لو قُدّر لنا أن نحصر العادات السيئة في المجتمع فلن نتفق على أغلبها، فحين أرى أنا أن هذه عادة سيئة قد تختلف معي أنت فتراها عادية!
وهذه مكابرة إذ أن كل عادة تؤدي إلى سوء فهي سيئة بلا شك..
العادات السيئة للأفراد تهدم قيم أي مجتمع مهما حرص قادته على التوجيه والإرشاد، فممارسة العادات السيئة علنا وأمام الناشئة مدعاة للتقليد والمحاكاة، وبالتالي تأصيل هذه العادات وترسيخها في ثقافتهم وانسحابها على النظرة العامة للمجتمع لا سيما أثناء فترات الحروب والتراشق الإعلامي بين الفرقاء ..
ليس هناك مجتمع يخلو من العادات السيئة ففي كل مجتمع أفراد يمارسونها حتى وإن كان مجتمعا صالحا متدينا فلكلّ قاعدة شواذ، ومن الإجحاف أن نطبع على مجتمع بعينه أنه سيء حين يأتي بعض أفراده بسلوكيات غير مقبولة، ولا يمكن أيضا أن نمنح مجتمع آخر صك براءة من السوء حين لا يبدو لنا منه إلا الوجه الآخر كتقدمه العلمي أو تطوره المدني وجودة بنيته التحتية، فقد يكون له وجه آخر يمارس في الخفاء لا يعلمه إلا أهله..!
العادات السيئة الفردية حين تسيطر على عقل أحدنا فإنه يصبح أسيرًا لها تكبله أينما حل أو ارتحل، ومن الممكن جدا أن يغير من طباعه لتتماشى مع عادته السيئة وليس بالسهل التخلص منها مالم يكن لديه قوة إرادة ورغبة في التغيير، وظرف استثنائي يسهم في علاجه كما هي الحال في رمضان والذي يعدّ فرصة سانحة للتخلص منها ونبذها وفكّ قيودها..
رمضان له خصوصية لا تكون في غيره حين نُلهَم فيه الصبر، ونُمنَح القدرة على التحمل، ويعزّز لدينا الكثير من القيم، لعل من أبرزها الرغبة في التحول من شخص عنيف أو سلبي أو مقصر أو غير سوي إلى إنسان سوي مسالم إيجابي ومبادر ..
رمضان للعاقل فرصة تُستثمَر، ففيه يمكن أن تكون شخصا آخر ومخالف عما عُهِد عنك، فإن كنت مدخنا تستطيع تركه، وإن كنت أسيرًا لجهازك تستطيع أن تستغني عنه، وإن كنت مدمنا على عادة قبيحة تستطيع أن تستبدلها بأخرى جميلة وما عليك سوى أن تستعين بالله ثم تستحضر نيتك على التغيير ..
إن ممارسة العادات السيئة دليل ضعف وخنوع واستسلام وقد تصنف أنها نوع من الإدمان، ويجب أن نبادر للتحرر منها واستبدالها بعادات أفضل وأجمل..
أسرى العادات أشخاص متقلبوا المزاج ومن السهل جدا أن تستفزهم وتثير حنقهم، فمن لا يستطيع أن يترك عادة تقيده فلا استطاعة لديه أن يضبط أعصابه ويكظم غيظه .
جواهر الخثلان
أسرى العادات
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6502411.htm
التعليقات 1
1 pings
حتان
26/04/2020 في 10:03 م[3] رابط التعليق
كلام بصميم لافظ فوك
(0)
(0)