الزمان والمكان وذكريات الماضي اليوم استرجعتها مع الأحداث الإرهابية التي حاولت المساس بحقول النفط في بقيق وخريص حفظ الله الوطن الغالي استعدت ذكريات أليمة ذكريات الغزو حين دخلت العراق أراضي الكويت ..
تلك الذكريات التي ربطت الزمان والمكان بما يشبه الصدمة فاستجلبت الألم من جديد ومر شريط الغزو وألمه..
قالتها ودموعها تنهمر كالمطر في هذه اللحظات العصيبة اتشح الفجر سوادًا وسيطرت الفوضى على كل جماليات الحياة الهادئة الآمنة ؛غاب السلام وحل مكانه الخوف والهلع خرجنا من أرضنا افراداً وجماعات هائمين في الصحراء لاندرك ماهو مصيرنا !
هل سننجو أم سنموت ؟
هل سنلتقي مرة أخرى أم أنه الغياب الأبدي ؟
رباه ما هذا البلاء لقد حل الهلاك بديارنا وأهلنا وفقدنا كل شيء ، كل شيء في لحظات..
خرجنا وتركنا كل شيء بيوتنا وديارنا وأموالنا وأهلنا..
كانت رحلة شاقة مرهقة حملت أبني الرضيع بين ذراعي وقلبي يخفق خوفاً عليه كانت حياتي مع زوجي قاسية جداً
ولم يكن لدي خيارًا ؛ إما أن أحمل أبني وأنجو مع أهلي وإلا أبقى في وسط الجحيم الذي لايعرف ماهي نهايته..
جحيم الحرب وجحيم الزوج وأهله المتسلطين..
قلت لأخي سأذهب معكم لن أبقى هنا للموت..
حملنا القليل القليل من الزاد والعتاد وفررنا بأرواحنا إلى المصير المجهول ..
بفضل الله تجاوزنا الكثير من نقاط التفتيش بسلام..
ووصلنا إلى بيت أقاربنا في السعودية مرت الأيام والأشهر ونحن ننتظر الأخبار ونراقب التلفاز ونسمع النداءات وصافرات الإنذار من حولنا تهُزنا ..
وجاءت فرحة النصر وتناقلت الأخبار خبر التحرير ..
وعاد الأمل من جديد في العودة إلى أرض الوطن والحنين إليه..
هنا لعب معي القدر لعبته فقد أرسل زوجي إلى أخي خبر طلاقي وأنه قادم ليأخذ ابني مني عنوة وتنكيلاً ..
أراد أخي أن يثنيه عن قراره، إلا أنه تمسك بموقفه..
لم يكن القرار سهلًا بالنسبة لي بكيت كثيراً وطلبت من الله العون والتثبيت انهرت ولم أفق إلا وأنا في المستشفى وقد سكن كل شيء في جسدي إلا قلبي بقي يخفق طوال كل تلك السنوات لا يهدأ ولا يستكين..
حاولت بكل الطرق والوسائل أن يعيد لي طفلي..
لاأريد منه شيئًا آخر لكنه زاد في عناده وقسوته..
والآن وبعد كل تلك السنوات أعادت الأحداث من جديد ذلك الشعور الذي استوطن قلبي ولم يغادره..
كفاك ظلماً أيها الرجل كفاك قهراً كفاك تسلطاً ..
ألم تكن كل تلك السنوات الماضية كفيلة بأن تعيد إلى قلبي الحياة ليطمئن قلبي بقرب ابني ليعود إلى حضني ..
إلا تفهم معنى قول الله سبحانه وتعالى:(لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ)؟!
الله ينهاك أن تتسبب في مضرتها ومضرة طفلها بحرمانها منه وينهاها أن تضرك في طفلها بحرمانه من الرضاعة..
وأنت تتعنت وتكابر وتجاهر وتتمادى في قسوتك..
قبل الوداع:
أهديكم هذه الأبيات الرائعة عن حب الأم لابنائها ذلك الحب الذي لا يعوضه أحد..
رفيف الحب يا ولدي
حنان الأم في الكبد
يزقزق في جوانحها
كنغمة طائرٍ غرد
يطل على نواظرها
بريقاً رائعٍ الوَقد
زرعتَ النورَ في عَيْني
زرعت الخوفَ في سَهدي
بنوتُكَ التي سطعتْ
أفانينٌ من الرغدِ
بقلم : فاطمة الجباري
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
besan
17/09/2019 في 7:13 م[3] رابط التعليق
كالعادة …… دائماً أناملك الرقيقة تطبطب على جراح نازفه …. لاحرمك الله الأجر العظيم …?
(0)
(0)
وفاء التمام
17/09/2019 في 10:31 م[3] رابط التعليق
كما عهدناك ..نبرات قلم ترسم هنا وهناك لتنشر رحيق كلمات لامثيل لها ..انتي رائعه دائما..أدام الله نبض روحك وفضفضة قلمك..
(0)
(0)
هياء السبيعي
17/09/2019 في 10:32 م[3] رابط التعليق
تواصوا بالنساء خيرا. ويل لكل ظالم. وطوبى لكل صابر ومحتسب.
بورك قلمك استاذة فاطمة الله يحفظك
(0)
(0)
مزنه البقمي
17/09/2019 في 10:40 م[3] رابط التعليق
? قاسيه جداً عودة الذكريات المؤلمه والاقسى ان تعجز ذاكرة النسيان ع عن نسيانها وتقبل مرارتها ? ابدااااااع تسلم الأنامل ?
(0)
(0)
هند المشعلي
17/09/2019 في 10:55 م[3] رابط التعليق
?? ربي رحمتك فلا تكلنا لأنفسنا طرفة عين
(0)
(0)
سعاد عسيري
18/09/2019 في 1:35 ص[3] رابط التعليق
ذكريات مؤلمه حرب الخليج والحمدلله دائماً وابداً
مبدعه دائماً استاذه فاطمه وفقك الله وسدد خطاك
(0)
(0)
غالبه الدويش
18/09/2019 في 5:39 ص[3] رابط التعليق
قاسيه الذكريات ??وقاسي ظلم الأم بطفلها ?سلمت انامك استاذه فاطمه ?
(0)
(0)