم الله التي لاتعد ولاتحصى مهما بلغنا في وصفه والحديث عنه لم ولن نترجم معنى الأمن جملة وتفصيلاً.
تعريف الأَمْن : هو مجموعةٌ من التدابير والقوانين التي يتّبعها الإنسان لتحقيق الحماية لنفسِه ومالِه وممتلكاته أو عرِضه أو أيّ شيءٍ ثمينٍ يخاف عليه. ويعتَبِر الإسلام الأَمْن في غاية الأهميّة، فقد سنّ قانوناً لحماية المسلمين وحرّم الإيذاء فيما بينهم، فعندما يدخل الشخص في الإسلام فدَمه وعِرضه وماله حرام على أخيه المسلم لا يجوز له اختراق هذا الأمن، بل اعتبر الاعتداء على حياة المسلمين من الكبائر التي توقع صاحبها في التهلكة، وتوقع المفاسد في المجتمع، قال تعالى: (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) النساء، قال صلى الله عليه وسلّم: (( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )).
لفت انتباهي عبارة كتبت على احدى المواقع تحمل هذا العنوان (الأمن حياة) فكرت فيها ملياً وأستشعرت معناها وشعرت بأهميتها وما لحياة بلا أمن إلا خوفاً وتوجس وقلق وأضطراب تشتت وضياع غربة ومذلة وهوان فقر وجوع عري وبؤس حرمات وأعراض تنتهك وعبادات تترك وبيوت تهدم وأموال تسرق في وضح النهار وأطفال تشرد ونساء ترمل وأمهات ثكالى .
الأمن حياة حقيقة يجهلها من عاش أمناً في وطنه وبيته وشارعه ومسجده وعمله يخرج في أي وقت صباحاً ليلاً لايخشى ولايخاف من الأعتداء والقتل والسرقة لايخشى ولايخاف على عرضه ولاطفله .
حين نتحدث عن أمن وطن فنحن نتحدث عن حياة نحن نحتاجها ونتمسك بها ولن نسمح لكأن من كان أن يعبث بها أو يصادرها أو يثير الفتنة ويزعزع الأمن ويضرم الفتنه ويأججها.
الأمن أنواع وكل نوع لايمكن فصله عن غيره جميعها تشترك في الأمن وغياب وأختلال أحداً منها يعد أختلال فيها جميعاً.
الأَمْن العَسكري: وهو قدرَة الدولة على حماية مواطنيها وأبنائها وأموالهم وممتلكاتهم من أي تهديداتٍ خارجيّة قد تمس بها وتسبّب الضرر.
الأَمْن السِّياسي: وهو استقرار نِظام الدولة وجميع الحكومات فيها وتقسيماتها التنظيميّة، وحمايتها من الانهيار أو وجود الثغرات فيها التي قد تكون مصدر تهديد لها.
الأَمْن الاقتصاديّ: وهو قدرة الدولة على المحافظة على رفاهيّة الأفراد ومستواهم المعيشيّ من خلال توفير الموارد الرئيسيّة لهم.
الأَمْن الاجتماعيّ: وهو قدرة الدولة على المحافظة على تراثها ولغتها وثقافتها، أو يمكن تعريفه على أنه مقدرة الدولة على حماية مجتمعها من الفساد والجرائم الاجتماعيّة التي تضر باستقرار المجتمع، وحمايتهم من الأخطار الخارجيّة التي قد تسبّب لهم الضرر.
الأَمْن البيئي: وهو عبارة عن حماية الموارد البيئيّة من التلوّث والاستنزاف، واستخدامها بطرقٍ سليمةٍ مما يخدم الدولة ومجتمعها.
كتب الشاعر ربيع شملال بن حسين من الجزائرفي وصف الأمن كلمات بديعه وعبارات تنم عن أحساس المواطن تجاه وطنه ونعمة الأمن التي ينعم بها .
كانت حديقةُ بَيتنا من حُسنها مثلَ الجِنانْ
فيها الفواكهُ والظِّلالُ وزَهرُها حبُّ الجُمانْ
فيها مياهٌ عذبةٌ ومقاعدٌ وحَمَامتانْ
نُصغي لألحانِ الجَمالِ مقاطعاً وترددانْ
لكنَّني هذا الصباحَ أتيتُ مرتاحَ الجَنانْ
لأذوقَ ماءَ حديقتي وأشمَّ زهرَ الأُقحوانْ
فرأيتُ شيئاً مرهباً شيئاً أغارَ به الزمانْ
ذبلتْ حديقة بيتنا ذبلتْ، وماتَ العُنفوانْ
سوداءَ صارتْ كالغُيومِ كحُزننا إذْ يظلمانْ
نضبت مياهُ عُيونها وحمامتاها تَنعقانْ
حامت بها ريحٌ تُصرصرُ بالثبورِ وبالدُّخانْ
حامَت بنا فتنٌ تبشِّـرُ بالهلاكِ أوِ الهوانْ
دولٌ سيذبلُ وردها ستموتُ إن فُقِدَ الأَمانْ
وكذاك تفقدُ روحَها الـدنيا ستموتُ إن فُقِدَ الأَمانْ
القصيدة تخريج من الواقع لقانون عظيم أشار إله قوله تعالى:
"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"
الأمن حياة شعار يجب أن يحمله كل مواطن وسامً على صدره اللهم أدم علينا نعمك الظاهرة والباطنة وأدم علينا نعمة الأمن والأمان في الأوطان .
بقلم / فاطمة الجباري
فاطمة الجباري
الأمن حياة
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6373369.htm
التعليقات 13
13 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
Hessa
10/10/2017 في 6:08 م[3] رابط التعليق
اللهم آدم على هذه البلاد الأمن والامان وسائر بلاد المسلمين ?
(0)
(0)
هاشم الناشري
11/10/2017 في 1:06 م[3] رابط التعليق
يعجبني العمل الأدبي الذي يتفنن كاتبُهُ في اختيار عتبته/ عنوانه ، حيث يعدّ ذلك استدراجًا بريئًا جماليًّا ذكيًّا للمتلقي ، وهنا وجدتُ أنّ ( الأمن حياة) يعكس ذوق الكاتبة ويوحي بحوار شيّق وهادف ورساليّ مع موضوعه.
كل الشكر لكِ أستاذة فاطمة ؛ اختيار رائع وطرح ينمّ وعيٍ وحبٍ للخير فلاحرمك الله الأجر وسلم البَنان والجَنان أيتها المتألقة. تحيتي وتقديري.
(0)
(0)
batol
11/10/2017 في 2:25 م[3] رابط التعليق
بورك قلمك إختيار موفق وملائم لوقته فبدون الأمن لانستطيع أن نؤدي مافرض علينا من عبادات بالشكل الصحيح .
(0)
(0)
غاده السحيمي
11/10/2017 في 3:15 م[3] رابط التعليق
جميل جدا من يتلمس احتياجات المواطن ..ويعالجها بالوعي الفكري ويجمعنا في كلمات كل واحدة منها تتكلم عن أمن بذاتها والتدرج في معاني الكلمات يصل بالعقول الى مواطن التعمق فيما نقرأ لنخرج من نهاية المقال بفائدة نحولها إلى سلوك نمارسه بكل وعي …شكرا اختي فاطمة ..دائما وابدا ننظر إلى مقالاتك كانعمة لنا نشكر الله عليها ..دمتي ابنت وطن غالية في القلوب
(0)
(0)
نعيمة نصاري
11/10/2017 في 7:04 م[3] رابط التعليق
الأمن من أكبر نعم الله علينا لدى يجب شكره جل في علاه قولا وفعلا واعتقاداً بحماية هذه البلد من أي فتنة ومكيدة تهز من كيانه ونحافظ على وحدة نهز بها كيان كل عدو يريد شتات أمن وحدتنا
دائما طرحك قوي وله سهام قوية (جعلك الله راية لكل خير )
(0)
(0)
لولوة الوهيبي
12/10/2017 في 7:50 ص[3] رابط التعليق
الله يسعدك يالغالية كل كلمة لها وزن ومشاعر حفظك الله يالحبيبة اللهم من أراد بنا مكروه فجعل تدبيرهم تدميرا عليهم ورد كيدهم في نحورهم يارب العالمين
(0)
(0)
وداد الجباري
12/10/2017 في 5:42 م[3] رابط التعليق
الله يجزاك الجنه ع ماتطرحينه من مواضيع مفيده ومعبره والله يديم علينا الامن والامان
(0)
(0)
ليلي السيد
13/10/2017 في 2:19 م[3] رابط التعليق
الحمد لله على نعمة الأمن
جزاك الله خير اخت فاطمه
(0)
(0)
الحازمي
14/10/2017 في 8:52 ص[3] رابط التعليق
مقال كامل شامل جزاك الله خيرا
لا شك ان من اهم متطلبات الحياة والتنمية الامن وبدونه تتوقف عجلة الحياة ابدعت واجدت ولك الشكر
(0)
(0)
الحسن آل خيرات
14/10/2017 في 11:13 ص[3] رابط التعليق
مقال في غاية الأهمية وكل شرائحه المستهدفة حريٌ بها استشعار رسالته وحبذا الشباب والفئات السنية التي لن تدرك مساحة الأمن في وطنها مالم تشاهد الأوطان والجغرافيا المجاورة والتي تتكبد شعوبها ويلات الحروب وانعدام الأمان .
شكرا للكاتبة .
(0)
(0)
نوره المالكي
15/10/2017 في 3:49 م[3] رابط التعليق
مقال في غاية الروعه ولأهمية يطرق الى الأمن وراحة البال شكرا لك على صياغته فيها صياغه جميله يرتاح الفرد عند قراءته
(0)
(0)
Rehab
17/10/2017 في 5:18 م[3] رابط التعليق
حروف تتميز بالإبداع دائماً وكما تعودنا بشفافيتها البراقه ..وفقتي في صناعة حرفٍ مُغاير ..
وأدام الله علينا الأمن والأمان
(0)
(0)
فاطمه الجباري
20/10/2017 في 9:15 ص[3] رابط التعليق
أعجز عن شكركم قرائي الاعزاء
دائما تسعدني تعليقاتكم وتفاعلكم
ادام الله علي نعمة أخواتكم ونبض قلوبكم
وصدق مشاعركم.
(0)
(0)