أرجو الله عز وجل أن يغفر لي استخدام مفردات عامية مستحدثة في مقال يجب أن لا يحتوي إلا على مفردات عربية صحيحة. وأعتذر من كل من سيطلع على هذه الأسطر وأقول له ( استر ما واجهت ).
مصادر القوة والتأثير خمسة ومعروفة لدى كل من له علاقة بمجال القيادة والإدارة وهي التي دائما ما نحددها في دورات وبرامج القيادة، والخمس مصادر هي القوة الشرعية أو النظامية وقوة المعرفة والخبرة وقوة الإلهام والقوة القسرية وقوة المكافأة .
تغير الزمن الذي نعيش فيه، من خلال ملاحظتي المستمرة لشرائح مختلفة من المجتمع وجدت أن هناك قوى جديدة أصبح لها دور كبير ومؤثر وفعال في الأفراد والمجتمعات، وأصبح لها مهتمين وتمكن منها محترفين ويرغب في تعلمها واكتسابها الكثير حتى يكون لهم شأن في المجتمع.
إنها قوى ( الطقطقة !) و (التنكيت! ) و ( التزبيد! ) وغيرها من القوى الجديدة التي أصبح اكتسابها شرطا ضروريا وملحاً ورئيساً للوصول للشهرة!! والحصول على متابعين في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والمتعددة.
يجب علينا أن نعترف بأن كعكة التأثير في المجتمع كانت بيد أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمدربين والمعلمين وشيوخ ونواب القبائل والدعاة وكتّاب الصحف، ولكن الوضع الآن اختلف فقد تمكن مشاهير السناب من الاستحواذ على جزء كبير من كعكة التأثير في المجتمع.
وقد تسأل الكثير من الأشخاص عن بعض أعضاء هيئة كبار العلماء أو مديري الجامعات أو رؤساء تحرير الصحف أو بعض المفكرين والأدباء والكتّاب وتجده يجهل أسماؤهم وقد تكون من آخر اهتماماته. وعندما تسأل نفس الأشخاص عن بعض موهوبي تقليد الأصوات أو مشاهير ( السناب ) تجده يعرفهم ويتابع كل جديد لديهم.
وقد لاحظ الجميع أن عدة قطاعات حكومية وشركات ومؤسسات خاصة قد استعانت ببعض المشاهير لإبراز جهودها وما تقوم به للمجتمع أو عرض وتسويق منتجاتها وخدماتها . وهذا دليل واضح على أن الجهات آمنت بأن تقرير تلفزيوني أو خبر صحفي لا يفي بالغرض لإيصال رسالتها للمجتمع، وأن مشهور في ( السناب ) قد يؤدي ما تؤديه عدة صحف أو قنوات تلفزيونية.
بعض الصحف تطبع ٦٠٠٠٠ نسخة في اليوم ولكن مشهور في ( السناب ) يتابعه ٤ مليون ومن هنا كان تأثيره أعلى وأكثر إنتشار.
بما أن الجزء الأكبر من كعكة التأثير في المجتمع قد انتقل لأفراد البعض منهم غير متعلم التعليم الكافي ويستخدم بعض الطرق الغير مناسبة في التواصل ويستخدم مفردات أحيانا غير مناسبة وجب على الجهات ذات العلاقة العمل على وضع معايير وقيم وأخلاقيات يتفق عليها الجميع ويطبقها الجميع ويحاسب من يتجاوزها أو يتجاهل أهميتها ، وهذا من أجل المحافظة على الجيل الجديد وعلى طريقة تفكير المجتمع واحترام الذوق العام.
نسأل الله أن يجعل المؤثرين الجدد أدوات خير وقنوات للتنمية والتطوير وعوامل إيجابية تسهم في بناء عقول أفراد المجتمع.