الصدقة خبيئة الصادقين وسعادة المحسنين وسر من أسرار الناجحين.. ليست حكراً على الأغنياء بل للفقراء منها حظوظ الموسرين.. هذه الخبيئة لطالما دفعت بلاءً وفتحت أرزاقاً ومنعت مصاباً.. ولأن الأنثى رقيقة قلب تحمل بين جنبيها قلبًا حنونًا كانت مسارعة للخيرات فارجة للكربات..
تلك الأنثى التي تسأل عن صديقاتها المحتاجات و قريباتها المتعففات وجاراتها الفقيرات حباً وكرامة..
تلك الأنثى التي لطالما أبكتها مشاهدُ البؤساء الفقراء الضعفاء..
تلك الأنثى التي لطالما استوقفها منظر ُعامل النظافة تحت لهيب الشمس و صقيع الشتاء..
تلك الأنثى التي لطالما استمطرت مدامعها عبر شاشات التلفاز مناظر الأطفال المشردين الفقراء المحرومين في شتى بقاع العالم من أبسط حقوقهم ؛ سقف يأويهم ، وماء ورغيف خبز ، يسد ولو قليلًا من حاجتهم..
الأنثى التي حينما سمعت بقصة تلك المرأة العجوز التي تتمنى الحج لكنها لاتملك المال بادرت بجمع المال وتيسير أمور الحج محققة لها أمنيتها صدقةً وإحسانًا..
تلك الأنثى التي تعثرت مرات ومرات فنهضت من جديد وكأن شيئاً لم يكن!! إنها الصدقات!!
إنها الخبيئات!!
إنها الباقيات الصالحات!!
من أجلك ومن أجل عائلتك ومن أجل كل شيء جميل تريدين تصدقي ..
‏تَصَدّقْي ؛ (إن الله يجزي المتصدّقين). سورة يوسف الآية(88).
أيتها الأنثى قد لا يشترط في الصدقة أن تكوني صاحبة مال فللصدقة أبواب وأبواب ، فتصدقي بالابتسامة، بالكلمة الطيبة فالتعاون مع الغير بالمبادرة للخير وبذل مايستطاع..
تصدقي بكف الأذى عن الآخرين..
تصدقي بأخلاقك الحسنة ..
تصدقي بالسكوت إن لم تجدي ماتتصدقين به (رب كلمة قالت لصاحبها دعني)..
من الآيات التي أثرت عليّ في حياتي فأثْرتني، وتركت بصمات في توجهاتي فأرضتني..
قول الله تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى). الضحى آية(5), فما أجمل العطاء، وما أمثل الرضا!
قبل الوداع:
العطاء أو الكرم يستحسن إذا كان بعيدًا عن المظاهر- "شوفوني يا ناس"- أي بعيدًا عن المراءاة ، وصدق ابن الرومي في قوله:
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
على الثناء وإن أغلى به الثمنا

بل الكريم الذي يعطي عطيته
لغير شيء سوى استحسانه الحسنا

لايستثيب ببذلِ العُرْفِ محْمدة ً
ولا يَمُنُّ إذا ما قَلَّد المِننا

حتى لتحسب أن الله أجبَرَهُ
على السماحِ ولم يَخْلُقْهُ مُمْتَحَنا

بقلم : فاطمة الجباري