ارتبط مصطلح الديموقراطية في أذهاننا بالسياسة والشأن السياسي والإنتخابات ، واستخدم المحللين السياسين مفردة الديموقراطية كثيرا لاسيما حين يتولون اقناعنا أن جُلّ من يحكم شعب يحكمهم بالحديد والنار والرؤساء يتعاملون مع مرؤوسيهم بفوقية وتعالي مفرط وأنه لا مجال للشورى وتقرير المصير و العدل والمشاركة والمساواة كما أن الإعلام بكل وسائله تبنى فكرة استحالة بسط الديموقراطية ونشر أجنحتها لتضم المطحونين والبسطاء بل وقد يضيفونها إلى عجائب الدنيا السبع لتصبح عجائب ثمان.
إن اختزال الديموقراطية في السياسة اجحاف بحق الشورى والإقناع والتي نستطيع تبسيط تعريفها بالتالي ( الديموقراطية هي حكم الأمة أو الشعب أو القبيلة أو حتى مقر العمل بقوانين تحفظ للجميع حق المشاركة والمساواة ، وقد يكون من الظلم للحاكم أن يتهم بالدكتاتورية حين لا تتوافق تلك القوانين وأمزجة الناس ورغباتها إذ حين يحكم بتلك القوانين و يكون عادلا ومؤمنا بحقوق شعبه و مرؤوسيه ويخرج عليه احد المتعجرفين الذين اعتادوا على الإعتراض بمجرد الإعتراض فيكيل له التهم ويحرض عليه العامة.
لا شك أن الشورى هى الوجه الحسن للديموقراطية تلك المفردة والتي حاولت أن آتي بمعناها العربي فلم اجد لها علاقة بالإقناع ولا بالشورى ولا بالحوار ولا حتى بتبادل الرأي اذ ان الديموقراطية في العرف الغربي وهي سنّ قوانين ملزمة للشعوب من قبل الحكام دون النظر للقدرات والفروق الفردية.
الديموقراطية إن اتفقنا أنها ( الشورى والإقناع ) يجب ان تسود ليس في الحال السياسي فقط والذي اثبت فشله الذريع اذ حين تطبق بالطريقة التي لا تحفظ الحقوق فإنها تتحول إلى عبث وفوضى كما هي الحال في بعض البرلمانات فالنقاش يتطور حد الإنفلات و في لحظة يتحول إلى عنف والكلمات إلى لكمات وتضيع ابسط الحقوق في توضيح وجهة النظر.
الشورى أو كما تسمى الديموقراطية يجب أن تحضر في العائلة وبين الأصدقاء وزملاء العمل وفي كل تجمع لإقرار أمراً ما . وليس مقبولا ابدا منك ( كولي أمر ) سواء كنت أب أو أم أو زوج أو حتى صديق في موقع قوة أن تخير من هم تحت يدك بين أحد أمرين ثم تعود لتقرر انت ما يناسبك ويتوافق ورغباتك متجاهلا تنظيرك بالديموقراطية المزعومة فالحال هنا ستكون انت ديكتاتوريا متعجرفا مع التسليم بأهمية نوع القرار ومايترتب عليه اذ ليس من المنطق أن تجعل من تقرير مصير عائلة ( كمثال ) يخضع لمزاج مراهق أو متهور ، فما يمليه عليك دينك ثم عقلك هو ما يجب أن يحضر.