مِن أين أبتدىء الحديثَ عن الوطنْ
ولمن أصوغ حكايةَ الذكرى، لمنْ
من أين، والأمجاد تُشرق في دمي
نوراً من الذكرى، وتختصر الزَّمن
من أين، والإيمانُ يجري نَهرُه
عذباً، ويغسل عن مشاعرنا الدَّرَنْ
من أين أبتدىءُ الحديثَ، وليلتي
تأبى على عينيْ مقاربةَ الوَسَنْ
من أين، والأشواق تحلف أنَّها
ستظلُّ تَسقيني التذكُّر والشَّجَنْ ٠٠ عبد الرحمن عشماوي ٠٠
من بين تلك الجبال ، من بين تلك الأنساب القبائلية ، من بين العرب المشتتين ، من جوار هذا البيت العتيق ، من هنا .. من مكة المكرمة ، نزلت رسالة السلام ، لنتحوّل من عبادة الأوثان ، إلى عبادة رب الأنام ، من تشتت وقتل .. إلى جمع ورأفة ورحمة ، من عنصرية بحتة ، إلى " لا فرق بين أسود وأبيض إلا بالتقوى " ..
فمن ذلك الزمان " ربّ اجعل هذا بلداً آمنا " دعوة خليلية ، تحفنا من كل مكان .
ومن هنا " لولا أن أهلك أخرجوني منك ما سكنت غيرك " حبٌّ محمديٌّ لتلك القرية الفاتنة .
ومن عاصمة الإسلام ، إلى دار السكينة والراحة والطمأنينة .. على ساكنها أفضل صلاة وسلام ، إلى المدينة المنورة .. من داخل الروضة الشريفة ، روضة من رياض الجنة ، من جانب تلك الشرفات الرفيعة صلى عليك الله يا نبي الرحمة والإحسان .. إسألوا تلك السحب عند مرورها من أظلت .. إسألوا تلك المآذن من علمها الأذان .. إسألوا تلك الحجرات .. من حضنت ومن إحتضنت .. إسألوا تلك الساحات من مشى على ثراها .. أسألوا بقيع الغرقد .. من مشى في ليلها ودعا لأصحابها .
في هذا المسجد الكريم .. عقدت المؤتمرات ، وسارت الجيوش ، ورفعت " الله أكبر ولا غالب إلا الله " .
زرتُ الرياض في عرسها الوطني في العام الفائت ، فرأيتها بحلتها الخضراء ، بجمال أُناسها وعمرانها ، كيف لا وقد اختلط ترابها بدماء شبابها ، فوحدوا هذه البلاد ورفعوا الخفاق الأخضر .. يحمل النور المسطّر .. رددي الله أكبر .. يا موطني .
فعلا باب ذلك القصر - قصر المصمك - توجد العلامة ، علامة الشهامة والكرامة والنصر .
ومن صحراء نجد إلى الجنوب .. نعم ، هنا أبها البهية ، مسقط رأسي وجمال حياتي ، بين سمائها وأرضها حكاية .. فجبالها تتغزل بسحابها ، وفِي امقرية .. يكتمل الجمال .. وبين " أحبّش " و " أحبّس " وطنٌ يروي قصة عشق وتاريخٌ عريق .
دمت في " سلام يا وطن "
عبد الحكيم ناعس ✍?