تسببت العبارة أعلاه في أن ينهي أحد الشباب حياته وهذا ما ورد في مقطع فيديو لفضيلة الشيخ صالح المغامسي حفظه الله وسدده حين ذكر قصة أحد الشباب الملتزمين والذي كانت حياته كلها خير، إلا أنه صرح لأحد زملائه بعادة يمارسها اعتقادا منه أنها ذنب عظيم رغم اختلاف الفقهاء في حكمها وكان إخباره لزميله من باب التنفيس وطلب النصح، وبخه زميله واستمر في ترديد عبارة ( لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ) حتى وصل الشاب لمرحلة القنوط واليأس وأصدر حكما قاسيا على نفسه واتخذ قرارا بأن يغادر الحياة، غفر الله لذلك الشاب ورحمه وجميع موتى المسلمين ، الشيخ المغامسي كان حزينا على ذلك الشاب وكان يترحم عليه وذكر بأن قسوة زميله ( أي زميل الشاب ) واستخدامه للعبارة في غير موضعها المناسب ووقعها على نفسه قاد الشاب لذلك القرار المؤلم للجميع.
رحم الله ذلك الشاب وأصلح قلب الزميل الذي كانت كلماته مطرقة حديدية على تفكير ومشاعر زميله وتسببت في نهاية مأساوية.
لا أتصدر للفتوى ولا يوجد لدي العلم الكافي للحديث في الجوانب الشرعية ولكني في هذا المقال ناقل لما ورد في مقطع الشيخ المغامسي حفظه الله.
يذكر الشيخ بأن من اعتقد بأن الله أهون الناظرين فقد كفر، فهل من عصى الله من الصحابة رضوان الله عليهم ومن العباد كان يعتقد ذلك ؟؟ بالتأكيد لا.
كما نعلم جميعا بأن الوقوع في الخطأ من الأمور التي لا ينفيها أي شخص عن نفسه، لسنا ملائكة ولسنا شياطين بل نحن بشر نتعرض وبشكل يومي لمسارات مختلفة وتتجاذبنا أهواء متعددة ولا يحول بيننا وبين الذنب إلا حماية الرحمن سبحانه وتعالى لنا ثم ما نؤمن به من قيم ومعتقدات توجهنا نحو المسار الصحيح،وإن ارتكبنا الذنب كان سبيلنا الوحيد للخلاص منه بالتوبة والاستغفار وهذا طريق ومنهج الأسوياء.
اتهام الناس بالنفاق وسوء الأخلاق وتخويفهم بشكل مستمر له آثار عكسية وسلبية وعواقب وخيمة ولعل قصة الشاب مثالا واضحة على النتائج المخيفة التي تقود لها القسوة اللفظية.
ظهر لنا فئة من الناس أصلح الله قلوبهم يمارسون السوء علانية ويجاهرون بالمعصية وحين تسأل البعض منهم يجيب وبلا مبالاة ( أنا لست منافق ) ! والبعض الأخر يقول ( أنا واضح ) ! وهذا من انتكاس الفطرة وسوء التفكير.
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول كل أمتي معافى إلا المجاهرين ).
إنني في هذا المقال أدعو نفسي وكل من أحب إلى الاستمرار في الدعاء بأن يعصمنا الله سبحانه وتعالى من المعاصي وأن نحرص على تجنب ما يقود للوقوع في الذنب سواء في السر أو العلن.
الذي يتأمل ديننا العظيم يجد اللين واليسر في كل جوانبه وأحكامه ،الأمور الدينية كلها ميسرة ليس فيها غموض ولا تعقيد والعبادات سهلة ليس فيها مشقة ولا إرهاق وأخلاقيات الإسلام رفيعة ، يقول الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
نسأل الله يوفقنا جميعا لقول وفعل ونشر كل ما يرضيه عز وجل عنا.